«مدن التاريخ» في غزة تتحدى حرب الإبادة


جراسا -

تتردد أسماء مدن قطاع غزة المحاصر، كل لحظة تقريبا على وسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي.. المدن تصدمنا بمشاهد المجازر الدموية الشيطانية التي يرتكبها جيش الاحتلال في حرب إبادة ضد «مدن تاريخية»..دولة الاحتلال بلا تاريخ، بينما مدن غزة لها تاريخ يمتد إلى زمن ما قبل التاريخ ..ويؤهلها لنحدى حرب الإبادة.

بيت لاهيا
تقع على بعد 7 كم تقريباً إلى الشمال من غزة.. أقصى الطرف الشمالي لقطاع غزة. تحدها من الشمال قرية هربيا المحتلة عام 1948، ومن الغرب البحر الأبيض المتوسط، ومن الجنوب جباليا والنزلة، ومن الشرق بيت حانون.

وهي مدينة قديمة جدا ذكرها العالم الروماني «زمانوس» في كتاباتة، وتؤكد ذلك الآثار القديمة التي تعود إلي العصر الروماني والفارسي ثم الإسلامي (موسوعة «معجم البلدان» للأديب والرحالة ياقوت الحمويّ).

أصل التسمية
ويعود اسم التسمية لى تفسيرين:

الأول: يرى البعض من المؤرخين أن الكلمة اشتقت من كلمة الآلهة، حيث كانت بيتاً للآلهة والمعابد في العصور القديمة.
والثاني: يرى البعض الآخر إنها كانت حديقة جميلة بها أماكن للتنزه واللهو قريبا من المعابد، فأصبحت بيت للآلهة أو اللهو وفى الحالتين يظهر الارتباط بين الآلهة القديمة واللهو حولها، وهكذا سميت وعرفت بهذا الاسم «بيت لاهيا».
شواهد تاريخية
وتضم «بيت لاهيا» شواهد تاريخية متعددة عبر العصور، ومن بينها الآبار الارتوازية بالطراز الروماني القديم..وخربة اللقية: حيث يوجد بقايا مسجد ونفق وقد سميت بهذا الاسم لأنها كانت لالتقاء الايوبيين بقيادة صلاح الدين الايوبي ضد الصليبين وانتصر عليهم..وقبة أم النصر: وفيها انتصر الأيوبيون على الصليبيين وقد شيدت القبة لتكون رمزا لهذا النصر.. وخربة صقعب: حيث عثر على أثار مساكن وقبور قديمة..ومسجد الشيخ سليم أبو مسلم بنى منذ نحو خمسة قرون..وغيرها.


خانيونس
تقع خانيونس في الجزء الجنوبي من قطاع غزة، وتحدها من الجنوب مدينة رفح، ومن الشمال مدينة دير البلح، وهي من المحافظات الساحلية المطلّة على البحر الأبيض المتوسط من الجهة الغربية.(مركز المعلومات الفلسطيني ـ وفا).

سبب التسمية
يرجح بعض الكتاب و المؤرخين أن مدينة خانيونس بنيت على أنقاض مدينة قديمة تعرف باسم جينيس.. لم تعرف خانيونس إلا في القرن الرابع عشر ميلادي عندما أنشأ الأمير يونس النوروزي الدوادار، قلعة في هذا الموقع لخدمة التجارة و المسافرين.. وبنيت القلعة على شكل نزل، ولذلك سميت بالخان، فقد كانت مدينة خانيونس قديماً خاناً أي محطّة للقوافل التجارية على الطرق التي تمرّ بها، واعتاد التجار أن يلجؤوا لها لحماية بضائعهم، ومواشيهم، والاستراحة من مشقّة السفر والترحال، ولتبادل البضائع والمقايضة.

مركز إداريّ وتعليميّ لمنطقة جنوب القطاع
تمّ تأسيس وبناء مدينة خانيونس في القرن الرابع عشر على يد المماليك، فبقيت على حالها حتى فترة حكم العثمانيين..وهي الآن مركز إداريّ وتعليميّ لمنطقة جنوب القطاع بأكملة، حيث تجمع فيها العديد من الدوائر الحكومية، وعدد كبير من المدارس الابتدائية، والثانوية، وفيها مخزون جيد من المياه، والمصادر الطبيعيّة، وتتميّز بمزارعها وربوعها الواسعة؛ الأمر الذي يجعلها تلعب دوراً مهمّاً في الاقتصاد الزراعي لدولة فلسطين.

بيت حانون
تقع مدينة بيت حانون في شمال قطاع غزة وترتفع 50 مترًا عن سطح البحر، حيث يحدها من الشرق والشمال الحدود الفاصلة بين القطاع والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م، ويحدها من الغرب والجنوب أراضي مدينة بيت لاهيا. ويعتبر موقع بيت حانون موقعاً متميزاً لوجود أكبر معبر برى يربط قطاع غزة بالأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م (معبر بيت حانون).

أصل التسمية
بيت حانون كانت قرية قديمة بها بيت لعبادة الآلهة والأصنام، أسّسها ملك وثني هو الملك حانون، وكانت مصيفاً له، جرت بينه وبين الملك اليافي حروب طويلة حتى أهلكا بعضهما، فأنشئ له تمثال وضع في بيت العبادة؛ فاشتهرت القرية باسم «بيت حانون»

سجلت أول انتصار على الصايبيين

وقد جرت فيها معارك دموية لأنها باب غزة الشمالي، وفي العام 637 هـ ، وقعت حرب بين الفرنجة والمسلمين، هزم فيها الفرنجة (الحرب الصليبية)، كما تذكر البلاطة المثبتة فوق مسجد القرية الذي بُني خصيصاً لذكرى هذه الموقعة، وسمي مسجد النصر إحياءً لذكرى هذه الوقعة.

دير البلح
تقع مدينة دير البلح على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وعلى مسافة عشرة كيلو مترات شمال مدينة خانيونس، وعلى مسافة ستة عشر كيلو متراً، جنوب مدينة غزة، كان يمر بها قبل سنة 1948م خط السكك الحديدية القديم الذي يصل بين مدينة حيفا ومدينة رفح، ويصل إلى القاهرة عبر صحراء سيناء، وبعد عام 1948م كان يمر بها خط السكك الحديدية الذي يصل مدينة غزة بالقاهرة عبر صحراء سيناء.(مركز المعلومات الفلسطيني).

أصل التسمية
وأول اسم أطلق على دير البلح هو اسم (الداروم) ثم (الدارون)، وهما في الكنعانية والآرامية يعنيان الجنوب..والداروم هي دير البلح..وأقام القديس هيلاريون (278-372م) أول دير في فلسطين بالداروم فسميت باسم دير البلح نسبة لهذا الدير والنخيل المنتشر حوله، والقديس مدفون في الحي الشرقي لمدينة دير البلح.

وفي زمن الحروب الصليبية ذكرت دير البلح باسم الداروم والدارون، وكانت إحدى المدن الرئيسية في مملكة القدس الصليبية..وفي سنة 1170م استعصى على القائد صلاح الدين الأيوبي دخولها، ولكنه عاد ودخلها بجيشه سنة 1177م بعد محاولات عديدة، وبذلك فهي أول مدينة حرّرت في فلسطين من أيدي الصليبيين..

وفي زمن المماليك أصبحت «دير البلح» محطة للبريد بين مصر وغزة.. ويتبع محافظة دير البلح مخيمات المنطقة الوسطى وهي النصيرات – البريج – المغازي – ومخيم دير البلح.

شواهد تاريخية للمدينة الفلسطينية
تلة أم عامر: وهي تلة أثرية عثر فيها على أرضية فسيفسائية ملونة تعود إلى العصر البيزنطي.

مقام الخضر: يقع هذا المقام في وسط مدينة دير البلح، وأسفل هذا المقام يوجد دير القديس هيلاريون أو «هيلاريوس» 278 – 372م، الذي يعود إلى القرن الثالث الميلادي.

قلعة دير البلح: أنشأها عموري ملك القدس الصليبي ( 1162-1173م).

مقبرة دير البلح: تشتهر مدينة دير البلح بمجموعة من التوابيت المصنوعة على شكل إنسان، التي يعود تاريخها إلى العصر البرونزي المتأخر والمنسوب إلى ما يسمى بملوك الفلسطينيين، يعود تاريخ المقبرة إلى الفترة ما بين القرن الرابع عشر قبل الميلاد و 1200 قبل الميلاد.

تل الرقيش: موقع أثري يقع على ساحل دير البلح مباشرة..وكشفت عمليات التنقيب التي جرت على التل عن وجود مستعمرة فينيقية كبيرة ومزدهرة، فيها أسوار دفاعية ضخمة طولها حوالي( 600م)، ومقبرة ذات طابع فينقي لدفن رماد الجثث المحروقة التي يعود تاريخها إلى العصر الحديدي المتأخر وللفترة الفارسية ( 538-332 ق.م).

رفح
ومدينة رفح الفلسطينية التاريخية من أقدم المدن التي قامت فيها كثير من الحضارات.. واستوطن في هذه المدينة كثير من الحكام مثل الفراعنة والرومان والآشوريون وكذلك الإغريق..وتقع مدينة رفح في أقصي الجنوب الخاص بالسهل الساحلي الفلسطيني، على الحدود الفلسطينية المصرية..وتعتبر رفح من أكبر المدن الموجودة في فلسطين وتشترك أيضاً مع الحدود المصرية في مدينة رفح المصرية، (المؤرخ الفلسطيني المقدسيّ عارف العارف)

أصل التسمية
يرجع أصل تسمية مدينة رفح بهذا الاسم إلى العهود القديمة، فتاريخ تأسيسها يرجع إلى خمس آلاف سنة.. أطلق عليها المصريون القدماء اسم «روبيهوى»، أما الآشوريون أطلقوا عليها اسم «رفيحو»، بينما أطلق عليها الرومان واليونان، أسم «رافيا».. أما اسم رفح الحالي فقد أطلقه عليها العرب.(موسوعة «معجم البلدان» للأديب والرحالة ياقوت الحمويّ)

مرت مدينة رفح بالكثير من الأحداث التاريخية عبر العصور وكانت مطمع للكثير من الغزاة المستعمرين، وهي بوابة فاصلة بين مصر والشام.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات