أين نجح الاستيطان وأين فشل؟!


نجح الاستيطان في اميركا وأستراليا. وفشل في الجزائر وجنوب أفريقيا.
في تلك الحالات الأربع، قاومت الشعوب مستعمريها بضراوة، وانتهت إلى ما نعرفه اليوم من نتائج.
ليس كل استعمار، مهما كانت وحشيته، ينتهي إلى نجاح.
وليست كل حركة تحرر وطني مهما كانت تضحياتها تنتهي إلى نجاح.
النجاح يشترط توفر شروط موضوعية محددة، وظروف اقليمية ودولية معقدة، وتوفر العقيدة والمبادئ الملهٍمة التي تشكّل القوةً الدافعة اللازمة.
الطبعة الحالية هي النموذج الاستيطاني الإسرائيلي، الذي لم يتظهّر كلياً بعد، ولم تنتهِ ملامحه إلى شكل يشابه النموذج الأمريكي- الأسترالي أو النموذج الجزائري- الجنوب أفريقي. أو ينفرد بكينونة مختلفة.
هو نموذج كولونيالي، قائمٌ على عقيدة "إذا لم تنجح القوة، فاستخدم المزيد منها".
كان الاستعمار الاستيطاني الجزائري وحشياً، على غرار الاستعمار الاستيطاني الإستبدالي الإسرائيلي، الذي ارتكب 250 مذبحة أقام عليها دولته سنة 1948.
احتلت فرنسا الجزائر من 1830- 1962. لم يكن احتلالاً فحسب، بل كان ضَمّاً وإلحاقاً.
قاوم الجزائريون فرنسا وقدموا أكثر من مليون شهيد، على طريق التحرير، حتى أرغموا الاحتلال الفرنسي الإلحاقي على الجلاء.
لم يستسلم الجزائريون، في حين ان فرنسا جثت على ركبتيها في حزيران 1940، واستسلمت للنازية استسلاماً مُذلاً مهيناً.
النموذج الاستيطاني الأميركي-الأسترالي سَخّر السجناء والقراصنة، الذين ذبحوا أهل البلاد الأصليين، ووطدوا أركان دولتين، تقفان اليوم مع كيان الاستيطان الإسرائيلي، الذي يشاطرهما المسوغات والأسس والبدايات.
وليس شرطاً ان يشاطرهما النهايات !!
ويجدر ان نعي ان لدى الفلسطينيين العرب المسلمين، ولدى الإسرائيليين اليهود، عقيدة دينية، تتعلق بالمسجد الأقصى وقبة الصخرة والأرض الفلسطينية والعربية، تجعل الصراع من بداياته إلى خطوط نهاياته مختلفاً عن النموذج الأمريكي- الأسترالي والنموذج الجنوب أفريقي.
في جنوب أفريقيا، تسامى أهل البلاد السود عن عذاباتهم، وتسامحوا مع مضطهديهم البيض، وتحقق التعايش الذي نراه الآن.
واختلف الحل في الجزائر، فقد طرد الثوار الجزائريون إلى فرنسا، مليوناً ونصف المليون مستوطن، بعد عقود من الاستعمار.
الشعب العربي الفلسطيني، شعب الجبارين، يواجه المشروع الصهيوني، بضراوة هائلة، تبشّر بأنه مدركٌ التحرير لا محالة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات