جباليا .. من بوابة التاريخ إلى مذبحة المخيم


جراسا -

تحت حماية الصمت الدولي «المريب»، تواصل إسرائيل حرب الإبادة في غزة، وارتكاب جرائم المجازر «الشيطانية»، وآخرها مجزرة مخيم جباليا التي اقترفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي – مساء أمس الثلاثاء– بتدمير حي سكني كامل ما أدى إلى ارتقاء مئات الشهداء من المدنيين الفلسطينيين.
والحرب في غزة ، بين «الكيان الإسرائيلي».. وبين مدن قطاع غزة، التي يتجاوز عمرها في التاريخ 7 آلاف عام. هي حرب «مدن التاريخ» التي تقاوم الاحتلال، وتتردد اسماؤها عبر العالم من خلال متابعات مجازر دولة الاحتلال التي تصب نيران جهنم على المدن التاريخية، من شمال قطاع غزة، إلى جنوبه، مرورا بوسط غزة.

جباليا
تقع جباليا في الشمال، وهي قرية تاريخية في غزة التي حاول الاسكندر الأكبر اجتياحها 3 مرات عن طريق جباليا ولكنه فشل (المصدر: د. محمد خليل مصلح – المركز الديمقراطي العربي ـ غزة).. وتنقسم المدينة إلى ثلاث مناطق رئيسية، وهي (بلدة جباليا، وجباليا النزلة، ومعسكر جباليا)، وأقيم على جزء من أراض جباليا أكبر مخيم في قطاع غزة وهو مخيم جباليا والذي تجمع فيه اللاجئون الفلسطينيون الذين هُجروا من أراضيهم بالقوة عام 1948. وشهد المخيم مساء أمس مذبحة دموية هزّت الضمير الإنساني.

أصل التسمية
يرجع أصل تسمية «حباليا» إلى كلمة «أزليا»، وهي بلدة رومانية قديمة كانت قائمة على الأرض التي تقوم عليها «جباليا النزلة» اليوم. وقيل إنها قد تكون تحريف لكلمة «جبالاية» السريانية بمعنى الجبلي أو الفخاري. ويقال أيضاً أنها نسبة إلى «الجبالية» وهم أخلاط من اروام ومصريين سكنوها أواخر العهد البيزنطي، وأرسلهم «يوستينا نوس» في أوائل القرن السادس الميلادي، لحماية الدير الذي بناه لرهبان طور سيناء. وقد عرفوا بالاسم المذكور نسبة إلى جبل الطور. (المصدر: موسوعة «معجم البلدان» للأديب والرحالة ياقوت الحمويّ).

تقع جباليا على بعد 2 كم إلى الشمال الشرقي من غزة فوق رقعة منبسطة من أرض السهل الساحلي الجنوبي ترتفع نحو 35م فوق سطح البحر، تبلغ مساحة جباليا 11500 دونم منها 133 دونم للطرقات والأودية. تتميز أرضها بأنها رملية وترتبط بطريق محلي معبد بالطريق الرئيسي غزة – يافا. وتشرب جباليا من بئرين عمقيهما من 20 – 25 متر.

وقد ذاع صيت جباليا عالمياً بعد أن انطلقت منها الشرارة الأولى للانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987. (موقع فلسطين في الذاكرة).

تاريخ الكنيسة البيزنطية 1600 عام
تحتضن «جباليا» الكنيسة البيزنطية، وهي من أهم الكنائس في بلاد الشام، ويرجع تاريخ بنائها إلى سنة (444م)، في زمن الإمبراطور البيزنطي (ثيودوسيوس الثاني) الذي حكم ما بين سنة (408م) و(450م)، وقد استمر وجودها منذ الفتح الإسلامي لفلسطين سنة (637م) وحتى العصر الإسلامي العباسي زمن الخليفة (أبو جعفر المنصور)، وبذلك فقد عاصرت الكنيسة 24 إمبراطوراً بيزنطياً، و14 خليفة مسلما، ودلل ذلك على مدى التسامح الديني الذي تمتع به المسيحيين في العهد الإسلامي، وقد اشتملت الكنيسة على 16 نصا كتابيا بالكتابة اليونانية القديمة، وذلك العدد لم يوجد في أي كنيسة في بلاد الشام على الإطلاق. (مركز المعلومات الفلسطيني ـ وفا).

شواهد المقبرة الرومانية في جباليا
وتعد «المقبرة الرومانية»، من أهم المواقع الأثرية التي تعود للعصر الروماني في مدينة جباليا، وهي عبارة عن تلة من الكركار(صخر رملي)، ترتفع عن سطح البحر 18 مترا، وتحتوي على هرّابات؛ وهي عبارة عن صهاريج مبنية من الحجر، إضافة إلي اكتشاف مجموعة من القبور المنحوتة في طبقة حجر الكركار، وأخرى بُنيت من مداميك حجرية من الحجر الرملي الصلب، والكشف عن مجموعة الجرار الفخارية التي كانت تُستخدم لرفات الأطفال، وتتجه تلك القبورـ أغلبها ـ باتجاه شرق غرب، والباقي يتجه شمال جنوب، إضافة إلى العثور على قطع من حلي ذهبية وبعض المشغولات العاجية. (موسوعة «معجم البلدان» للأديب والرحالة ياقوت الحمويّ).



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات