إلى أين يتجه التوتر في شبه الجزيرة الكورية؟


جراسا -

لا تزال عمليات التصعيد مستمرة في شبة الجزيرة الكورية، بين كلا من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية من جهة، والجارة الشمالية من جهة أخرى، وذلك من خلال تكثيف المناورات العسكرية واسعة النطاق بين واشنطن وسيول، ما أثار غضب كوريا الشمالية، التي ردت عليها بالتهديد باندلاع حرب نووية.

صواريخ كروز
فجر اليوم السبت، أطلقت كوريا الشمالية، “عددا من صواريخ كروز” قبالة ساحلها الغربي، حسبما أعلن الجيش الكوري الجنوبي، الذي قال في بيان، إن عددا غير محدد من صواريخ كروز أطلق حوالى الساعة 04:00 (19:00 بتوقيت غرينتش) نحو البحر الأصفر.

ضربة نووية
يأتي ذلك بعد ثلاثة أيام على إطلاق كوريا الشمالية صاروخَين بالستيَين قصيرَي المدى، في إطار “محاكاة لضربة نووية تكتيكية” يحاكي ضربات الأرض المحروقة في مراكز القيادة الرئيسية والمطارات التشغيلية” عبر الحدود في كوريا الجنوبية.

وحذر كيم بحسب الوكالة الكورية الشمالية من أنه “بسبب الخطوات المتهورة والهجومية للولايات المتحدة والقوى المعادية الأخرى، تحولت المياه قبالة شبه الجزيرة الكورية إلى أكبر نقطة تتركز فيها المعدات الحربية في العالم، وباتت الأكثر اضطرابا مع خطر نشوب حرب نووية”.

مناورات عسكرية بين واشنطن وسيول

وجاء هذا التصعيد الكوري الشمالي، ردا على مناورات عسكرية واسعة النطاق، بين واشنطن وسيول تعرف باسم “درع الحرية أولتشي” .
وذكرت وكالة الأنباء الكورية “يونهاب” أن تدريبات “أولتشي فريدوم شيلد” بدأت على أساس سيناريو حرب شاملة، وتستمر لمدة 11 يوما مع تدريبات طوارئ مختلفة، مثل تمرين مركز القيادة القائم على محاكاة الكمبيوتر، والتدريب الميداني المتزامن، وتدريبات “أولتشي” للدفاع المدني.
ووفقا “ليونهاب” قال مسؤول بهيئة الأركان الكورية المشتركة إنه من المقرر إجراء حوالي 30 تدريبا ميدانيا للحليفين خلال “أولتشي فريدوم شيلد” لهذا العام، مقارنة بـ 25 تدريبا خلال تدريبات “فريدوم شيلد” الربيعية لهذا العام، و13 تدريبا لـ”أولتشي فريدوم شيلد” العام الماضي.
ومن المعروف أن التدريبات هذا العام تتضمن سيناريوهات لتدريب القوات على الانتقال السريع في زمن الحرب، وكذلك للتعامل مع المعلومات الكاذبة التي قد تنشرها بيونج يانج أثناء الحرب أو في حالة الطوارئ.


زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون
وشجب زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون ما وصفه بتنامي التعاون الثلاثي بين “زعماء العصابات”، في إشارة على ما يبدو إلى قادة الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان الذين عقدوا قمة في كامب ديفيد في وقت سابق هذا الشهر.
واتهم واشنطن بأنها باتت “أكثر حركة من أي وقت مضى” من خلال إجراء مناورات بحرية مشتركة ونشر إمكانات استراتيجية نووية في المياه المحيطة بشبه الجزيرة الكورية على أساس دائم، وفق تقرير الوكالة.
وحذر كيم بحسب الوكالة من أنه “بسبب الخطوات المتهورة والهجومية للولايات المتحدة والقوى المعادية الأخرى، تحولت المياه قبالة شبه الجزيرة الكورية إلى أكبر نقطة تتركز فيها المعدات الحربية في العالم، وباتت الأكثر اضطرابا مع خطر نشوب حرب نووية”.

اتفاق على التعاون العسكري

وقال الباحث في معهد سيجونغ تشيونغ سيونغ-تشانغ لوكالة فرانس برس إن “كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان اتفقت في قمة كامب ديفيد على تعزيز التعاون العسكري وقررت إجراء تدريبات عسكرية مشتركة بشكل منتظم”.
و”بالتالي، قد تشعر كوريا الشمالية بحاجة ملحة لتعزيز قوتها البحرية” بحسب تشيونغ مضيفا أن بعض تقارير الاستخبارات تشير إلى أن روسيا وكوريا الشمالية تدرسان إجراء تدريبات بحرية مشتركة.


الرئيس الروسي وزعيم كوريا الشمالية
تحذير أميركي من التعاون مع روسيا

والأربعاء الماضي، حذّر البيت الأبيض من أن المحادثات بشأن إمدادات أسلحة من كوريا الشمالية لروسيا “تتقدّم سريعاً”، داعياً بيونغ يانغ إلى “وقفها”.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إنّ “المفاوضات بشأن الأسلحة بين روسيا وجمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية تتقدّم سريعا”، مضيفا أن إمداد القوات الروسية بذخيرة مدفعية هو أحد المحاور الأساسية لهذه المحادثات.
وشدّد كيربي على أنّ كوريا الشمالية، وعلى الرّغم من نفيها، زوّدت روسيا العام الماضي صواريخ لوضعها بتصرّف مجموعة فاغنر العسكرية.
وقال إنّ وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو توجّه مؤخّراً إلى كوريا الشمالية سعياً للحصول على مزيد من الذخيرة لاستخدامها في الحرب الدائرة في أوكرانيا.
وتابع كيربي: “منذ تلك الزيارة، تبادل الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، رسائل تعهّدا فيها تعزيز التعاون الثنائي بينهما”.

وفي الأمم المتحدة، قالت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان، في بيان مشترك، إنّ أيّ صفقة من هذا النوع ستشكّل انتهاكاً لقرارات مجلس الأمن الدولي التي تحظر عقد صفقات أسلحة مع كوريا الشمالية، وهي قرارات صدرت بتأييد من موسكو.
وأشارت الدول، في بيانها المشترك، إلى أنّ وفدا ضمّ مسؤولين روساً توجّه إلى بيونغ يانغ بعد زيارة شويغو لاستكمال المحادثات حول شراء الأسلحة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات