غزة تستصرخكم .. واعرباه


في الربع الاول من هذه السنة وعند زيارة الطاغية بوش الى المنطقة ( ولم يكن قد ضرب بزوج من الاحذية في وجهه بعد ) ورقص بالسيف العربي و كانت الدبابات والقوات الصهيونية المعتدية تدق غزة وكنت قد كتبت مقال بنفس العنوان ويومها تمنيت من الله كما تمنى كثيرون من ابناء العروبة ان تنتهي الخلافات الفلسطينية وان تتوحد كلمة الشعب الفلسطيني وان يهدي الله اقادة العرب لما يحبه ويرضاه وفي وقتها تمنيتايضا ان ينكسر قلمي ويجف حبره حتى لااكتب عن هذا الموضوع بسبب انتهاء هذا العدوان الى الابد ولكن يبدو أبى هذا القلم الا وان يستمر بالكتابة وان يكون الحبر هذه المرة كمن يقول لي ما دام هناك دم ينزف فان حبري لن يجف وطالما هناك ارواح تزهق بايدي اعتى القوى واكثرها سلاحا فان مقالات الكتاب لن تنتهي .
لقد كان يوم السبت الاسود 27/12/2008 صاعقة صهيونية رمتها بوجه العرب وبنفس السيناريو السابق فقد زارت الشمطاء ليفني احدى اهم العواصم العربية وهي القاهرة ونعقت وبكل صراحة بانها سوف تغير حال غزة وكان بجانبها وزير خارجية تلك الدولة ولكن يبدو انه كان غارقا بالنظر الى تلك الفتاة الشقراء منبهرا بجمالها فلم ينتبه الى ماقالت فلم يستطيع ان يرد عليها اي شيء لانه لم يكن مركزا الا بشيء واحد هو كيفية قضاء ليلة حمراء معها وهكذا اصبحت دبلوماسيات الوزراء وبعض القادة العرب تنظر الى مصير شعوبها من خلال مفاتن النساء وليالي الفجور والخمور ولم يعد يهمها دماء الاطفال والنساء الشيوخ والشباب ولاهدم البيوت ولا تجويع الشعوب بل والادهى من ذلك فانهم يشاركون هذا العدو هذه الهجمة الشرسة الوقحة على الشعب الفلسطيني باعطائهم اشارة واضحة لبدء هذا العدوان وبمحض ارادة هؤلاء الزعماء المحسوبون ظلما على العروبة تغلق ابواب المعابر وتمنع الغذاء والدواء والماء والكهرباء وغيرها من مستلزمات الحياة ان تصل الى هذا الشعب الذي سجل اروع القصص بالصمود والتصدي ولعبت تلك الدولة وهي ام الدنيا دور الوسيط القذر بين عدو الله الابدي اليهود ومن وراؤهم وبين اخوان لهم من ابناء جلدتهم العربية ووجهوا اللوم والعتاب والاهانات الى قيادة منتخبة من الشعب الفلسطيني ارضاءا لليهود الخنازير وارضاءا لبوش الطاغية وهو يغادر كرسي الحكم في امريكا وكأن حال لسانهم يقول لابد ياسيدي الرئيس الا وان اعطيك هدية من دماء الشعب الفلسطيني في غزة فافعل ماشئت بهم فلن تحرك هذه الامة ساكنا لانها فقدت كل شيء .
ولكن هذه المرة قد تختلف ردة فعل الشارع العربي الذي خرج عن بكرة ابيه في كل الدول العربية ويهتف بصوت واحد بالروح بالدم نفديك ياغزة وتلك الكلمات وحدت الامة العربية ووحد الكلمة الفلسطينية التي حاول قادة السلطة الفلسطينية كسرها ولكن يبدو ابت الا وان تكون هي الفصل الاعظم .
لقد وصلت اعداد الضحايا الى 300 شهيدا و800 جريح وكانت هذه هي ارقام الضحايا لغاية كتابتي هذه المقالة وانا كغيري متيقن بان الارقام ستزداد فهل نجلس وراء شاشات التلفزيون ونحن نحصي الشهداء فليس هذه وظيفتنا ، دماء تسال بلا ذنب وبيوت ومستشفيات ودبابات على حدود غزة وطيران يعيث بالارض فسادا فتشد اعصابنا وتكاد براكين الغضب تتفجر بوجه كل الظالمين وكما قال كثير من ابناء الشعب العربي كان من الاولى بمصر الشقيقة ان تفتح المعابر للاحياء لا ان تتبجح وتفتحها للاموات فليس اهل غزة بحاجة الى توابيتهم ولا الى دوائهم فقد يكون الدواء مسموما وعندما خرجت الناس الى المعابر كانت قوات الجيش المصري توجه فوهات بنادقها الى صدور هؤلاء المستنجدين فمن لم يمت بنار العدو الصهيوني يكون مصيره بيد اشقاء له وهكذا اصبحت المعادلة العربية ضد الشعب الفلسطيني .
اعان الله شعب غزة ونصره على اعدائه ووحد كلمة الشعب الفلسطيني وحيا الله الشعب العربي والقادة الذي وقفوا الى جانب هذا الشعب ورزقهم البطانة الصالحة وخذل الله الخونة والعملاء وكسر رايتهم وهزم مايرمون اليه ولاحاجة لنا بقمة عربية ستعقد بعد اسبوع من المعركة فبهذا الاسبوع قد لايجدوا شعبا في غزة ليجتمعوا لاجله فليوفروا جهودهم ولاداعي لقلقهم فقد تكون هناك ردود شعبية عربية تنغص عليهم حياتهم وتفسد مآربهم .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات