هذه فرصتنا


جراسا -

هل فعلاً دروب الحياة واسعة مما يدعو للتفاؤل، رغم التحدّيات اليومية الصعبة؟ ألخّص رأيي الشخصي في مثالين.

المثال الأول، استعداد الرياض لاستضافة الدورة الثالثة من منتدى مبادرة السعودية الخضراء، "من الطموح إلى العمل" في 4 كانون الأول (ديسمبر) 2023 للعام الثاني على التوالي. هذا هو المعنى الحقيقي لعبارة "القادم أفضل"، والسعي وراء الجمال، حتى ولو في أماكن أخرى طال الشقاء.

يجمع المنتدى نخبة من الشخصيات المؤثرة، وخبراء المناخ، وكبار المسؤولين الحكوميين، والرؤساء التنفيذيين، بهدف تبادل الأفكار والرؤى ومناقشة أفضل السبل المتاحة لمواجهة التحدّيات المناخية. وبالتالي، هذه فرصتنا لنثبت للعالم أنّ التفاؤل وحده لا يصنع ما هو ممكن، بل علينا أيضاً تسليط الضوء على المنهجيات المبتكرة في التصدّي للتحدّيات البيئية ودعم جهود العمل المناخي حول العالم قولاً وعملاً.

تشمل قائمة المتحدثين في المنتدى، رؤساء تنفيذيين لشركات عالمية مرموقة ولبنوك مشهورة، ومجلس الطاقة العالمي، إضافة لعدد من الوزراء. هذه فرصتنا لنثبت أنّ هناك فارقاً كبيراً بين التفاؤل والوهم، وأن يطَلِع الزائرون على الجهود الناجحة للمملكة والتقدّم المستمر لتفعيل مبادرات الاستدامة.

نحن لا نتبع نظرية التفاؤل بمعنى السفر بلا رحلة، أو أنّ "شيئاً ما" في وقت ما، ربما سيظهر فجأة لزراعة الأرض. الأسباب واضحة، فنحن نحرص على إيجاد مصادر الطاقة النظيفة والمحافظة عليها، تماماً كما نبذل الجهود لمكافحة التصحّر، والاستثمار في تعزيز الممارسات البيئية والاجتماعية.

أما المثال الثاني، فهو الاستعداد لإطلاق المنتدى السعودي للإعلام 2024 بنسخته الثالثة، من 19 حتى 21 شباط (فبراير) المقبل، بتنظيم من هيئة الإذاعة والتلفزيون، وبالتعاون مع هيئة الصحافيين السعوديين.

هذا الإحتفال أيضاً فرصة للتفاؤل، لنثبت أنّ الممكن أقوى من المستحيل. هذه فرصتنا لبناء وتوثيق جسور التواصل مع المؤسسات الإعلامية المحلية والدولية، فالإعلام الجيد هو أحد طرقنا لاستكمال بناء الوطن، ليصبح جيلنا القادم أفضل.

علينا أن نبرز، بصدقية، أهمية مواكبة الإعلام السعودي لرحلة تحقيق الرؤية، أي إبراز وجهة الوطن الطموحة والانفتاح على الآخر. وكما أنّ لدينا مواهب شابة لتعريف العالم بالنهضة الحضارية التي تعيشها المملكة، كذلك لدينا إعلام ناجح يتابع مؤشرات التنمية الفكرية والثقافية. هكذا تبرز فرصتنا لنثبت كيف نصنع المستقبل بعقولنا.

كل أملي في أن لا يلجأ المؤتمر لاستحضار المقالات المطولة، أو المحاضرات السردية، بل أن يسعى لتقديم التجارب الحديثة والحوارات التفاعلية في صناعة الإعلام الحديث المتفائل والإيجابي.

هذه فرصتنا لإثبات مقدرتنا على الخروج من الأزمات الطارئة، بل ومواجهة ما هو أصعب منها. هذه فرصتنا لنثبت كيف نجحنا بتفعيل النشاط الإنتاجي الإعلامي، واستقطاب الشركات والخبرات الرائدة. لهذا، ليس لديّ أدنى شك أنّ هذه الفعالية، ستسهم في رفع مستوى جودة صناعة الإعلام في وطننا الغالي.

آخر الكلام... هذه دعوة للتفاؤل، أمنياتي بالتوفيق للقائمين على منتدى مبادرة السعودية الخضراء "من الطموح إلى العمل"، والمنتدى السعودي للإعلام 2024.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات