القطاع في مواجهة القتل والتدمير من الجو


هذا هو السيناريو الوحيد الذي يتفق عليه الإسرائيليون بمختلف أطيافهم السياسية والأمنية ، أعني سيناريو القتل والتدمير من الجو الذي بدأ في القطاع ظهر يوم امس ، وتابعه الناس حياً على الهواء.

مئات الشهداء والجرحى الذي سقطوا يوم أمس (نكتب بينما مشاهد القتل والتدمير تتوالى أمام أعيننا) ، ولا ندري إلى أي مدى سيصل هذا المسلسل البشع ، لاسيما أن الغطاء الضروري لاستمراره قد توفر (هناك تحريض فضحته معاريف الإسرائيلية أيضاً). وقد قلنا بالأمس إن تهديدات الموت والدمار للقطاع قد انطلقت على لسان ليفني من القاهرة وليس من نيويورك ولا تل أبيب ، بينما اكتفى المضيفون بمطالبتها بضبط النفس ، لكأن دولتها هي التي تتعرض لاعتداء من قبل الغزاة الفلسطينيين،،

أي بؤس وصلته السياسة العربية ، وأي عار سيلحق بهذه الأنظمة إذ تسكت ، فضلاً عن أن تشرّع هذه المجازر (دعك من التحريض) التي يشاهدها العالم حية على الهواء من خلال الفضائيات؟،

لن نعدم اليوم من يحمّلون حماس المسؤولية عما يجري ، وبالطبع لأنها رفضت تمديد التهدئة ، وقد قلنا إنهم كانوا سيعيرونها بوقف المقاومة لو مددت التهدئة ، وقد تابعنا لهم مئات التعليقات حول ذلك خلال الشهور الماضية.

ليست لدى حماس أية أوهام حول قدرات العدو في ميدان القتل والتدمير ، مقابل عجزها عن مواجهة الطيران الذي يتسلى بقتل الناس وتدمير الأبنية على رؤوس من فيها ، لكن ذلك لا يدفعها إلى الاستسلام ، ومعها قوى المقاومة ، فالمعركة هي معركة إرادة ، ولن يصل بها الحال ما وصل بالآخرين حين قالوا إن المقاومة عبث ، بينما أدانوها في أكثر من مناسبة ، وصولاً إلى وصف بعض عملياتها بالحقيرة.

حماس لن تتراجع ، ومعها كل المقاومة ، وهي لن تتنكر لشهدائها وشهداء شعبها وعذابات أسراه ، ، ولن تخضع للابتزاز ، ابتزاز العدو بقتل القادة واستهداف مقرات الحكومة.

هذا العدوان الجوي لن يحسم المعركة ، لا هو ولا حتى الاجتياح الشامل ، فقد احتلوا مخيم جنين الذي لا تزيد مساحته عن كيلو متر مربع واحد. احتلوه بعد معركة بطولية لن ينساها العالم أجمع ، لكن المخيم لم يستسلم ، ولا يزال إلى اليوم ينجب الأبطال والشهداء ، ولم يكن أمامهم لكي يسكتوه غير تسليمه للشرطة الفلسطينية كي تسيطر عليه وتحول بينه وبين المقاومة.

ليس ثمة أمام الفلسطينيين غير خيار الصمود والمقاومة مهما كلف الثمن ، وهم يستحضرون قول ربهم: "إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون" ، هذا ما يردده الرجال الذين يرفضون الاستسلام ، أما الذين رفعوا الرايات البيضاء ، فلهم أن يتقلبوا في المنافع التي يمنحهم إياها العدو ، لكنهم لن يكونوا شيئاً مذكوراً في وعي شعبهم وضميره.

مئات الشهداء والجرحى الذين سقطوا بالأمس هم عنوان الصمود والمقاومة ، وإذا اعتقد العدو أنه سيشرد بهم من خلفهم فهو واهم ، فهنا ثمة نوع آخر من الرجال ، لا تزيدهم التضحيات إلا قوة وعطاء ، ويتمنى كل بطل منهم أن يلتحق بإخوته الشهداء.

هل رأيتموهم على الشاشات وهم يرفعون أصابع السبابة مرددين ذكر ربهم ، مرحبين بلقائه في ميدان الشرف والبطولة ، بينما يستمتع سواهم ببطاقات الفي آي بي ، ثم يأتي من ينحاز لهذا ويهجو ذاك.

هذه مجرد كلمات انطلقت في مواجهة مشاهد الموت التي وزعتها الشاشات على الناس ، بينما هي دعوة لأبناء الأمة وقواها الحية بأن يقوموا بواجبهم حيال ما يجري ، كل بحسب طاقته ، والتي لا ينبغي أن تقل عن إدانة المتواطئين مع الجريمة ، بل المحرضين عليها ، بكل وضوح وصراحة ، مع دعم خيار الصمود والمقاومة بكل الوسائل الممكنة.

سلام على غزة وكل فلسطين ، سلام على الشهداء ، وعلى من ينتظر منهم ولن يبدل تبديلا.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات