اسطوانة ممجوجة لاسطوانة مفلوجة ..


هذا المقال نشر قبل شهرين ولكنه اليوم يعود بإيقاع جديد إهداء خاص وحصري ل( ضيوف ستون دقيقة في نسخته الأخيرة)......

اعتاد الشعب الأردني على فهم سياسة الحكومات المتعاقبة ...حتى أصبح بحكم الخبرة السياسية والثقافة العامة أن يصدر حكمه فورا , ويعرف نوايا الحكومة وقراراتها قبل وقوعها (وأقول وقوعها لأنها في الأغلب الأعم تقع على رأس المواطن ) بشكل راسي .

تبدأ الحكومة بنفخ بالون اختبار ما وترفعه عاليا في السماء وتنشر في الأرض المراقبين لرصد ردات الفعل المبدئية وحوارات الشارع, ومن ثم تصعق مواطنها بالقرار الأنسب لها وليس له.

إذا سمعت يوما إن الحكومة تنفي نيتها رفع سعر سلعة ما فهي لا شك سترفعه عما قريب وإذا صرح وزير ما بان شيئا ما لن يحدث فقد تم وانتهى.

وإذا قالت إن سعر اسطوانة الغاز المنزلي لن يرتفع, فهو مرفوع منذ زمن بعيد وهل بقي مجال لرفعها أكثر من ذلك؟ تلك العصا المرفوعة على هامة المواطن يخيفوننا فيها عند كل تعديل بترولي ؟ الم يشربوا من محتواها ولم يتركوا إلا ما لا يسمن .

لا اعرف متى يحين موعد احترام الحكومة لعقول المواطنين, متى تتوقف عن سرد جملة (( وأبقت الحكومة سعر اسطوانة الغاز المنزلي على حاله ))
مع كل مراجعة للجنة تقيم أسعار المشتقات النفطية الشهري والتي ترفع أسعار المشتقات النفطية على الظن وتخفض ( بطلوع الروح ) .

عندما وصل سعر برميل النفط أعلى مستوياته في أواسط عام 2008 وقارب من 150 دولار , رفعت الحكومة صفيحة البنزين إلى ما يقارب 14 دينار , ومنذ ذلك التاريخ لم ترتفع أسعار النفط العالمية إلى ذلك المستوى ورفعت الحكومة غير مرة أسعار المشتقات إلى ما هو أكثر من ذلك .وذيلت القرار بجملتها المشهورة ( وأبقت سعر اسطوانة الغاز المنزلي على ما هو عليه ).

وكأن مشكلة الأردن هي باسطوانة الغاز ولا غير ...فليرفعوها ويثبتوا غيرها إن كانوا فاعلين

لو عالجت قضايا الفساد في مشاريع الخصخصة لما احتاجت ولا احتجنا إلى تثبيت أو رفع الاسطوانة .

على الحكومة أن (تفهم ) و(تعي) أن المواطن فهم ووعى وعليها هي الأخرى أن تفهم وتعي قبل فوات الأوان.

وعلى ذلك لا تعجبوا من ازدياد عدد الملتفين حول 24 آذار و36(ولستٌ منهم للان )ولا تعبثوا بعقولنا وكفاكم استخفافا بعقول الأردنيين الأوفياء للعرش الأذكياء بصبرهم الأشقياء بأمثالكم .
salemzboon@yahoo.com




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات