رفقا بطلبة التوجيهي


الكلّ منا يدرك تمام الإدراك لما لهذه الأيام المصيرية من أهمية لطلبة الثانوية العامة، ولذويهم الذين يرتقبون ثمرة جهد سنين مضت وفلذة أكبادهم على مقاعد الدرس، ولما يحتاج إليه الطلبة من هدوء الأجواء العامة التي تحيط بهم، وعدم إعاقتهم عن التركيز فيما يدرسون، إلى جانب الضغوط النفسية التي ترافق الامتحان؛ أيّ امتحان كان، وأجواء القلق والارتباك والترقب المعاشة في مثل هذه الظروف.وخاصة ما يرافق ذلك من أجواء مشحونة داخل الأسر التي لديها أحد هؤلاء الممتحنين، بل ويتعدى ذلك إلى الأسر الجنب وغير الجنب التي ترتبط معها بقربى أو دم أو علاقات أخوية هي ديدن عائلاتنا وعشائرنا وأفرادها التي دأبت عليه في تمتين أواصر المحبة والتعاون ومراعاة ظروف بعضنا بعضا.

وتكثر في هذه الأيام المشاريع العمرانية بكافة أنواعها الفردية والحكومية وغيرها، إضافة إلى المشاريع الإنشائية الأخرى كفتح الشوارع وتعبيدها، وحفرها لتمديد أنابيب لغايات الماء أو الكهرباء للصيانة أو تبديل الشبكات، كما ويكثر الباعة الذين يبحثون عن رزقهم ورزق أولادهم في بيع الخضراوات والفواكه، أو أسطوانات الغاز للمواطنين، وكذلك ما هو مستعمل من أدوات وحاجات قابلة للبيع والشراء، وما يرافق ذلك من أصوات أبواق السيارات والمناداة بأصوات عالية، وغير ذلك مما قد يؤثر في استيعاب هؤلاء الطلبة وتركيزهم فيما يدرسون ويراجعون من معلومات. ويبقى الأمر في حدود المعقول وتسيير عجلة الحياة التي لن تتوقف إذا أخذنا بالحسبان هذه الظروف الاستثنائية، وأحسنا السير دون أن نعيق سير الآخرين.

وهناك بعض السلوكات التي لا بدّ من الإشارة إليها على أنها تزعج العباد والبلاد؛ كإطلاق الألعاب والمفرقعات النارية حتى مطلع الفجر، هذا الوقت وما قبله الذي ينتظره الطلبة على أحرّ من الجمر على أمل أن تبدأ حدّة حركة الناس بالنقصان في هزيع الليل الأول أو الآخر. زدْ على هذا ما يلجأ إليه بعضهم من رفع وتيرة الموسيقى والغناء في الشوارع وبين الأحياء السكنية التي تقلق راحة المرضى، وتبخّر معلومة من هنا أو هناك، أو معادلة فيزيائية، أو مقطوعة شعرية، أو آي من الذكر الحكيم يستشهد بها على سؤال قد يكون مطلوبا منه غدا.

هي دعوة للتذكير ليس إلا، فما في التذكير خبر جديد ولا معلومة مستحدثة ولا حديثة، بل هي مما عندكم وأقلّ . وفي التذكير نفع وجلب خير؛ وما امتحان التوجيهي وغيره من امتحانات إلا حدث إنْ كان اليوم على غيرك، فغدا سيكون عليك، وعندها ستتمنى ما يتمناه الآخرون الآن من سعي حثيث وراء الهدوء والسكينة التي علينا توفيرها لأبنائنا الطلبة الذين هم رصيد استثمارنا على المستوى الفردي والأسري والوطني، وخاصة أنّ الغالبية العظمى من الأردنيين هم من هذه الفئة التي ستنهض بالبلد إن شاء الله تعالى.

آملين من المولى القدير أن يكرم أبناؤنا وطلبتنا ولا يهانون.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات