التاريخ يقاتل مع غزة


جراسا -

التاريخ له قصة طويلة مع غزة، التي تتصدّر أخبار العالم حاليا، وهي تواجه حرب إبادة شيطانية تشنها دولة الاحتلال، وحصدت أكثر من 29 ألف شهيد وجريح، وفجرت عشرات التظاهرات حول العالم احتجاجا على المجازر الإسرائيلية التي تستهدف مدينة كانت عصيّة على المعتدين، وقد حاول الاسكندر الأكبر ـ أحد ملوك مقدونيا الإغريقية، و أشهر القادة العسكريين والفاتحين عبر التاريخ ـ اجتياح غزة 3 مرات، خلال الفترة من 333 / 332 قبل الميلاد، عن طريق جباليا، ولكنه فشل(المصدر: د. محمد خليل مصلح – المركز الديمقراطي العربي، مدير عام وحدة حقوق الانسان – وزارة الداخلية – غزة)

ويبدو أن لغزة نصيبا من اسمها..ومن المرجح ان الكنعانيين هم من أطلقوا على غزة اسمها، وهو يعني (القوة) باللغات السامية القديمة، أما المصريون فسموها (هزاتو) أي المدينة المميزة (المصدر: يوسابيوس القيصري الذي أطلق عليه «أبو التاريخ الكنسي»، وقد عاش في القرن الرابع بعد الميلاد)

سابع أقدم مدينة في التاريخ
ويتجاوز تاريخ مدينة غزة المعروف ما يزيد على أربعة آلاف سنة.. وأول ذكر تاريخي لمدينة غزة كان في فترة حكم تحتمس الثالث، حيث كانت غزة نقطة بداية رحلات الفرعون لتأمين مراقبة فلسطين ، وتم ذكر المدينة أيضا تحت اسم هزاتو (Hazattu)، وذلك في رسائل تل العمارنة.

وفي خريطة «مادبا»، وهي فسيفساء أرضية من القرن السادس الميلادي تصور الأرض المقدسة، تتم الإشارة إلى مدينة غزة على أنها سابع أقدم مدينة في التاريخ ( المصدر: المؤرخ الفلسطيني المقدسيّ عارف العارف).

خريطة «مادبا»، وهي فسيفساء أرضية من القرن السادس الميلادي تصور الأرض المقدسة ـ مركز المعلومات الفلسطيني ـ وفا

خريطة «مادبا»، وهي فسيفساء أرضية من القرن السادس الميلادي تصور الأرض المقدسة ـ مركز المعلومات الفلسطيني ـ وفا
مدينة أنثيدون القديمة
ويذكر المستشرق الأمريكي ريتشارد غوتهيل أنه في العصر الهلنستي بين سنة 250 قبل الميلاد وسنة 70 ميلادي كانت «غزة» المدينة القديمة التي تضم الميناء تدعى «أنثيدون»..وغزة كانت ميناء يونانيا في عهد الإمبراطورية البيزنطية، وكان هذا الميناء يسمى «أنثيدون»، وتم بناء المدينة القديمة على تل يبعد مسافة كيلومترين تقريبا عن البحر، وذلك لأسباب أمنية .

ازدهرت غزة منذ 3000 سنة قبل الميلاد
يعود تاريخ الاستقرار والتوطن في منطقة غزة إلى الفترة ما بين 3300 – 3000 قبل الميلاد في منطقة تل السكن التي تقع إلى الجنوب من مدينة غزة الحالية والتي بدأت كحصن مصري قديم بني في أرض الكنعانيين، وازدهرت منطقة تل السكن كواحدة من المدن الكنعانية وبدأت بتجارة البضائع والمنتجات الزراعية مع المصريين.

سوق القيسارية
وكانت غزة إحدى المدن الساحلية الرئيسية على «طريق الحرير»، وكان «سوق القيسارية» سوقا للتوابل في تلك الحقبة، اما اليوم فيتم بيع الحلي المصنوعة من الذهب في متاجره الصغيرة، ..ويستذكر «أفيديس جفليان» الذي عاش في غزة في خمسينيات القرن الماضي كيف كان السوق يضم متاجر للحلوى ومخابز ومتاجر للأحذية (المصدر: موسوعة «معجم البلدان» للأديب والرحالة ياقوت الحمويّ).

السوق عمره 700 عام .. ويقع في الحي الإسلامي في البلدة القديمة في مدينة غزة، وقد بني في القرن الرابع عشر في عهد دولة المماليك، ويضم السوق في الوقت الحالي 44 متجرا: منها 21 متجرا في الجهة الشمالية و23 متجرا في الجهة الجنوبية.

وبحسب نفس المصدر: اشتقت كلمة «القيسارية» بالعربية من اسم الإمبراطور الروماني «أغسطس قيصر»، وقد تحولت كلمة «قيصر» إلى قصر، وهي كلمة يشير معناها إلى قلعة او حصن، وتعني كلمة القيسارية «قصورا كثيرة» كإشارة إلى البنية الطولية والمقنطرة للسوق والتي تتضمن صفا من المتاجر الصغيرة ذات الجدران المتوازية


ويقع «سوق القيسارية» بجوار «المسحد العمري» مباشرة ، وهوالمسجد الأقدم في فلسطين، تم بناؤه ثم تعرض للدمار واعيد بناؤه مرات كثيرة وبني أيضا باستخدام الحجارة نفسها .. وبحسب الروايات المتوارثة تم بناء «المسجد العمري الكبير» في الموقع نفسه حيث كان يفع معبد «داجون» المعبد الفلستي الذي بني تكريما للإله «داجون» وهو إله وثني قديم للخصوبة والمياه، ولا يزال المسجد العمري الكبير مؤسسة اسلامية منذ 900 سنة ولغاية الآن.. وعلى أنقاض «معبد داجون» تم بناء «كاتدرائية يوحنا المعمدان» في العام 406 ميلادية، وذلك إما من قبل الإمبراطورة الرومانية «إيليا أودوتشا»، أو الإمبراطور «مارقيان» ـ المصدر : فلسطين أون لاين.

ويحتل قطاع غزة المرتبة الثالثة بين جميع الكيانات في العالم من حيث الكثافة السكانية، وتستضيف كل قرية في غزة بضعة مخيمات للاجئين يعيش فيها الفلسطينيون الذين شرّدوا من بيتهم بعد الاحتلال الإسرائيلي.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات