المقاومة في غزة «مدينة أنفاق»


جراسا -

لا يزال جيش الاحتلال يتحسّب جيدا لـمخاطر المواجهة مع «جبهة تحت الأرض»ـ أو مدينة أنفاق حماس تحت قطاع غزة.. ونقلت وكالة رويترز، عن مصادر أمنية، أن ما ينتظر القوات البرية الإسرائيلية في غزة هو شبكة أنفاق حركة حماس، الممتدة لمئات الكيلومترات ويصل عمقها إلى 80 مترا، ووصفتها رهينة أُفرج عنها بأنها «شبكة عنكبوت».. ووصفها خبير بأنها «أكبر بعشرة أمثال من أنفاق فيت كونج»، أو الجبهة الوطنية لتحرير جنوب فيتنام.

وقالت مصادر  إن حماس لديها أنواع مختلفة من الأنفاق الممتدة أسفل قطاع غزة الساحلي الذي تبلغ مساحته 360 كيلومترا مربعا وأسفل حدوده، بما في ذلك أنفاق للتخزين والعمليات وللهجوم.

وعطّلت الأنفاق التي تستخدمها الفصائل الفلسطينية لإدارة العمليات والتخفي، وتخزين الأسلحة وإخفاء الأسرى، الاجتياح البري الإسرائيلي الواسع، خوفا من الهجمات المباغتة والكمائن التي قد تنفذ ضد القوات الإسرائيلية.
شبكة الأنفاق.. مجمع عسكري

شبكة الممرات تحت الأرض هي ورقة حماس الرابحة، وهي في الواقع مجمع عسكري، بحسب الخبير الروسي، العقيد فيتالي ديميدكين، الذي خدم في وحدة ألفا الخاصة لمكافحة الإرهاب طوال 26 عاما.. وقال موضحا لصحيفة «موسكوفسكي كومسوموليتس» الروسية: «يُطلق على أنفاق غزة أحيانًا اسم «المترو» المحلي.. وتقع متاهات الأنفاق على عمق 20 و70 مترًا.. وقد دعّمت جدرانها تحت الأرض بالخرسانة، وفي بعض الأماكن توجد أسقف مصنوعة من ألواح خرسانية ضخمة».

مجمع قتالي متعدد المستويات

وأضاف الخبير الروسي، هذا مجمع قتالي متعدد المستويات، حيث يمكن أن تنتظر العدو هناك جميع أنواع الفخاخ وأسلاك التعثر والألغام وكذلك القناصين.. وللأنفاق العديد من المداخل والمخارج.. وقد يؤدي بعضها على وجه التحديد إلى طريق مسدود أو إلى أماكن يمكن أن تنتظر فيها الجيش الإسرائيلي انهيارات.

تطهير الأنفاق المحصنة أمر شديد الصعوبة

وقال العقيد ديميدكين، إن مقاتلي حماس يشعرون وكأنهم في بيتهم في الأنفاق، كما أن شبكة الممرات تحت الأرض تجعل من الممكن نقل القوات والأسلحة بسرعة.. ويمكن أن تؤدي الأنفاق إلى السطح إلى نقاط إطلاق مموهة بشكل جيد.

وأكد أن تطهير مثل هذه الأنفاق المحصنة أمر شديد الصعوبة.. وقد يبقى مقاتلو حماس هناك لفترة طويلة.. لديهم محطات هاتف في الأنفاق وكابلات للاتصالات.. وهناك مرشحات خاصة لتنقية المياه الجوفية، بالإضافة إلى مولدات كهربائية.

من المستحيل تفجير كل شيء

ويضيف «ديميدكين» لصحيفة «موسكوفسكي كومسوموليتس»، أن إسرائيل ستواصل الآن تدمير البنية التحتية لحماس تحت الأرض من الجو.. وستستخدم قوات الهندسة عبوات ناسفة خاصة وقذائف خارقة لتدمير الممرات تحت الأرض في غزة.. كما سيتم استخدام الروبوتات الخاصة.. سيفعلون كل شيء لسد المداخل والمخارج وانهيار المتاهات الموجودة تحت الأرض. لكن من المستحيل تفجير كل شيء.

يدرك الجيش الإسرائيلي أنه إذا اضطر إلى النزول تحت الأرض، فلا يمكن تجنب تكبده خسائر كبيرة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات