عزاء الزميل "المعارض" نضال سلامة .. حضر الملك والحكومة وغابت المعارضة


جراسا -

خاص - كعادة الهاشميين دوماُ، يشاركون الأردنيين أفراحهم واتراحهم، يخففون مصابات أهليهم اذا ما مسهم قرح، أو أصابتهم مصيبة، فتجدهم مع الناس، منهم وبينهم، ليغدو حضورهم بلسماً يداوي الجراحات، وعزاءهم يخفف الابتلاءات، ومواساتهم الصادقة تجفف العبرات، ويصرون على قربهم من نبض الأردنيين، اذا لم يكونوا همو نبض الأردنيين وقلبهم ذاته.

لقد كانت المأساة التي أدمت قلوب الزملاء في مجموعة جراسا الاعلامية، من عميدها الأستاذ الكبير جمال المحتسب، إلى جميع فريق أسرة جراسا وقناة الأردن الآن، برحيل مدير تحريرها الزميل نضال سلامة، تفوق حد قلوب الزملاء على التحمل.

فهي عشرة طويلة طويلة، قضاها الزميل سلامة رحمه الله، في كنف جراسا، وشكلت العلاقة الأخوية والمهنية الأمينة الوفية الصادقة، والذكريات الطيبة، بحلوها ومرها، والعمل الإعلامي المضني على مدار اللحظة، وفي أحلك ظروف، رابطة أخوية متينة بين أسرة مجموعة جراسا التي فجعت برحيله.

البلسم الذي خفف مصابات الزملاء في جراسا، كان بمواساتنا من صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني اطال الله في عمره، وأيد ملكه، ومن صاحب السمو الملكي، ولي العهد، الأمير الحسين بن عبدالله، هذا النسل الهاشمي الأغر، العامرة قلوبهم بالمحبة والإنسانية والمروءة، الذي يأبى إلا أن يكون معنا في أحلك ظروفنا، ويكفكف عن عيوننا دموعنا، ويمسح الحزن عن أوجاع قلوبنا، ويبدله سكينة وحمداً وفخراً، بأن كرمنا الله بهذه القيادة الهاشمية الإنسانية التي نباهي بها الكون كله.

وكم كانت لفتة كريمة صادقة، حضور معالي رئيس الديوان الملكي الكبير بأخلاقه، يوسف العيسوي، صاحب الواجب حيثما يستدعي الواجب، وصاحب القلب الأردني الصادق، والمواقف الوطنية النبيلة المحترمة، وحاجب قصر الهاشميين الأمين، وهو يعزي أسرة جراسا في مصابها، ليبدل دمعنا ابتسامة، ويداوي قلوبنا بكلماته الطيبة الصادقة.

ليكفكف إمام الحضرة الهاشمية، سماحة الشيخ أحمد الخلايلة، دمعة أخرى، بحضوره لبيت عزاء الزميل نضال سلامة، الذي كان لكلماته الطيبة، أثرا كبيرا في تخفيف مصابات قلوبنا المكلومة برحيل اخ وزميل وصديق عزيز فقيد، وأي فقيد.

الذي لا نجد بداً من قوله، أن الذين يعرفون الزميل الراحل نضال سلامة، يعلمون أنه كان معارضا شرسا للحكومات، وكانت انتقاداته لا تعرف السقوف، وطالما جند قلمه الغيور لخدمة وطنه بصدق من منظوره الخاص، دون محاباة ومواربة، ودونما بحث عن تسجيل مواقف ومكاسب، وظل بقناعاته التي احترمناها، الأقرب إلى الحراكيين والمعارضة، ينشر بياناتهم اولا باول، ويشارك في مسيراتهم ومظاهراتهم، ويستميت بالدفاع عنهم في كل شاردة وواردة، ودفع ضريبة يعرفونها جميعهم، لكنهم وبكل أسف نقولها، كافؤوه بأن غابوا جميعهم بلا استثناء عن حضور جنازته، مثلما غابوا جميعهم عن حضور بيت عزائه، وفي الفم قولاً كثيرا نتعفف عن الاستفاضة به الان، إكراما للزميل الراحل!

اللافت، أن أول الذين حضروا للعزاء فيه، هم من كان ينتقدهم، من رجالات دولة، ومسؤولين حكوميين. في مفارقة يبدو أنها ليست غريبة على التركيبة الاجتماعية والسياسية الأردنية الاصيلة، التي لا يشكل الخلاف معها خصومة، ولا ثأراً وحقداً وتصفية حسابات، بل هو واجب الأردني الأصيل تجاه أخيه الأردني، ورسالة منه إليه، أننا قد نختلف في الأفكار، لكننا لا نختلف على اخوتنا، مثلما لا نختلف أبداً على الأردن!

هو هكذا دأبُ الهاشميين وتاريخهم، أنهم الأقرب إلى شعبهم، والأكثر تلمسا لاوجاعهم، وأحزانهم، وهم الذين كانوا ويظلوا فوق صغائر الأمور، ويمدون دوما بينهم وبين أهلهم الجسور، لا فرق عندهم بين أردني وأردني، فكلهم في عيون المليك، وكلهم في قلب المليك، مثلما المليك في سؤدد قلوبهم، ما دامت قلوبهم نابضة!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات