حداد في العراق بعد مقتل وإصابة المئات بحريق بقاعة للأعراس
جراسا - وجّه رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني اليوم الأربعاء بإعلان الحداد العام في جميع أنحاء العراق ولمدّة ثلاثة أيام.
وذكر بيان للمكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء، تلقته وكالة الأنباء العراقية (واع)، أن"رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، وجه بإعلان الحداد العام في جميع أنحاء العراق ولمدّة ثلاثة أيام، عزاءً في الضحايا الذين سقطوا في حادث حريق الحمدانية (بغديدا)، في منطقة سهل نينوى".
الداخلية العراقية
من جانبها، أعلنت وزارة الداخلية عن إصدار أوامر قبض بحق أربعة من أصحاب قاعة الأعراس في الحمدانية.
وقال مدير العلاقات والاعلام إعلام الوزارة اللواء سعد معن لوكالة الأنباء العراقية (واع): "اننا نتواجد مع وزارة الصحة في الحمدانية ميدانيا وبمتابعة من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني شخصيا"، مشيرا الى أن "اقليم كردستان العراق هرع لتلبية النداء، أذ يوجد حالياً 21 مصابا في مستشفى دهوك وأيضا 18 مصابا في اربيل".
وأضاف أن "حملة التبرع بالدم بدأت من عناصر الشرطة في نينوى ومن قبل الاهالي ايضاً"، لافتا الى أن "الاصابات بالحروق معقدة وتحتاج الى جهود".
وأوضح أن "خبراء الادلة الجنائية والدفاع المدني أكدوا أن القاعة هي من الكوبون وسريعة الاشتعال وكانت هناك ايضاً العاب نارية تسببت بحادث الحريق وكذلك عدم توفر شروط السلامة والامان للقاعة"، معلنا "توقيف 9 من العاملين في القاعة واصدار مذكرة قبض بحق 4 من اصحابها".
وقُتل مئة شخص على الأقلّ وأصيب أكثر من 150 آخرين بجروح في حريق اندلع بقاعة للأعراس في بلدة الحمدانية بمحافظة نينوى في شمال العراق خلال حفل زفاف، بحسب ما أعلنت السلطات فجر الأربعاء.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية عن دائرة الصحّة في محافظة نينوى إنّه تمّ "تسجيل مئة حالة وفاة وأكثر من 150 مصاباً كحصيلة أولية" جرّاء الكارثة التي حلّت بالبلدة المسيحية الواقعة شرق مدينة الموصل.
وأكّد المتحدّث باسم وزارة الصحّة سيف البدر لوكالة "فرانس برس" هذه الحصيلة. وأوضح أنّ معظم "الإصابات هي حروق واختناق".
من جهته، تحدّث الهلال الأحمر العراقي عن أن "عدد الضحايا والمصابين ارتفع إلى أكثر من 450 شخصاً" جراء الحريق.
في مستشفى الحمدانية العام شاهد مصوّر "فرانس برس" بعد منتصف الليل سيارات إسعاف تهرع ذهاباً وإياباً لنقل المصابين، في حين تجمّع أمام المستشفى عشرات الأشخاص، منهم أقرباء للضحايا وآخرون سكّان جاؤوا للتبرّع بالدم.
ووقف آخرون كذلك أمام شاحنة برّاد تكدّست فيها أكياس سوداء وضعت فيها جثث القتلى، وفق المصوّر.
"ألعاب نارية"
من جهته، قال الدفاع المدني العراقي إنّ "معلومات أولية" تشير إلى أنّ سبب الحريق هو "استخدام الألعاب النارية أثناء حفل الزفاف" ممّا أدّى إلى "إشعال النيران داخل القاعة بادئ الأمر" ثمّ انتشر "الحريق بسرعة كبيرة".
وأضاف في بيان أنّ القاعة "مغلّفة بألواح الإيكوبوند" وهي مادّة للبناء مكوّنة من الألمنيوم والبلاستيك و"سريعة الاشتعال"، موضحاً أنّ استخدام هذه الألواح في البناء "مخالف لتعلميات السلامة" المنصوص عليها قانوناً.
وبحسب الدفاع المدني فإنّ "الحريق أدّى إلى انهيار أجزاء من القاعة نتيجة استخدام مواد بناء سريعة الاشتعال واطئة الكلفة تتداعى خلال دقائق عند اندلاع النيران".
وأوضح الدفاع المدني أنّ ما فاقم الأمر هو "الانبعاثات الغازية السامة المصاحبة لاحتراق ألواح الايكوبوند البلاستيكية السريعة الاشتعال".
ومن بين الجرحى رانيا وعد (17 عاماً) التي أصيبت بحرق في يدها ونقلت إلى مستشفى الحمدانية مع شقيقتها المصابة أيضاً لتلقّي العلاج.
وقالت الشابة إنّ العروسين "كانا يرقصان...حين طارت الألعاب النارية إلى السقف واشتعلت كلّ القاعة".
وأضافت "بعد ذلك لم نعد نرى شيئاً، فقط اختنقنا ولم نعد نعرف كيف نخرج"، مؤكّدة أنّ عدد المدعوين إلى حفل الزفاف "كان كبيراً جداً".
وشاهد مصوّر فرانس برس عناصر الدفاع المدني والشرطة وهم يفتّشون بمساعدة أضواء هواتفهم المحمولة ومصابيح يدوية أنقاض القاعة المحترقة وسط ركام الكراسي المعدنية، في حين لم يبق من سقف القاعة إلا هيكلها الحديدي.
"جهود إغاثة"
وإثر المأساة، قال رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في بيان إنّه طلب من "وزيري الداخلية والصحة استنفار كلّ الجهود لإغاثة المتضرّرين جرّاء الحادث المؤسف".
وأعلنت وزارة الصحة بدورها عن "استنفار دوائر الوزارة في محافظة نينوى والدوائر المجاورة لها لإسعاف وعلاج المصابين" و"إرسال شحنات تعزيزات طبية من بغداد والمحافظات الأخرى".
والحمدانية التي تُعرف أيضاً باسمي قرقوش وبغديدا هي بلدة مسيحية ضاربة في القدم يتحدّث سكّانها لهجة حديثة من الآرامية، لغة السيّد المسيح، وقد زارها البابا فرنسيس في آذار (مارس) 2021 خلال جولته التاريخية في العراق.
ولحق دمار كبير بهذه البلدة على أيدي تنظيم "داعش" الذي سيطر على مناطق شاسعة من العراق بين عامي 2014 و2017.
وغادر هذه البلدة غالبية أبنائها عندما وقعت في قبضة تنظيم "داعش"، لكنّهم عادوا إليها تدريجياً منذ أعلن العراق انتصاره على الجهاديين وأعيد إعمارها مذّاك.
وغالباً ما لا يتمّ الالتزام بتعليمات السلامة في العراق، لا سيّما في قطاعي البناء والنقل، كما أنّ البنى التحتية في هذا البلد متداعية نتيجة عقود من النزاعات، ما يؤدّي مراراً إلى اندلاع حرائق وكوارث مميتة أخرى.
وفي نيسان (أبريل) 2021، قضى أكثر من 80 شخصاً جراء حريق في مستشفى لمرضى كوفيد في بغداد نجم عن انفجار أسطوانات أوكسجين.
وبعد ذلك ببضعة أشهر، في تمّوز (يوليو) من العام نفسه، لقي 64 شخصاً مصرعهم جرّاء حريق في مستشفى بالناصرية في جنوب العراق اندلع في جناح لمرضى كوفيد.
حريق في فندق الرشيد ببغداد
من جهة أخرى، قال مسؤول بفندق الرشيد في بغداد لوكالة "رويترز" عبر الهاتف في وقت مبكر من صباح اليوم الأربعاء إن السلطات المعنية سيطرت على حريق محدود بالفندق أدى إلى إجلاء النزلاء ودبلوماسيين منه.
وينزل بالفندق العديد من المبعوثين من دول الخليج.
وقع الحريق المحدود في المطبخ، ووصف المسؤول عملية الإجلاء بأنها إجراء احترازي روتيني، قائلا إن "النزلاء عادوا بأمان إلى غرفهم".
يقع الفندق في المنطقة الخضراء الشديدة التحصين ببغداد، والتي يوجد بها البرلمان والعديد من المباني الحكومية والسفارات الأجنبية.
وجّه رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني اليوم الأربعاء بإعلان الحداد العام في جميع أنحاء العراق ولمدّة ثلاثة أيام.
وذكر بيان للمكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء، تلقته وكالة الأنباء العراقية (واع)، أن"رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، وجه بإعلان الحداد العام في جميع أنحاء العراق ولمدّة ثلاثة أيام، عزاءً في الضحايا الذين سقطوا في حادث حريق الحمدانية (بغديدا)، في منطقة سهل نينوى".
الداخلية العراقية
من جانبها، أعلنت وزارة الداخلية عن إصدار أوامر قبض بحق أربعة من أصحاب قاعة الأعراس في الحمدانية.
وقال مدير العلاقات والاعلام إعلام الوزارة اللواء سعد معن لوكالة الأنباء العراقية (واع): "اننا نتواجد مع وزارة الصحة في الحمدانية ميدانيا وبمتابعة من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني شخصيا"، مشيرا الى أن "اقليم كردستان العراق هرع لتلبية النداء، أذ يوجد حالياً 21 مصابا في مستشفى دهوك وأيضا 18 مصابا في اربيل".
وأضاف أن "حملة التبرع بالدم بدأت من عناصر الشرطة في نينوى ومن قبل الاهالي ايضاً"، لافتا الى أن "الاصابات بالحروق معقدة وتحتاج الى جهود".
وأوضح أن "خبراء الادلة الجنائية والدفاع المدني أكدوا أن القاعة هي من الكوبون وسريعة الاشتعال وكانت هناك ايضاً العاب نارية تسببت بحادث الحريق وكذلك عدم توفر شروط السلامة والامان للقاعة"، معلنا "توقيف 9 من العاملين في القاعة واصدار مذكرة قبض بحق 4 من اصحابها".
وقُتل مئة شخص على الأقلّ وأصيب أكثر من 150 آخرين بجروح في حريق اندلع بقاعة للأعراس في بلدة الحمدانية بمحافظة نينوى في شمال العراق خلال حفل زفاف، بحسب ما أعلنت السلطات فجر الأربعاء.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية عن دائرة الصحّة في محافظة نينوى إنّه تمّ "تسجيل مئة حالة وفاة وأكثر من 150 مصاباً كحصيلة أولية" جرّاء الكارثة التي حلّت بالبلدة المسيحية الواقعة شرق مدينة الموصل.
وأكّد المتحدّث باسم وزارة الصحّة سيف البدر لوكالة "فرانس برس" هذه الحصيلة. وأوضح أنّ معظم "الإصابات هي حروق واختناق".
من جهته، تحدّث الهلال الأحمر العراقي عن أن "عدد الضحايا والمصابين ارتفع إلى أكثر من 450 شخصاً" جراء الحريق.
في مستشفى الحمدانية العام شاهد مصوّر "فرانس برس" بعد منتصف الليل سيارات إسعاف تهرع ذهاباً وإياباً لنقل المصابين، في حين تجمّع أمام المستشفى عشرات الأشخاص، منهم أقرباء للضحايا وآخرون سكّان جاؤوا للتبرّع بالدم.
ووقف آخرون كذلك أمام شاحنة برّاد تكدّست فيها أكياس سوداء وضعت فيها جثث القتلى، وفق المصوّر.
"ألعاب نارية"
من جهته، قال الدفاع المدني العراقي إنّ "معلومات أولية" تشير إلى أنّ سبب الحريق هو "استخدام الألعاب النارية أثناء حفل الزفاف" ممّا أدّى إلى "إشعال النيران داخل القاعة بادئ الأمر" ثمّ انتشر "الحريق بسرعة كبيرة".
وأضاف في بيان أنّ القاعة "مغلّفة بألواح الإيكوبوند" وهي مادّة للبناء مكوّنة من الألمنيوم والبلاستيك و"سريعة الاشتعال"، موضحاً أنّ استخدام هذه الألواح في البناء "مخالف لتعلميات السلامة" المنصوص عليها قانوناً.
وبحسب الدفاع المدني فإنّ "الحريق أدّى إلى انهيار أجزاء من القاعة نتيجة استخدام مواد بناء سريعة الاشتعال واطئة الكلفة تتداعى خلال دقائق عند اندلاع النيران".
وأوضح الدفاع المدني أنّ ما فاقم الأمر هو "الانبعاثات الغازية السامة المصاحبة لاحتراق ألواح الايكوبوند البلاستيكية السريعة الاشتعال".
ومن بين الجرحى رانيا وعد (17 عاماً) التي أصيبت بحرق في يدها ونقلت إلى مستشفى الحمدانية مع شقيقتها المصابة أيضاً لتلقّي العلاج.
وقالت الشابة إنّ العروسين "كانا يرقصان...حين طارت الألعاب النارية إلى السقف واشتعلت كلّ القاعة".
وأضافت "بعد ذلك لم نعد نرى شيئاً، فقط اختنقنا ولم نعد نعرف كيف نخرج"، مؤكّدة أنّ عدد المدعوين إلى حفل الزفاف "كان كبيراً جداً".
وشاهد مصوّر فرانس برس عناصر الدفاع المدني والشرطة وهم يفتّشون بمساعدة أضواء هواتفهم المحمولة ومصابيح يدوية أنقاض القاعة المحترقة وسط ركام الكراسي المعدنية، في حين لم يبق من سقف القاعة إلا هيكلها الحديدي.
"جهود إغاثة"
وإثر المأساة، قال رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في بيان إنّه طلب من "وزيري الداخلية والصحة استنفار كلّ الجهود لإغاثة المتضرّرين جرّاء الحادث المؤسف".
وأعلنت وزارة الصحة بدورها عن "استنفار دوائر الوزارة في محافظة نينوى والدوائر المجاورة لها لإسعاف وعلاج المصابين" و"إرسال شحنات تعزيزات طبية من بغداد والمحافظات الأخرى".
والحمدانية التي تُعرف أيضاً باسمي قرقوش وبغديدا هي بلدة مسيحية ضاربة في القدم يتحدّث سكّانها لهجة حديثة من الآرامية، لغة السيّد المسيح، وقد زارها البابا فرنسيس في آذار (مارس) 2021 خلال جولته التاريخية في العراق.
ولحق دمار كبير بهذه البلدة على أيدي تنظيم "داعش" الذي سيطر على مناطق شاسعة من العراق بين عامي 2014 و2017.
وغادر هذه البلدة غالبية أبنائها عندما وقعت في قبضة تنظيم "داعش"، لكنّهم عادوا إليها تدريجياً منذ أعلن العراق انتصاره على الجهاديين وأعيد إعمارها مذّاك.
وغالباً ما لا يتمّ الالتزام بتعليمات السلامة في العراق، لا سيّما في قطاعي البناء والنقل، كما أنّ البنى التحتية في هذا البلد متداعية نتيجة عقود من النزاعات، ما يؤدّي مراراً إلى اندلاع حرائق وكوارث مميتة أخرى.
وفي نيسان (أبريل) 2021، قضى أكثر من 80 شخصاً جراء حريق في مستشفى لمرضى كوفيد في بغداد نجم عن انفجار أسطوانات أوكسجين.
وبعد ذلك ببضعة أشهر، في تمّوز (يوليو) من العام نفسه، لقي 64 شخصاً مصرعهم جرّاء حريق في مستشفى بالناصرية في جنوب العراق اندلع في جناح لمرضى كوفيد.
حريق في فندق الرشيد ببغداد
من جهة أخرى، قال مسؤول بفندق الرشيد في بغداد لوكالة "رويترز" عبر الهاتف في وقت مبكر من صباح اليوم الأربعاء إن السلطات المعنية سيطرت على حريق محدود بالفندق أدى إلى إجلاء النزلاء ودبلوماسيين منه.
وينزل بالفندق العديد من المبعوثين من دول الخليج.
وقع الحريق المحدود في المطبخ، ووصف المسؤول عملية الإجلاء بأنها إجراء احترازي روتيني، قائلا إن "النزلاء عادوا بأمان إلى غرفهم".
يقع الفندق في المنطقة الخضراء الشديدة التحصين ببغداد، والتي يوجد بها البرلمان والعديد من المباني الحكومية والسفارات الأجنبية.
تعليقات القراء
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |