قواعد المعارك العشر القاعدة الثامنة: الصفعة تنبت موهبة



لنتذكر أولاً قواعد المعارك السبعة التي تحدثنا عنها في المقالات السابقة: الجاهزية، السرعة، والروح القتالية المرتفعة، والليونة، والريادة، وتجنب المعارك وتقليل الخسائر، واليوم سيكون حديثنا عن القاعدة الثامنة.

قد يكون أحد أهم أسباب الدخول في المعارك هو العجلة والتسرّع، وقلة الحكمة في إتخاذ الإجراء المناسب قبل الدخول في المعركة، وقد تأخذنا الحميّة أو عزة النفس، ونجد أنفسنا قد دخلنا في معركة غير متكافئة الأطراف.

وقد ينجم عن هذا القرار غير المدروس نتائج سلبية بالمجمل، وخسائر على الصعد المختلفة، إلا أن الخسارة الأكبر التي من الممكن أن يتعرض لها الإنسان في المعركة؛ هي الخسائر النفسية.

يخرج المهزوم من المعركة غالباً بمعنويات تلامس الأرض، وبرؤية مستقبلية منعدمة، وقدرة ضعيفة على الإستمرار أو المضي قُدُماً، وبالتالي يكون المنهزم عادة عُرضة للانهيار في الفترة التالية لإنتهاء المعركة.

وهنا تأتي القاعدة الثامنة من قواعد المعارك، وهي: "الصفعة تنبت موهبة"، أي بالإمكان الإستفادة من الخسارة في المعركة، واعتبارها كدرس للمعارك القادمة.

كثير من الناجحين الذين نراهم اليوم، ونحلم بأن نسير على نفس خطاهم، أو أن نحقق ولو جزء يسير من النجاح الذي حققوه، الكثير منهم قد تلقوا العديد من الصفعات، وعانوا من الإخفاقات، كانت لهم نوراً لإنارة الظلمات، بدلاً من أن يسقطوا في فخ الإحباط والقنوط.

الكثير من الاقتصاديين البارزين اليوم؛ قد خسروا العديد من الصفقات في فترة ما، وما أكثر السياسيون الذي أخفقوا في الفوز بالإنتخابات؛ ثم تربعوا على عرش السلطة لفترة من الزمن، ولا تنسى عدد الراسبين في إمتحانات الثانوية العامة؛ ثم خطوا أسماءهم على قوائم المبدعين والمخترعين والمتميزين.

إن الدرس الأهم الذي من الممكن أن نتعلمه هو أنه مهما كان نوع الصفعة التي نتلقها، أو مصدرها، فكر في الجانب الإيجابي منها، فكر في كيفية عدم تلقي مثلها في قادم الأيام، تذكر دائماً الألم الناتج عن تلك الصفعة كلما هدأت عزيمتك وضعفت همتك وتباطئ إنتاجك.

بإمكانك الإطلاع على العديد من قصص النجاح والتميز بعد تلقي الصفعات، ولكنني أود أن أشاركك هذه القصة الرائعة:

في إحدى اللقاءات الخاصة بها كانت بجامعة هارفارد، وقد تناولت “جي كي رولينج” خلال حديثها بالجامعة الفشل ومدى أهميته في حياتها، “جي كي رولينج” واحدة من الذين ذاقوا طعم الفشل لسنوات، فبعد سنوات قليلة من تخرجها الجامعي؛ عاشت أسوأ تجربة على الإطلاق، عندما فشلت في تجربتها للحياة الزوجية.

ذاقت الفشل حرفيا عندما كانت بلا عمل وبلا مأوى أيضاً، كما أن كتابتها للجزء الأول من سلسلة هاري بوتر قد قوبل بالرفض من 12 دار للنشر.

لم تتوقف عن المضي في طريقها على الرغم من الصفعات واللكمات التي تتلقاها في طريقها إلى الحلم، وإستمرت إلى أن وصلت إلى ما تريد، والآن سلسلة “هاري بوتر” واحدة من أكثر الكتب قراءة على مر العصور، وقد بيعت منها أكثر من 500 مليون نسخة حول العالم بأسره، علاوة على أنه قد تم تقدير القيمة الإجمالية لسلسلة هاري بوتر بخمسة وعشرين مليار دولار.

وقد تم تحويل السلسلة نفسها لسلسة من الأفلام السينمائية أيضا وقد حظيت بإقبال شديد ورائج في جميع أنحاء العالم.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات