كارثة صحية تضرب غزة


جراسا -

مستشفيات غزة أصبحت على أبواب «خارج الخدمة» في قلب الحرب، ولم يتبق من 30 مستشفى، سوى 18 مستشفى فقط تعمل، وباتت على شفا الانهيار، في ظل وجود آلاف الجرحى والمرضى.. والمأساة أن من لم يستشهد بنيران الاحتلال، يفقد حياته بسبب عدم توفر الإمكانيات الطبية والطاقات البشرية من الطواقم الطبية.. لتتجسد «كارثة إنسانية» غير مسبوقة، في صورة «موت جماعي» داخل مستشفيات منهارة.

الوضع فوضوي

وهذه الحالة الصادمة، عبر عنها المنسق الطبي لبعثة أطباء بلا حدود في فلسطين، غيليميت توماس، لصحيفة «لوفيغارو» الفرنسية قائلا: إن المرضى مستلقون على الأرض، ومقدمو الرعاية يفتقرون إلى مسكنات الألم والضمادات للحروق والكمادات والقسطرة. بينما بعض المرضى ينتظرون منذ ثلاثة أسابيع لإجراء عمليات جراحية وهو ما يعقّد جروحهم أكثر، وقد يموتون جراء ذلك.

وأوضح توماس للصحيفة الفرنسية، أن ما بين 5% و10% يعانون إصابات خطيرة ولديهم فرصة ضئيلة للغاية للبقاء على قيد الحياة.. و70% لديهم إصابات معتدلة، والتي من المحتمل أن تصبح أكثر تعقيدا.

ومن جانيه، قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني لوكالة رويترز: «بينما نتحدّث، يموت الناس في غزة. لا يموتون من القنابل والقصف فحسب، بل سيموت العديد من الأشخاص قريبا أيضا جراء تداعيات الحصار المفروض على قطاع غزة، لأن الخدمات الأساسية تنهار والأدوية تنفد».

المنظومة الصحية على شفا الانهيار

وحذر اليوم، الدكتور أشرف القدرة، الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة في قطاع غزة، في تصريحات صحفية، من أن المنظومة الصحية في القطاع باتت على شفا الانهيار، وأن قطاع غزة سوف يشهد كارثة صحية إذا استمر الحال كما هو عليه:

يفترش المصابون الأرض ويقيمون داخل خيام نصبت أمام المستشفيات، بسبب الأعداد الكبيرة للإصابات التي تفوق قدرة المستشفيات الاستيعابية، إذ بلغت نسبة الإشغال السريري داخل المستشفيات 170 في المئة.
تعاني المستشفيات عجزا كبيرا في الكادر البشري، بعد أن استهدفت الغارات الإسرائيلية جزءًا كبيرًا منه، وشردت جزءًا كبيرًا آخر، الأمر الذي حال دون قدرة الكادر البشري على الوصول إلى المرافق الصحية، والكادر الطبي الحالي لا يتجاوز 30 في المئة من الكادر الأصلي.. واستهداف المنظومة الصحية أدى إلى تضرر 57 مؤسسة ومقتل 73 من الطاقم الطبي وتدمير 25 سيارة إسعاف.
مئات الآلاف نزحوا باتجاه المستشفيات والمدارس، حيث يوجد في كل مستشفى ما بين 30 إلى 50 ألف نازح.. وتفتقر هذه الأعداد من النازحين إلى المياه والنظافة الشخصية وهو ما أدى إلى انتشار الأمراض الجلدية والأمراض المعدية والجدري المائي والإسهال والإنفلونزا، بين النازحين في المدارس والمستشفيات، بحسب الدكتور أشرف القدرة.
كل شيء خرج عن السيطرة

الصورة السوداوية لـ«الكارثة الصحية» في غزة، عبر عنها الدكتور محمد أبو سليمة، مدير عام مستشفى الشفاء في غزة، بأن «كل شيء خرج عن السيطرة»، مؤكدًا في تصريحات للقنوات الفضائية «عدم القدرة على إجراء عمليات جراحية لا في المستشفيات ولا في الخيم الطبية في القطاع، بعد أن نفد 90 في المئة من الأدوية والمستلزمات».

وأضاف لشبكة «بي بي سي»، أن الأعداد التي يستقبلها المستشفى كل يوم تتراوح بين 300 إلى 500 جريح، وهو ما يتخطى القدرة الاستيعابية للمستشفى بأضعاف، وهذا العدد يتضاعف بشكل مرعب في المجمع الطبي، الذي يبلغ عدد الجرحى فيه 7000 فلسطيني!

وفيات الأطفال الرضع بسبب الجفاف

وحذر المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) جيمس إلدر، من خطر ارتفاع وفيات الرضع بسبب الجفاف مع توفر خمسة بالمئة فقط من إمدادات المياه العادية.

وقال لرويترز، إن وفيات الأطفال، وخاصة الرضع، بسبب الجفاف تشكل تهديدًا متزايدًا.

يذكر أنه كان يوجد في قطاع غزة 30 مستشفى موزعة كالآتي: 5 في شمال غزة.. و13 في محافظة غزة.. و3 في دير البلح.. و6 في خانيونس.. و3 في رفح.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات