الأَخيذ الذي فضح الدجل !!


من أجمل المقابلات التلفزيونية وأمتعها وأغناها وأسلسها وأكثرها إِدهاشاً، تلك المقابلة الممتدة على 3 أجزاء، التي أجراها المؤرخ والإعلامي العراقي الرصين الدكتور حميد عبد الله ضمن برنامجه الوثائقي المهم "شهادات خاصة" مع الإعلامي العراقي الألمعي الدكتور محمد سيد محسن.
بعد أن فرغت من مشاهدة الأجزاء الثلاثة -على اليوتيوب- بحثت عن أجزاء أخرى لأروي ظمأي إلى معرفة أعمق بالعراق وبإيران وللأسف أنني لم أجد.
امتدت تلك المقابلة على 3 اجزاء و160 دقيقة مليئة بالمعلومات الثمينة والإثارة والتشويق.
هذه المقابلة المذهلة التي أجراها الدكتور حميد مع محمد سيد محسن، الذي تم أسره في الإقليم الكردي في شمال العراق خلال الحرب العراقية الإيرانية، يجدر أن تصبح فيلماً درامياً.
إنها مقابلة مليئة بالمعلومات حول الحرب والعراق وإيران والأكراد والسّنة والشيعة وجريمة حلبجة والأسرى العراقيين والعرب الذين زاد عددهم على 80 ألف أسير !!.
كتب الأسير محمد سيد محسن تجربته ومعاناته في كتاب أطلق عليه إسماً منحوتاً بفرادةٍ هو "الأَخيذ"، الذي أعتقدُ أنه من أقوى روايات أدب السجون وسجلاته ومدوناته ، التي تعج بها المكتبة العربية في العصر الحديث ومنها: الأقدام العارية للمصري طاهر عبد الحكيم. القوقعة للسوري مصطفى خليفة. القلعة الخامسة للعراقي فاضل العزاوي. شرف للمصري صنع الله ابراهيم. شرق المتوسط للسعودي عبد الرحمن منيف، و300 يوم في إسرائيل للفلسطيني خيري الذهبي.
تتوفر هذه المقابلة على مشاهد رعبٍ لا يتوقع العقل أن في العالم قسوةً تماثلها، شبيهة بأجواء فيلم الفراشة لدستن هوفمان.
كان الجنود الإيرانيون، يعدمون الأسرى العراقيين الجرحى، المسلمين السّنة والشيعة، بلا أي تمييز.
يقدم الإعلامي والشاعر الأخيذ محمد سيد محسن، شهادةً مهمةً من قلب سجون "جمهوري إسلامي إيران" التي أمضى فيها نحو 6 سنوات (منها سجن الداودية !!)، يكشف فيها كراهيةَ الإيرانيين المتأصلة العميقة للعرب، شيعةً وسُنّةً، مسيحيين وأيزيديين وصابئةً وآشوريين.
تكتسب شهادة الأخيذ، محمد سيد محسن، أهمية كبرى لأنها تصدر عن إبن الطائفة الشيعية العراقية العربية، التي ظلت على الدوام، تضع الوطنَ قبل المذهب وفوقه.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات