ما هو بروتوكول "هنيبعل" الإسرائيلي؟


جراسا -

هل يمكن أن تغامر إسرائيل بمصير أسراها لدى حماس في قطاع غزة؟ أو هل يمكن أن تضحي بهم في سبيل إغلاق الملف، حتى لا يكون ورقة ضغط في يد حماس؟

التساؤل المثير للجدل، يجد مساحة عريضة من الإجابة بـ«نعم» وفقا لبروتوكول «هنيبعل».. ويقضي البروتوكول، الذي دخل حيز التنفيذ عام 1986، باستخدام أقصى قدر من القوة لمنع أسر الجنود الإسرائيليين، حتى مع المخاطرة بإيذائهم، وبمفهوم «جندي ميت خير من جندي أسير».

وفي شهر أغسطس / آب 2014 كانت المرة الأولى التي تنفذ فيها إسرائيل بروتوكول «هنيبعل» على الأرض في غزة، والذي لم يسبق للغالبية من الفلسطينيين أن سمعوا عنه من قبل، حين أطلق مسلحو «حماس» النار على الجنود الإسرائيليين، ما أدى إلى مقتل جنديين إسرائيليين، واختفاء أثار الجندي هدار غولدن.

فقد أراد الجيش الإسرائيلي قتل الجندي ومن معه من المسلحين الفلسطينيين، تطبيقا للبروتوكول القاضي بأن «جنديا ميتا أفصل من جندي قيد الأسر».. والحادثة دفعت الجيش الإسرائيلي وقتها إلى ملاحقة الخاطفين، وإطلاق العنان للقصف المدفعي والغارات الجوية على قطاع مكتظ بالسكان، وخاصة مدينة رفح، حيث وقع الكمين بالقرب منها.

أنشأ الجيش الإسرائيلي بروتوكول «هنيبعل»، وهو متأصل في عقيدة الجيش، وتم تدريسه لكل جندي رغم إلغائه رسميا، عام 2016.. ووفقا لما جاء من تفصيلات في المكتبة الافتراضية اليهودية على موقعها الإلكتروني، فإنه «تم التأكيد على أن الجنود بأن يكونوا مستعدين لقتل أصدقائهم، أو أنفسهم، لمنع الأسر، وذهب أحد الضباط في لواء جولاني إلى حد القول بأنه يجب على الجندي تفجير القنابل اليدوية لتفجير نفسه في حال فشل جميع الخيارات الأخرى في إيقاف الاختطاف».

وفي شهر يونيو/حزيران 2016 ألغى غادي أيزنكوت، هذا البروتوكول عندما كان رئيسا لأركان الجيش الإسرائيلي، وهو الآن عضو بالمجلس الوزاري الحربي، الذي قد يأمر أو يرفض تطبيق هذا البروتوكول في غزة.

وتخشى عائلات الإسرائيليين الرهائن من تطبيق إسرائيل هذا البروتوكول، خلال عملية برية يتوقع أن يطلقها الجيش في أي وقت.

تظاهرات عائلات الأسرى

لذلك فقد صعدت العائلات من احتجاجاتها في تل أبيب والقدس الغربية لمطالبة الحكومة الإسرائيلية، باسترجاع الرهائن قبل الشروع بالعملية البرية.. وتحمل العائلات في احتجاجاتها لافتات كتب عليها «على نتنياهو الاستقالة» و«أعيدوهم إلى البيت» و«نعم لتبادل الأسرى».

ويقول الجيش الإسرائيلي، إنه أخبر 212 عائلة بأن أبناء لها رهائن في غزة، ولكنه يشير إلى أن هذا العدد غير نهائي..أما الفصائل الفلسطينية فتقدر أعداد الرهائن ما بين 200- 250.

يذكر أن هنيبعل بن برقة، كان قائدا عسكريا تونسيا بارعا فى التكتيك الحربي، ومن أكتر القادة الموهوبين في التاريخ 182 ق.م، عاش خلال فترة من التوتر في منطقة البحر المتوسط.. بلغ هنيبعل أقصى الحدود المستحيلة لكي يهزم روما ويصبح مادة للأساطير، حيث احتل معظم إيطاليا وحاصر روما 15 عامًا.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات