عمان مدينة طاردة للمشاة


جراسا -

مصطفى محمد - " عمان طاردة للمشاة " .." عمان ليست صديقة للمشاة" .. هاتان الجملتان أجمع عليهما الأردنيون بكافة شرائحهم في ظل غياب الأرصفة والأماكن المخصصة للمشي فيها ، نتيجة الإعتداء عليها من قبل أصحاب المحال التجارية، والباعة المتجولين ، وعدم الإلتزام بالمواصفات والتعليمات القانونية الخاصة  بوضع الأشجار و أعمدة الإنارة على الأرصفة ،  ما جعل عمان مدينة طاردة للمشاة.

* الأرصفة في عمان للمقاهي والبضائع 

"الرصيف للمشاة، لكن في الأردن أصبح للمقاهي والبسطات والمحلات التجارية التي تعرض بضاعتها عليه" وفق المواطن أحمد الذي وصف خلال حديثه لـ"جراسا" أن السير مشيا على الأقدام  في شوارع عمّان مغامرة خطيرة لأن الإنسان يجد نفسه بين المركبات لعدم وجود أرصفة مناسبة وممرات مشاة.

وأشار إلى ان السبب الرئيسي الذي فاقم من معاناة ابناء عمان هو غياب الالتزام بمعايير إنشاء الأرصفة واستعمالاتها، إضافة إلى السلوكيات السلبية من محال تجارية وباعة متجولين التي تعيق بدورها حركة المشاة.

" وسط البلد مثال صارخ، على غياب حق المشاة عن أولويات أمانة عمان" بحسب ما أكده أحمد ، الذي تطرق الى تزايد نسب حوادث الدهس في العاصمة، وتراجع ثقافة المشي في مدينة تجاوز عدد سكانها 5 ملايين ، مشيرا إلى أنه آن الاوان لمنح المشاة حق الأولوية في السير بشوارع العاصمة، وتكريس ثقافة المشي.

وطالب أحمد باتخاذ الإجراءات المناسبة والكفيلة بضمان حق المواطن باستخدام ممرات المشاة وخاصة  ذوي الإحتياجات الخاصة لعدم التزام سائقي المركبات بمنح الأولوية لهم للعبور مما صعب ذلك عليهم ، كما فعلت الحكومة بخصوص رخص البناء للمشاريع الإنشائية التي نصت على شروط راعت ظروف هذه الفئة .

* السبب في ذلك سوء التخطيط

 "عمان ليست مدينة صديقة للمشاة" وفق وزير النقل الأسبق جميل مجاهد الذي عزا خلال حديثه لـ"جراسا"  أسباب ذلك الى وجود  مشكلتين رئيسيتين يجب العمل على حلهما فورا ، أولاهما نسبة الوفيات التي بلغت 35 % بفعل حوادث الدهس ، معتبرا أنه رقم كارثي.

"إن المشي يعتبر نمط من أنماط النقل ولكن البنية التحية لا تطابق المواطفات والشروط للمشاة" وهي المشكلة الرئيسية الثانية بهذا الملف حسب مجاهد ، مبينا  أن عمان  لم تصمم وتنظم على أساس ذلك لأن التخطيط داخلها يقع على عاتق أمانة عمان الكبرى.

والسبب يعود إلى التخطيط داخل المدن والمسؤولية تقع على عاتق أمانة عمان مشيرا إلى ان الأرصفة تواجه عوائق في استخدامها جراء اعتداء أصحاب المحال التجارية أو البائعة المتجوليين عليها ولا يوجد أستمراية للأرصفة وإن استدامة المدن تعتمد على المشاة.

" الأمانة لها ميزانية وايرادات مالية ضخمة إلا أنها لم تستغلها بالشكل الصحيح لإنشاء ممرات وطرق مشاة للمواطنين بكافة شرائحهم ما خلق حالة من الفوضى في الشوارع أدت لعزوف المواطنين عن ممارسة المشي ، ما انعكس سلبا على صحتهم " بحسب مجاهد .

وختم مجاهد حديثه بالمطالبة  بتشكيل مجلس خاص يهتم بالسلامة العامة ويعمل على توفير وطرق تساعد المواطنين على السير مشيا على الأقدام بأمان ، الأمر الذي أيدته وزيرة النقل السابقة لينا شبيب.

* كافة المدن الأردنية تفتقر لممرات المشاة.

" حاولنا القيام بمبادرات تطوعية لصيانة الأرصفة بكافة المحافظات وخاصة عمان إلا أنه واجهتنا معيقات منعتنا من ذلك وعلى رأسها الإعتداءات على هذه الأرصفة " بحسب مدير مبادرة وطن التطوعية عاهد الدراويش .

ولفت الدراويش خلال حديثه لـ"جراسا" الى أن  كافة المدن الأردنية تفتقر لممرات المشاة.

* إهمال الأمانة لمشكلة الباعة المتجولين سبب رئيسي بجعل المدينة طاردة للمشاة

" إهمال أمانة عمان لمشكلة الباعة المتجولين وعدم تخصيص أسواق شعبية مناسبة لهم سبب رئيسي بجعل العاصمة طاردة للمشاة " وفق وزيرة النقل السابقة لينا شبيب التي لخصت خلال حديثها لـ"جراسا" أبرز الأسباب المؤدية لذلك.

وأشارت شبيب الى أن  استخدام "الفاليت " للأرصفة وأعتبارها مصدر رزق خاص بهم دون رقابة ، وزاعة الأشجار في منتصف الأرصفة ، دون مراعاة للتعليمات ، أسباب أخرى تمنع من استخدام الأرصفة من قبل المواطنين للمشي ، معتبرة في الوقت ذاته أن  بيئة المشاة من الخدمات المكملة للنقل العام ، مطالبة بالاهتمام بها.

ويذكر أن  أمانة عمان أطلقت خلال السنوات الماضية  مبادرة "الرصيف.. حق المشاة" التي تهدف إلى تحويل أرصفة عمّان بشكل تدريجي إلى أرصفة نموذجية بما يضمن الارتقاء بها  لتكون صديقة للمشاة بعدما أصبحت طاردة لهم إلا أن هذه المبادرة لم تحقق غايتها وفق مراقبين.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات