العزف على ربابة الفساد هو فن جديد ونوع مبتكر من أنواع العزف التي يقول أحد المسؤولين أن البعض صار يمتهنها. يبدو أننا في الأردن لدينا فائض وقت أو ترف نزاهة، وبسبب ذلك ترانا نعزف على ربابة الفساد إشغالاً للوقت، أو من قبيل التنويع حتى لا نسآم من رتابة النزاهة.
إن عدم تحديد ومحاكمة المتورطين بالفساد – لأسباب نعرف بعضها ولا نعرف بعضها الآخر- لا يعني أن الفساد غير موجود، فهو موجودٌ فعلاً في محتلف مستويات المسؤولية. نصيحتي لكل مَنْ يريد أن يقطع وتر ربابة الفساد، هي مواجهة الناس بالحقائق والإجراءات الحقيقية لمكافحته ومحاسبة الفاسدين واسترجاع ما أمكن من أموال الدولة والناس. هذه - فقط- ستقطع دابر الشكوك والشائعات، أما الطبطبة و "لغوصة" القضايا بالإنكار، أو بتشكيل اللجان التي لا تنتهي إلى محددٍ واضحٍ نافذ، فلن تقطع وتر ربابة الفساد، بل ستزيد من الأوتار لتتحول الربابة إلى عودٍ متعدد الاوتار متنوع الألحان ولكنها ألحانٌ مؤلمة.



***
(Casino)
***


يبدو أن أحد تلاميذي أشغله الهم العام فقال لي يا دكتور: منذ أكثر من عامين والأردن يتحدث عن الكازينو واتفاقية الكازينو والشرط الجزائي وشبهات الفساد المرافقة لهما.. فما هي الطريقة القانونية التي تُجنب الأردن دفع قيمة الشرط الجزائي في اتفاقية الكازينو والبالغة 2 مليار دولار؟
فكانت إجابتي له بإختصار:
أولاً، لقد أكد رئيس الوزراء – حفظه الله ورعاه- أن الأردن لم يخسر فلساً واحداً أو متر أرضٍ واحد نتيجة هذه الاتفاقية. وعموماً لا توجد طريقة قانونية للتخلص من دفع قيمة الشرط الجزائي في اتفاقيةٍ ما مهما بلغت قيمته إلا طريقة واحدة – ما في غيرها- وهي تنفيذ الاتفاقية المنوه عنها. وبخصوص اتفاقية الكازينو فالطريقة القانونية الوحيدة للتخلص من دفع قيمة الشرط الجزائي هي السماح للمستثمر( X أبو كازينو) بإقامة الكازينو حسبما تم الاتفاق!
ثانياً: شو فيها لما يصير عندنا كازينو، مش أحسن ما ندفع 2 مليار دولار بدل توقيع؟!
معلومة أساسية: كازينو أو (Casino) كلمة إنجليزية تعني نادي للقمار أو الميسر، وسلامتكو