كنا صغار وكبار نحضر الزفه
وننتظر ييجي المغرب بلهفه
والعريس راكب على الحصان
والعروس تتصمد على الدفه.

كانت ستي تلبس الخرقة والزنار
وتعطينا تعريفه واحنا صغار
وسيدي وهو مشخص بالكمباز
وبالحطة والعقال هيبة ووقار.

كانت أمنا تحممنا في اللجن
وتنظف الطابون من السشن
وتعمل الخبز بالزيت والزعتر
والسفرة عليها الجبنة واللبن.

كان أبوي يزرع الحاكوره
فول وبطاطا وبصل وبندوره
وما كنا نشتريها من السوق
وتلك الأيام بالذاكرة محفوره.

كان سيدي يجلس في العليه
وكاسة الشاي يشربها بالميرميه
وأسمع ستي تنادي على أمي
وكمان تجيب معها أختي خيريه.

كانت أمي تجلس باب الدار مع الجارات
وكم مرة شفتهن بفرطن بالملوخيات
وأبوي يوم الجمعة بنتظر عند اللحام
بستنى يكون له نصيب بمعلاق أو كرشات.

كان خالي يسمعنا الحكايات
خاصة برمضان في السهرات
عن الزير سالم أو قصص دينية
وثاني يوم يكمل لنا الحلقات.

كانت الألفة زمان أكثر بين الجيران
وهذا من دار عيد وذاك من عمران
وما أجمل تقطع التين على الندى
ولا أزكى من مربى التين والرمان.