اعتادت الناس في كل شهر رمضان الفضيل على فعل الخيرات واخراج الصدقات وصلة الرحم بطرق مختلفة منها ما هو نقدي ومنها ما هو اقامة ولائم والبعض من الموسرين يفرد موائد الرحمن للفقراء والمحتاجين وعابري السبيل وازدادت في الاَونة الأخيرة ظاهرة توزيع كاسات الماء والعصير وحبات من التمر على تقاطع الشوارع والأشارات الضوئية على المارين بها في نصف الساعة الأخير قبل اَذان الافطار علما أن أكثرهم من المتسكعين في الشوارع مع أطفالهم لاضاعة الوقت أو يرغب بالحصول على شراب التمر أو حبات القطايف أو الخبز قبل اَذان المغرب بقليل غير عابئين بما ينتج ذلك من ازمة سير على الطرقات والاشارات الضوئية اضافة الى حركة المعزومين الى الافطارات في جميع الأتجاهات في الربع الساعة الاخير ، ويستمتع بمزاحمة الاَخرين للفوز بمطلبه ويعتبره انجاز يتحدث فيه عن بطولته في تحقيق ذلك على مائدة الأفطار .

على المستوى الرسمي والمؤسسات تنهال المساعدات على الفقراء من خلال الجمعيات الخيرية ووزارة التنمية الأجتماعية وصناديق الزكاة وصندوق المعونة الوطنية ووزارة الاوقاف والديوان الملكي والكوبونات المختلفة من الحكومة من خلال النواب الى قواعدهم الشعبية المحتاجة وغيرها ، الحقيقة هناك تدفق هائل على محتاجي المعونة الوطنية في شهر رمضان ويقرب من حالة الجفاف باقي ايام السنة وكان املنا الاستمرار في ذلك بعد شهر رمضان ولكن الأمر نسبي .
وبما ان كل القطعات الاقتصاية تشكو حالة الركود في البيع والشراء قام التجار وبعض المواطنين الطفرانيين وبدعم بعض النواب وكتاب الصحافة بشن حملة على البنوك للعمل على تأجيل أقساط القروض على المقترضين عن شهر رمضان والعيد الا أن تلك الحملة فشلت فشلا ذريعا في زحزحة البنوك عن موقفها الرافض للتأجيل لأسباب لا نعلمها قد تكون وجيهة وقد لا تكون .
ويبدو انه تخفيفا من الغضب الذي حل على البنوك ارتأت جمعية البنوك التبرع بمبلغ ٢ مليون دينار للمعونة الوطنية لتوزيعها على الفقراء ...... !!!!! .
وهنا الوضع مستفز ولا بد من الصيحة بأعلى الصوت وعلى شاكلة البحث عن مفقودات في القرى قبل وسائل التواصل ( يا سامعين الصوت صلوا عل النبي العدنان والحاضر يعلم الغايب ان الفقراء والمحتاجين ليسوا فقط المنتمين الى صندوق المعونة الوطنية هناك فقراء ومتعثرين وملتعن ابو فاطسهم تحسبهم أغنياء من التعفف أو غير منتمين الى الصندوق بسبب عدم انطباق شروط الصندوق عليهم لأسباب قد لا تكون وجيهة احيانا او وجود معلومات غير دقيقة فيحرموا من المعونة ) وسبق وذكرنا هاي المعلومة .
والعودة الى جمعية البنوك والبنوك نفسها كان الأمل فيها وهو أمل مدخور للمستقبل أن تعفي المقترضين من القسط الشهري مرة في ..... أو نصفه أو ربعه أو حتى اي حاجة يا جدعان .... ، هذا خيار والثاني كل بنك لديه مجموعة من المقترضين ولا بد ان لديه مجموعة من المتعثرين ماذا لو بدل التبرع للمعونة الوطنية خفف عنهم او سامحهم بقسط شهري أو نصفه او وقف عنهم الشكاوي المرفوعة عليهم لزجهم في السجون وتحميلهم فوا ئد وغرامات جديدة اضافية لاغراقهم فوق غرقهم في الديون أم أن هؤلاء لا يعتبروا فقراء ومحتاجين الا عن طريق المعونة الوطنية ؟؟!! أليست أرباح البنوك ناتجة عن قروضهم وطفرهم ؟! اليسوا هم عملاء البنوك ولحم اكتاف البنوك من خير العملاء وطفرهم وحاجتهم ؟؟ قال تعالى ( الأقربون أولى بالمعروف ) وجاء ايضا ( أولى لك فأولى ) وقال تعالى ( انما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل ) . اليسوا هم من الغارمين بسبب ظروفهم المعيشية وكبر حجم الفوائد المفروضة عليهم باستغلال حاجتهم للمال بعقود اذعانية ، اضف الى ذلك الفوائد التي فرضت مؤخرا انعكاسا لارتدادات الحرب الروسية الاوكرانية والتي يفرضها البنك المركزي الامريكي على بنوك العالم متى شاء ومقدار ما شاء وتتبعه بنوك العالم في الرفع على المقترضين بحاجة أو غير حاجة والتي لم تكن بحسبان المقترض ....لتزيده دين على دين وهما على هم .
على كل حال الفكرة والتبرع مشكور ولا نقلل من قيمته وما حصل اجتهاد خاضع للنقد .
جاء في جريدة الرأي الأردنية اليومية ليوم الأثنين الموافق ا / ٥ / ٢٠٢٣ العدد ١٩٠٩٧ ان أرباح مجموعة البنك العربي للربع الأول لعام ٢٠٢٣ بعد الضريبة بلغت ٢١٦ مليون دينار مقارنة مع ١٦٦ مليون دينار كما في اذار ٢٠٢٢ العام الماضي محققة نمو بنسبة ٣٠% . ( علما اني لم اخذ قرض هذا العام لغاية الان والا زادت الار باح ) .
وفي نفس الجريدة واليوم ذكر ان صافي ارباح مجمو عة بنك الاسكان للربع الاول لهذا العام ٣٦،٢ مليون دينار طبعا بعد الضرائب بارتفاع نسبته ٣٠،٣% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي . اما البنك الاسلامي الا ردني يوزع ارباح نقدية بنسبة ٢٥% على المساهمين نقدا من رأس المال المدفوع والبالغ ٢٠٠ مليون دينار . وهناك ا رباح الاتصالات والبوتاس العربية وغيرها .....يمكن الرجوع اليها للمهتمين .
واخيرا ارغب بانعاش ذاكرتكم ولفت الانتباه الى أن أحد التجار وهو بالتالي مواطن قد سامح بمبلغ ٧٠٠ الف دينار ديون على المواطنين ومزق والغى الشيكات واوقف الدعاوي عليهم في المحاكم في شهر اذار الماضي وقبله تاجر في اربد سامح بنصف مليون واخر ب ٩٠٠ الف دينار قد تكون الار قام الاخيرة غير دقيقة ولكنها مقاربة ، ارجو عمل مقارنة ببنهم ومبلغ ٢ مليون قيمة تبرع جمعية البنوك ......والمقارنة مع الأرباح الربعية لهذا العام .....نرجو ان يكون للمتعثرين مع البنوك والمرابين وشركات التمويل المختلفة نصيب في المساعدة والنظر الى ميسرة .