تيك توك تحت المجهر


هيام عوض

أبدأ سلسة مقالاتي عن منصة تيك توك‘ بنبذة بسيطة عن سبب تواجدي في هذه المنصة؛ كمثال حي عن الأسباب التي دعت الكثيرين لاستخدامها في وقت كنا فيه بأمس الحاجة للخروج من حالة الكآبة ‘و وسيلة للتربح و تحسين الوضع الاقتصادي الصعب .

بعد غياب عن الساحة الإعلامية ما يزيد عن سبع سنوات عجاف أعود ثانية ليتمخض الوجع تشاؤما ؛ خلال السبع سنوات منعت نفسي عن تنفس الصحافة و ابتعدت تاركة الساحة الإعلامية و قهرها‘ و كذلك كل وسائل التواصل الاجتماعي‘ و توجهت للعمل في التجارة؛ إلى أن داهمتنا تمثيلية كورونا و أجهزت على ما تقدم و تأخر ؛وجدت نفسي رغم عملي المضني دون خط الفقر مثقلة بالديون و القروض؛ توجهت بعدها لوسائل التواصل أبحث عن مصدر رزق يسندني و عائلتي؛ فكان التيك توك أفضلها ماديا بغض النظر عن البيئة في هذه المنصة ؛ لأن مبادئي كانت كفيلة بالحفاظ على رسالتي التي أقدمها في أي موقع أتواجد فيه .

بدأت رحلتي في منصة تيك توك ‘ و رغم كل السلبيات إلا أنني أخدت على عاتقي أن أؤدي رسالتي دون أن أتأثر بمتطلبات هذه المنصة‘ من حيث نوع المحتوى‘ و بعد دراستي لخوارزمية تيك توك استطعت معرفة المداخل و المخارج و حصلت خلال فترة وجيزة على ( 240000 ) متابع و خضت فيها معارك الكترونية مرهقة للأعصاب؛ لأنها مصممة لفئات معينة‘ أدركت أن الوصول يحتاج للكثير من السطحية ‘و الضحك المميت للقلب و كذلك كل سلبيات الحياة الواقعية‘ من تسول في الشوارع إلى تسول الكتروني‘ و من دعارة في الملاهي و أوكار الرذيلة إلى الدعارة الإلكترونية‘ و كلمة الحق هنا تقال أن هناك محتوايات مشرفة و لكن كتب لها أن لا ترى النور و لا الظهور إلا ما ندر من باب الوجود فقط .

تيك توك يعتمد في رفع أي محتوى إلى صفحة ( لك ) على استخدام أصوات‘و مزامنتها مع تحريك الشفاه؛ بمعنى جعل مستخدم المنصة مسخا لا شخصية له؛ حتى يظهر محتواه للعامة‘ و كذلك تقليد الفيديوهات الشائعة‘ و أداء فيديو دويتو‘ و متابعة الترندات الشائعة؛ و كل ما سبق يندرج تحت بند التقليد الأعمى و محاربة الإبداع‘ أضف إلى ذلك أن منصة تيك توك و حسب إدعائها لا علاقة لها ببث المحتوى السياسي. و إرشادات المجتمع تنص على منع أي محتوى يحض على الكراهية أو التحريض‘ ورغم ذلك نجدها متحيزة تماما لدول دون أخرى و تسمح بتمرير المحتوى التحريضي و تميزه ليكون (ترند)‘ فيما تقوم بحظر أي بث مباشر أو فيديو يتبنى الرد أو الدفاع عن دولة أو حقوق بحجة انتهاك إرشادات المجتمع .

و بما أن المغرفة بيد الطباخ‘ و المستخدم بات يعاني إدمان هذه المنصة انتقلنا إلى مراحل متقدمة من سطو سياسات هذه المنصة على ديننا و ثقافتنا و عاداتنا و تقاليدنا .

السؤال الأهم‘ بعد أخذ أراء فئة كبيرة من مستخدمي منصة تيك توك عن رأيهم فيها كان الرد: إنها منصة منحازة و مستغلة و دكتاتورية؛ و السؤال الأقوى؛ لماذا لا يستطيع المستخدم ترك هذه المنصة !
سؤال برسم الإجابة؛؛؛ و للحديث بقية ...
e-mail: hiyamawad35@gmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات