الأسد من جدة إلى قمة دولية في دبي


جراسا -

شهدت القمة العربية في مدينة جدة السعودية، في دورتها الثانية والثلاثين، أمس الجمعة، حدثًا بارزًا، تصدّر متابعات الدوائر السياسية الغربية والعربية، بمشاركة الرئيس السوري بشار الأسد، للمرة الأولى منذ 12 عامًا، في اجتماعات الجامعة العربية على مستوى القادة العرب «مؤسسة القمةالعربية»، ليرفع راية النصر من السعودية، بحسب تعبير صحيفة واشنطن بوست الأميركية، التي قارنت بين الترحيب العربي على المستويين الشعبي والرسمي بعودة سوريا إلى الحضن العربي، ورفض الغرب عودة بشار الأسد إلى الساحة العربية، التي تراها صحيفة «لاكروا» الفرنسية، «دليلًا على عجز الغرب في الشرق الأوسط».

وكتبت صحيفة الغارديان البريطانية: «الأسد يحضر قمة الجامعة العربية في الوقت الذي يعارض فيه الغرب عودته»
نهاية عزلة الأسد الدبلوماسية


مشاركة بشار الأسد في «قمة جدة» العربية، كتبت نهاية عزلته الدبلوماسية. ومن قمة جدة، يشارك في قمة أخرى عالمية، بعد أن تلقى دعوة رسمية لحضور مؤتمر الأمم المتحدة كوب 28 (COP28) لتغير المناخ في دبي في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني، والتي ستكون أول قمة عالمية له منذ بداية الأزمة السورية.

وترى الدوائر الغربية أن دعوة الأسد تطرح معضلة أمام السياسيين الغربيين، من أمثال جون كيري، وريشي سوناك، والذين إذا حضروا سيجدون أنفسهم في نفس الغرفة مع رجل لا يزال خاضعًا للعقوبات الدولية بسبب استخدام الأسلحة الكيميائية وجرائم الحرب والقتل خارج نطاق القضاء.
تحرك الغرب ليمنع انتصارًا جيوستراتيجيًّا للأسد


وإذا كان الترحيب العربي واضحًا بعودة سوريا إلى البيت العربي، فقد بدا الغضب واضحًا أيضًا في الغرب من هذه الخطوة، وأكدت المبعوثة البريطانية الخاصة الجديدة بشأن سوريا، أن بريطانيا لن تدعم التطبيع «بدون تغيير كبير في السلوك». وسارع تحالف الكونغرس من الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الولايات المتحدة، إلى تقديم مشروع قانون لضمان وقوف إدارة بايدن بحزم ضد الأسد، حتى لو تطلب ذلك خرقًا للعلاقات والتعاون مع دول الخليج.

وإذا ما أقر الكونغرس هذا القانون، فإنه سيضغط لتجري محاسبة نظام الأسد على جرائم القتل الجماعي وجرائم الحرب الأخرى، بما في ذلك الأسلحة الكيميائية، ويدعم عودة اللاجئين والنازحين، ويمنع انتصارًا جيوستراتيجيًّا للأسد وبوتين وإيران.
ويشير الباحث السياسي البريطاني، باتريك وينتور، إلى أن حضور الرئيس السوري، بشار الأسد، أول قمة له في جامعة الدول العربية، جاء وسط تصادم في الرؤى بين الغرب ودول الخليج بشأن إعادة تأهيله بعد أكثر من عقد من الحرب ضد شعبه، وأدت بالفعل إلى اعتراضات في واشنطن ولندن، اللتين تقولان إن الأسد لم يبد أي ندم على الملايين الذين قتلوا ونزحوا من الشعب السوري على أيدي قواته منذ بدء الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية عام 2011.

صفعة في وجه الغرب


هذا التطور بالغ الأهمية بالنسبة إلى الأسد، فقبل عقد من الزمان، شُغل مقعده من أحد أعضاء المعارضة السورية، الذي أدان ما فعله الأسد ونظامه، ووصفه بأنه «مجرم حرب» بسبب استخدامه الأسلحة الكيماوية، وأثير جدل واسع حول مقعد سوريا في الجامعة العربية، وهل تشغله المعارضة. ورفضت غالبية الدول العربية ذلك المقنرح. ورأت الباحثة الفرنسية، جودي دامبسي، أن دمشق مستفيدة من العودة إلى الجامعة العربية، وأن الرئيس الأسد يراهن على هذه العودة من أجل الاستفادة من الأموال الخليجية لإعادة إعمار سوريا، وهذه الديناميكية تؤكد غياب وعجز الغربيين في الشرق الأوسط، وأن عودة سوريا هي صفعة في وجه الغرب بالنسبة إلى عدد من أعضاء جامعة الدول العربية.

اجتماعات متعددة سبقت عودة سوريا إلى البيت العربي
سبقت دعوة الأسد إلى القمة اجتماعات متعددة بين الحكومة السورية وبعض الدول العربية التي مهدت الطريق لحضور القمة، وربما كان أهمها الاجتماع الذي عقد في العاصمة الأردنية عمان قبل بضعة أسابيع بحضور وزراء خارجية السعودية والأردن ومصر والعراق وسوريا، والذي جرى التوافق فيه على ضرورة «إنهاء الأزمة السورية عبر حل سياسي يحفظ وحدة سوريا وتماسكها وسيادتها»، وعلى أنه «بداية للقاءات ستتابع لإجراء محادثات تستهدف الوصول إلى حل الأزمة السورية، ينسجم مع قرار مجلس الأمن 2254، ويعالج جميع تبعات الأزمة الإنسانية والسياسية والأمنية»، بحسب ما جاء في نص البيان الرسمي الذي تلا الاجتماع.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات