قواعد المعارك العشر - القاعدة الأولى: الجاهزية



هنالك إحتمالان لخوض أية معركة؛ إما أن تربحها، وإما أن تخسرها. نحن لا نتحدث هنا عن القتال والمعارك البدنية – فقط – ولكننا نتحدث عن جميع التحديات التي من الممكن أن تواجهها في هذه الحياة.

هنالك تحديات تفرضها علينا أنفسنا، وإذا كانت النفوس كباراً؛ وجدت نفسها أمام الكثير من التحديات، أما إذا كانت النفس خاضعة خانعة مستسلمة، رضيت بالحياة مثلما يرضى النمل بالقليل، والسير إلى جانب الحائط حتى لا يُداس بالأقدام.

كما أن هنالك تحديات ومعارك تفرضها علينا البيئة المحيطة بنا، كأن تجد نفسك تخوض حرباً لأجل أسرتك، أو صحتك، أو قضيتك، كلها تحديات، وكلها معارك والقاسم المشترك بينها هو أنها تحتاج إلى مجموعة من القواعد لكي نتغلب عليها بنجاح، ونخرج من المعركة منتصرين، وهنا نتكلم عن القاعدة الأولى؛ وهي الجاهزية.

الجاهزية تعني الإعداد المُسبق لأي معركة قد تحصل مستقبلاً، ربما تتوقع حدوثها، أو هنالك إحتمالات لحدوثها، والأسلم أن تضع دائماً السيناريو الأصعب، وتفترض وجود العديد من المصاعب في طريقك، والأهم من ذلك أن تكون مستعداً لمواجهتها، بإختصار؛ الجاهزية هي أن تكون على أهبة الإستعداد دائماً.

تماماً كما تشاهد المقاتلين في الحلبة، الطرفان مستعدان دائماً لتلقي الهجمات، ومستعدان كذلك لتوجيه اللكمات إلى الخصم، وهم بإنتظار اللحظة الحاسمة.

قد يتعثر الخصم أمامك، أو قد ترمش عينه، أو قد يلتفت إلى اليمين أو اليسار، وتكون الفرصة سانحة أمامك لتوجيه ضربة قاصمة إليه، ضربة مُحكمة نافذة، ربما تشكل الفوز الحاسم بالنسبة إليك، ولكن قبل أن تفعل كل هذا؛ وجب عليك أن تكون جاهزاً ومستعداً، ومراقباً جيداً لهفوة الخصم، لتضرب ضربتك.

إن الفرق بين نجاح البعض وفشل آخرين هو الجاهزية، الأول كان مستعداً للدخول الى السوق وينتظر اللحظة المناسبة، بينما تواكل غيره، وعندما جاءت الفرصة؛ اغتنمها الأول، بينما بقيت حسرة في صدر الثاني.

من البلاهة أن تعتقد بأن الإنسان يحصل على عديد الفرص في حياته، هي فرصة واحدة للنجاح والتفوق والفوز في المعركة، ولو لم تكن مستعداً لركوب الموجة وقتها؛ ستبقى في مكانك، وستغرق.

ربما يكون رمضان مثلاً الفرصة المثالية للإلتزام بالصلاة، أو لخسارة بعض الوزن، ولكن أن تنتظر حلول رمضان لتبدأ بتلك الخطة فهو نوع من العبث، أما إن كنت جاداً في تلك الخطة؛ فوجب عليك الإستعداد جيداً لتلك المرحلة، ووضع البرامج اللازمة، وما أن يبدأ الشهر الفضيل حتى تبدأ بتنفيذ تلك الخطط.

إذا كنت تتطلع للدراسة في الخارج بمنحة من جهة معينة وأنت تجلس بإنتظار الإعلان عن المنحة، فالفشل لمشروعك مصير محتوم، ولكن لو درست بجد، وأعددت الشهادات المطلوبة، للتقديم للمنحة، فأنت على أتم الجاهزية للمعركة القادمة.

جاهزيتك قبل المعركة تعكس الجزء الأكبر من النتائج بعدها، تماماً كما تفعل الجيوش حين تحشد قواتها العسكرية قبل الاجتياح، أنت بحاجة الى حشد قواتك اللازمة قبل البدء بأي معركة، كن جاهزاً دوماً، وأبق حواسك وقدراتك متيقظة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات