اقضي المساء كله اتابع صحفنا الالكترونية فيجافي النوم عيني فأصحو متاخرا وابقى طول اليوم متنكدا ..وهكذا هو الحال كل يوم ...حاولت مرات ومرات الاستعانة بافكار بعض الزعماء العرب او رؤساء الحكومة السابقة بان اقطع الانترنت او احجب بعض المواقع لكي ارتاح قليلا والتفت لعملي ورزقي ولكن عبثا تحاول .

السيجارة والسياسة دائما اخرج بحربي معهما مهزوما اشد هزيمة وزاد الطين بلة صحفنا الالكترونية التي تبالغ احيانا وتضخم احيانا ولاتتحرى الدقة في نشر المعلومة احيانا وتميل مع جهة دون اخرى احيانا كثيرة ولكني لا استطيع تركها كما السيجارة فهي حلوة المذاق احيانا صادقة احيانا تحارب الفاسدين احيانا و تعبر عن معاناة المواطن احيانا كثيرة.

تصفحت معظم المواقع ورأيت حملة شرسة ضد من رشقو مبنى الوكالة الفرنسية بالحجارة وانا مع هؤلاء وكل الاردن والاردنيين يستهجنون ويستغربون ويدينون هذا العمل المشين ولكن استغرب ان هذه الصحف او تيارا" اعلاميا" يطلق على نفسه انه ليبرالي مثقف ثائر حر داعم لحركة الشباب ومعاناتهم يدعو الى الحرية والديمقراطية واحيانا الثورة البيضاء وكأن الحرية والديمقراطية مقرونة بالمعارضة وانتقاد الحكومة حتى لو قالت (اذكرو الله ) ويهاجمون مؤسسات الدولة والنظام الاردني حتى انهم باتو ينقدون ويجرحون الدولة الرسمية بكل مؤسساتها وحتى المواطنين لهم من الحب جانب احيانا إلا من يعتصم ويتظاهر ويشتم ويعارض فهؤلاء الاحرار الثائرون ..المفكرون المثقفون ..الذين لاينافقون فهم والمعارضة الوحيدين المؤهلين للإصلاح ومحاربة الفساد .ويتصدر هذا التيار ايصال اصوات نادرة وقليلة نسبة لاصوات الاردنيين وتصويرها بانها الاغلبية للاسف....وهذا ما اسميه سرقة صوت الاغلبية وتزويره ويقناعتي الشخصية ان هذا التيار ركب ومازال اخرون يحاولون ركوب عربة الثورات العربية محاكاة لما حصل في الدول التي نجحت فيها الثورة وتخلصت من الأنظمة الحاكمة المستبدة ولكن غاب عنهم ان الأردن لاتتوافر فيه مقومات الثورة ودوافعها وهذه حقيقة يجب ان يفهمها هذا التيار وآخرون يحاولون منذ اشهر ان يكونو غنيم الأردن او القرضاوي بل ذهب بعضهم للبو عزيزي (ولكن بدون حرائق).

نعم انا معكم في شجبكم لرشق مكتب رندا بالحجارة ولكن يبرز تساؤل برئ لذهني وذهن كل اردني في هذه اللحظات ,لماذا لانرى واحد بالعشرة من هذا الانتصار لمظلومية رندا والبلطجة التي تمت بحقها عندما يضرب (بضم الياء وفتح الراء )رجل سير او رجل درك بدون ذنب إقترفه فهو لم يكذب على العالم ويشوه صورة وطن وهو لم يروج لاخبار من شأنها الاضرار باستقرار الاردن وامنه الاقتصادي والسياسي بل كل ذنبه انه يقوم بواجبه بحفظ الامن والنظام ومن سوء حظ المسكين انه عندما ينشر خبر الاعتداء عليه يقترن بالاسلوب الفظ والتعامل الخشن من قبله ..بمعنى اخر انه المذنب كيف ما كان الموقف...ولماذا تثور ثائرتنا عندما يتلعثم وزير او رئيس وزراء بكلمة انتقد فيها الاعلام او الشباب او الاحزاب ونهاجمه ونصفه باشد الاوصاف حتى لو اعتذر الف مرة واقسم ان التعبير لم يسعفه وان لسانه زل زللا " ولماذا نسامح ولانتكلم او حتى ننتقد سياسي معارض عندما يتهم قضائنا مثلا بانه مرتشي فاسد يبتز الناس في اعراضهم او معارض اخر يصف نصف مليون اردني بانهم منافقون ويمثلون او ثلة خارجين على القانون يستغلون الاوضاع السياسية ليفرضو بلطجتهم ومآربهم الشخصية على المجتمع.

بصدق استغرب جدا من اعلامنا وياحبذا لو وجدت جوابا ...هل رندا حبيب اعز على الاعلام الاردني من نصف مليون مواطن؟ هل رندة حبيب وغيرها اغلى من سمعة الاردن وامنه واستقراره .

كل الاحترام للاخت رندا ولكن الى متى سيحتفظ الاردنييون بعادة جلد الذات وكأننا ادمناها واصبحنا لانعرف كيف ومتى ندافع عن الوطن ولا متى وكيف ننتقده ولكني متاكد ان رقيب السير او الدركي اغلى بالنسبة لي واتوقع لمعظم الاردنيين من رندا