طهروا الداخل حتى لا نستنزف جيشنا


صار خبرا معتادا، أن نقرأ عن إحباط القوات المسلحة لمحاولات تهريب المخدرات عبر حدودنا البرية، أو إسقاطها لطائرات مسيرة لنفس الهدف.

أن يصبح هذا الخبر عاديا، قد نعزف عن قراءته وسماعه، يعني تبلد الحس بهذا الخطر الداهم، مما يعني أيضا نتائج ليست في صالح وطننا، أولها أنه قد يدفع الكثيرين منا إلى عدم الانتباه، وعدم التبليغ عن أي معلومات حول حركات غير طبيعية، خاصة من الأشخاص المشبوهين، أو أية أعراض تظهر على أحد من محيطه تدل على تعاطي المخدرات، وهي حالة تقودنا إلى الأمر الثاني، الذي قد ينتج عن تحول خبر إحباط محاولات التهريب إلى خبر عادي، وهي نتيجه أخطر من الأولى، لأنها قد تعطي الأمان لوكلاء عصابات التهريب في الداخل فيزيد خطرهم، الذي هو أساسا أشد من خطر العصابات التي تعمل من الخارج للتهريب عبر حدودنا، فهؤلاء الوكلاء هم الذين يستلمون المخدرات ويوزعونها على أبنائنا وبناتنا في المدارس والجامعات والمقاهي فيعملون على قتل مجتمعنا كله، أو انهم يخزنون الأسلحة في بلدنا فيبعونها في السوق السوداء، مما يساعد على انتشار الجريمة وتنوعها، وهو مابدأنا نلاحظه في مجتمعنا، وأخطر من ذلك هو وصول هذه الأسلحة المهربة إلى خلايا نائمة لتطعننا به في الوقت المناسب، وهو احتمال وارد بنسبة عالية، خاصة ونحن نعلم أن من يقف وراء عصابات التهريب، هي جهات ذات أجندات سياسية ومذهبية توسعية.


نتيجة أخرى من نتائج تحول خبر إحباط محاولات التهريب إلى خبر روتيني، هي انه من بين أهداف عصابات التهريب، استخدام الأردن كممر لتهريب المخدرات والأسلحة إلى دول الجوار العربي، مما يعني انها قد تكون مصدر توتر لعلاقة الأردن مع هذه الدول كلها أو بعضها.

النتيجة الأخطر لاستمرار محاولات تهريب المخدرات والأسلحة إلى الأردن، هي استنزاف قدرات قواتنا المسلحة البشرية والمادية، والهائها عن بعض مهماتها الاخرى، نتيجة لاستمرار حالة الاستنفار لجيشنا ولحرس حدودنا، وكذلك لأجهزتنا الأمنية.

لمواجهة كل المخاطر الناجمة عن عصابات التهريب علينا أن نضع استراتيجية لبناء الوعي حول سبل مقاومة هذه المخاطر، وأولها مضمون الاخبار والمواد الإعلامية المتعلقة بنشاطات عصابات التهريب، بالإضافة إلى استخدام سائر أدوات بناء الوعي. كما أن من المهم تغليظ العقوبات على كل الأطراف التي تشارك في تنفيذ جريمة قتل مجتمعنا بالمخدرات.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات