شبح الفشل العسكري يحاصر نتنياهو


جراسا -

رغم مرور 22 يوما من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يستطع أن يحقق مكاسب لإسرائيل حتى الآن، في وقت تتصاعد فيه احتجاجات أسر المحتجزين الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية مطالبة نتنياهو بالتحرك من أجل الإفراج عنهم.

تمديد زمن الحرب

وفق الكاتب المختص بالشؤون الإسرائيلية نظير مجلي فإن نتنياهو يمدد زمن الحرب على غزة لتحقيق بعض الإنجازات العسكرية وإنقاذ حكومته من الإقالة.


وأوضح، أن قضية «المحتجزين» باتت تأخذ مدى أكبر في الشارع الإسرائيلي، مسلطا الضوء على المظاهرة التي خرجت اليوم أمام منزل نتنياهو للمطالبة بإقالته أو استقالته.

وطالبت عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة نتنياهو، اليوم السبت، بعقد بصفقة فورية لإطلاق سراح ذويهم مقابل أسرى فلسطينيين. وعلى الجانب الآخر قال نتنياهو: «سنمارس كل ضغط، ونستنفد كل الإمكانيات لإعادة المحتجزين».

مسؤولية نتنياهو

ويرى مجلي أن نتنياهو يتحمل مسؤولية هذا الإخفاق الذي لم يحقق للمجتمع الإسرائيلي مكاسب.
وقال مجلي، إنها المرة الأولى في تاريخ إسرائيل التي تخسر فيها هذا العدد من المحتجزين، في ظل مطالبات بأن يتنازل نتنياهو عن موقفه «المتعنت»، والبحث عن إطلاق سراح المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية.

واعتقلت سلطات الاحتلال نحو 4900 أسير وأسيرة من فلسطين، بينهم 31 امرأة، و160 طفلًا تقل أعمارهم عن 18 عاما، بالإضافة إلى أكثر من 1000 معتقل إداريّ، بحسب أرقام مؤسسات الأسرى الفلسطينية، الرسمية والمستقلة.
وبحسب الكاتب والباحث السياسي أكرم عطا الله فإن نتنياهو يخاف من الحرب، واصفا إياه بـ«شخص متآمر» من طراز رفيع، لكنه فاشل عسكريا.

وقال عطا الله، إن الجيش الإسرائيلي أبدى جاهزيته للحرب البرية على غزة، وألقى مسؤولية تأخرها على نتنياهو، في ظل تأكيد انتظاره القرار السياسي، فيما يردد نتنياهو أن الحرب البرية ستبدأ عندما يكون الجيش على أتم استعداده.
وأوضح أن نتنياهو أنهى المهام العسكرية برتبة نقيب، ومعروف عنه أنه لا يحسم في أي قضية حرب، إضافة إلى أنه يعتاد التهرب، فهو مناور سياسي وخطيب مفوه ومتآمر من طراز رفيع، لكنه لم يدر حروبا عسكرية واسعة.

خسائر فادحة

وقال الباحث في الشؤون الإسرائيلية عصمت منصور لـ«الغد» الخميس الماضي، إن إسرائيل لم تحقق إنجازات سياسية أو عسكرية حتى الآن، موضحا أن نتنياهو حصل على دعم عالمي ربما لم يتلقه أي رئيس وزراء سابق في تاريخ إسرائيل من أجل شن حرب على تنظيم فلسطيني يقاتل بأدوات بسيطة.

وشدد على أن نتنياهو لم يحقق أي انتصار على المستويين العسكري أو السياسي رغم الدعم والمدد والغطاء الدبلوماسي والتأييد والاحتضان من الغرب، وما زال عاجزا عن التقدم، وتحقيق أهداف الحرب، التي بات يجري عليها تعديلات بشكل يومي.

وأحدثت الحرب على غزة خسائر اقتصادية فادحة لإسرائيل، وفي ذلك يقول الباحث في الشؤون الإسرائيلية أمير مخول، إن الثمن الاقتصادي الذي دفعته إسرائيل في الحرب على غزة هائل، مشيرا إلى أن تقديرات الخسائر المباشرة تصل إلى 18 مليار دولار.

وأضاف في تصريحاته لـ«الغد» أن «تكلفة إخراج جنود الاحتياط من أماكن عملهم إلى الجيش تقدر بنحو 5 إلى 10 مليارات دولار، وكلما طال أمد الحرب ستكون الأزمة الاقتصادية أعمق جدا على إسرائيل».

ولليوم الـ22 على التوالي، يواصل الاحتلال عدوانه على قطاع غزة منذ أن بدأ في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، بعد قيام المقاومة الفلسطينية بتنفيذ عملية طوفان الأقصى، بمنطقة غلاف غزة.

وتتواصل الغارات التي تشنها مقاتلات الاحتلال ضد منازل المدنيين العزل، بجانب استهداف المستشفيات والمساجد والكنائس، مما أدى إلى ارتقاء آلاف الشهداء والجرحى.

وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي، اليوم السبت، إلى 7703 شهداء، منهم 3595 طفلا، إضافة إلى إصابة 19734 مواطنا بجروح مختلفة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات