حوادث السير إزهاق للأرواح وخسائر مادية .. فما هي الحلول؟!


جراسا -

مصطفى محمد - دقت الأوضاع المرورية الأخيرة في الأردن ناقوس الخطر والتي شكلت عنصر قلق يستوجب ضرورة إيجاد حلول وخطط للحد من الأزمات التي تشهدها الكثير من المناطق في المملكة، مرهقة بذلك الجهات الرسمية والمواطنين على حد سواء ، ولا أدل على أهميتها من إفراد الملك عبدالله الثاني بن الحسين مساحة واسعة لها لدى توجيه جلالته كتاب تكليف سامي الى مدير الأمن العام اللواء عبيدالله المعايطة لدى توليته منصبه، والتي قال فيه : "أصبحت الأزمات المرورية مشكلة تؤرق راحة المواطنين وقدرتهم على التنقل بيسر وسهولة، كما أن حوادث السير تحصد أرواح الأبرياء وتزرع الحزن في بيوت المواطنين ، وهذا يتطلب تعاونا كاملا مع مختلف المؤسسات للوصول إلى استراتيجية مرورية شاملة تخفف من الاختناقات في شوارع مدننا وتحد من حوادث السير ، فحياة الأردنيين هي أغلى ما نملك . والبداية تكون باحترام القوانين والأنظمة وتنفيذها بحزم وتطويرها بسرعة، وفق القنوات الدستورية ورفع كفاءة القائمين على تطبيق القانون" فهل طبق الأمن العام رسالة جلالة الملك على أرض الواقع".

مدير إدارة السير العميد فراس الدويري قال مؤخرا أن الأردن سجل 220 وفاة بسبب الحوادث المرورية منذ بداية العام الحالي.

 رئيس الجمعية الأردنية للوقاية من حوادث الطرق المهندس وفائي امسيس أكد أن مسؤولية الحوادث هي مسؤولية مشتركة بين الجهات الحكومية والتشريعية الهندسية ، مطالبا هذه الجهات بوضعها على رأس أولوياتها  و تحييد كل ما يعيق هذه المسؤولية للحد من ظاهرة الحوادث المرورية المميته  التي بتنا نشهدها يوما بعد يوم وتشكل لنا أيام داميتاً.

"الأردن لغاية اليوم يفتقد إلى مجلس أعلى او هيئة مستقلة لتنظيم السلامة المرورية هندسيا حيث أن القوانين رادعة" بحسب امسيس الذي  طالب  الجهات الحكومية بتغليط العقوبات بحق المتسببين بالحوادث التي ينتج عنها وفيات، إضافة لتغليظ العقوبات على مخالفات عدم إرتداء حزام الأمان واستخدام الهاتف النقال وتغير المسرب وعدم إبراز الرخص.

وبين  أن وزارة الأشغال والبلديات والنقل وإدارة السير مهمتهم الأساسية تعبيد الشوارع وزرع شواخص مرورية الإ أن الكثير من الطرق تفتقد إلى الشواخص المرورية الأمر الذي أدى لوقوع حوادث مرورية حيث ان هناك أعداد كبيرة لا تلتزم بالقواعد المرورية ومنهم من يتجاوز السرعة المقررة بدون إعطاء الأولوية واستخدام الغماز بالمركبة .

300 مليون دينار أردني تكلفة الحوادث سنويا بالأردن وهو رقم ضخم تدفعه الحكومة الأردنية سنويا للحد من الكوارث التي تحدث وتسببت بإزهاق  العديد من الأرواح في ظل  الاستهتار الذي نشهده من السائقين وفق ما آفاد به الخبير بقطاع النقل صلاح اللوزي.

الأخطاء الفردية من السائقين بلغت نسبتها 80% حيث أن جاهزية المركبات وتفقدها من قبلهم لا تحظى بالاهتمام  المطلوب وأن 83% من سائقي النقل الثقيل هم أفراد غير تابعين لشركات متخصصة وحان الوقت لضم هذه الفئة من السائقين  تحت طاقم الشركات  لتتحمل بعد ذلك الأعباء التي قد تنتج حين وقوع الحادث  .

ونوه اللوزي الى عدم التزام الكثير من سائقي  " الشاحنات" بإجراء الصيانة الدورية لشاحناتهم وخاصة "الكاوشوك" وذلك بسبب ارتفاع أسعاره  منذ عام 2017 حيث ارتفع بمعدل 3 أضعاف إذا أصبح يكلف السائق عشر آلاف دينارسنويا بمعدل خمسمئه دينار شهريا .

"وضع كاميرات في شوارع المملكة والاستغناء عن رقباء السير بالشوارع"

وأكد اللوزي على ان الحل الوحيد للحد من ظاهرة الحوادث هو تركيب كاميرات في كافة مناطق المملكة ومراقبة السائقين وضبط الحركة المرورية ومتابعتها عن بعد بدل رسوم الحوادث التي تدفع سنويا  والاستغناء عن رقباء السير في الشوارع وتشكيل لجنة من الأِشغال والنقل البري والأمن العام لدراسة كافة الطرق والقطاعات ورصد الأماكن الأكثر حوادثا والعمل على معالجتها وحلها  .

ودعا اللوزي الحكومة إلى إعادة  دراسة الاعتراض على رسوم المخالفات في المحاكم ووضع رسوم مخالفات جديدة مثل " ارتكاب السائق 3 مخالفات خلال عام واحد ، حيث يجب العمل على سحب الرخص ، وإذا ارتكب السائق 3 حوادث سنويا يجب ان تقوم شركات التأمين برفع دعاوي على المؤمن لحماية الأرواح .

وطالب اللوزي بضرورة إنشاء مجلس أعلى وهيئة مستقلة للسلامة العامة يترأسها  رئيس الوزراء للوصول إلى أن السلامة العامة هي أولوية في البلد إذ ان الكثير من مؤسسات الدولة لم تطبق رسالة الملك بكل وضوح على أرض الواقع.

 



تعليقات القراء

كله كله
وصلاحية الطرق ومسؤولية الأمانة في الحوادث والبلديات والمتعهدين والمراقبين.
21-05-2023 06:57 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات