ولي العهد .. تحدٍ من المسافة صفر


جراسا -

اكثم الخريشة - تتوالي الرسائل الاردنية "الخشنة" لحكومة الاحتلال المتطرفة، خصوصا ان العلاقات في ادنى مستوياتها مع حكومة نتنياهو العنجهية، وان الاردن بكافة مستوياته الرسمية والسياسية والشعبية قد اعلن موقفه من العدوان الهمجي على غزة وكافة انحاء فلسطين وان الاحتلال قد ادار ظهره لكل المباديء والاخلاقيات والقوانين والمعاهدات في اعتداءه على المدارس والمستشفيات ودور العبادة في غزة والاعتقالات العشوائية في الضفة الغربية وحالة تشبه حالة الكلاب المسعورة من قبل المستوطنين واستقوائهم على المسجد الاقصى بقيادة صهيونية متطرفة.

وبعد كل هذا كان لابد من التوأم الفلسطيني الاخر "الاردن" ان يكون حاضرا وبكافة الطرق والوسائل ليوصل رسالته الواضحة والصريحة بأن غزة والفلسطينين لن يكونوا وحدهم امام هذا العدوان، فكانت اولى الرسائل سحب الدبلوماسيين من الكيان المحتل وعدم التوقيع على اتفاقية الماء مقابل الكهرباء من جهة ومن جهة اخرى المناقشات الحقيقية داخل البرلمان حول اعادة النظر بالاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال، وليس بعيدا عن الدور الانساني من تقديم المساعدات ودعم المستشفى الميداني الاردني ليقدم خدماته للغزيين في شمال القطاع.

وابرز الرسائل الخشنة وليس اخرها كما يرى المراقبون والمتابعون للموقف الاردني كانت وصول سمو ولي العهد الامير الحسين على متن الطائرة العسكرية التي تحمل المستشفى الميداني الثاني والمقرر اقامته في خانيونس والتي صدمت الراي العام العالمي بوصول الامير الى المسافة صفر في موقف يحمل في طياته رسائل عسكرية وسياسية واضحة لرئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو اذ كان على مقربة بعض الكيلو مترات من غزة شامخا بالبذلة العسكرية للجيش العربي متحديا بكل ما تحمله الكلمة من معنى وبجراة لا توصف لأمير هاشمي شاب اثر ان يظهر شجاعة حقيقية نابعة من القلب للوقوف مع ابناء غزة.

هذا التحدي الواضح والصريح لممارسات الاحتلال وداعميه يسجل نقطة تحول جديدة في شكل العلاقات مع الكيان ويؤكد على عمق الروابط الحقيقية بين الاردنيين والفلسطنيين واعتبرها العالم اجمع انها خطوة تحد عسكري وانساني وسياسي في نفس الوقت وهي رسالة اكثر خشونة مما سبقها من رسائل الاردن للكيان الغاصب والذي اصابه الجنون منذ السابع من اكتوبر فتعمد الوحشية ومارس الغطرسة على العزل والابرياء والاطفال، فكان لابد من ايقافه بكافة الطرق ولعلنا اليوم ننتظر مزيدا من الرسائل الاردنية التي تحمل في طياتها المزيد من الخشونة اتجاه حكومة نتنياهو المتطرفة. 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات