فنجان قهوة مع المجهول و نادين الراسي


برنامج المجهول يفتح النار بقوة على التاريخ الحافل للفنانين الذي يستضيفهم، انه كالجبهة المشتعلة بين الإعلامي رودلف و ضيفه او ضيفته حيث ينهال عليهم بوابل من الأسئلة الدسمة، تتنوع اسئلته تارة ببراعة عن الحياة الخاصة للضيف حيث تتصف بالصراحة و الجرأة المثيرة، تكشف عن قصص حب و ارتباطات روجت لهم الإشاعات التي تحيط بحياتهم العاطفية، وتارة تقتحم الإسئلة خصوصيات اسرية قد لا يعرف المشاهد عنها شيئ و لكن ربما انطلقت من فنانين منافسين للضيف في محاولة لمضايقته، او ربما انتشرت نتيجة مواقف حصلت مع الضيف و تاهت وسط ضجيج السوشيال الميديا الذي تذوب به شتى الحقائق عن النجوم و المشاهير، ليعود رودلف (مع حفظ الألقاب) ليثيرها بالبرنامج، و تارة تعالج الأسئلة ربما اكثر القضايا التي يخاف منها ضيوف البرنامج، و هي نجاحاتهم و اخفاقاتهم بالأعمال الدرامية و تصريحاتهم بالإعلام، فالأعمال تبقى رهن ايام العرض الى حين تقيمها من قبل المشاهدين و الجماهير حيث الراي العام هو اقوى ناقد لها، و الملفت حين يخيم التوتر على جزاء كبيرا منهم حيث يلجأون الى الإجابات الدبلوماسية ليبرروا عن اخفاقاتهم اذا وجدت، او ليبرروا عدم نجاحهم بإنتقاء الأدوار التي تناسبهم، و ناهيك عن مشاكلهم مع باقي الفنانين التي تشحنها الغيرة و الحسد و الردود النارية...

وسط هذه النيران و الأجواء الإعلامية الساخنة حلت نادين الراسي على برنامج المجهول لتوافينا بآخر ما استجد معها على الساحة الفنية و الشخصية، فنادين من النجمات التي تتمتع بأرشيف فني دسم يحمل بطياته العديد من الإنجازات القوية، و لم تخلو ايامها الأخيرة من الصعاب و المشاكل، فمع وفاة شقيقها المرحوم جورج الراسي كثرة الإشاعات حول ظروف وفاته حيث صاحب هذا الحدث عاصفة من الإشاعات التي لم تتمكن نادين من نفيها لظروف حدادها، و لنادين مشاكلها مع المنافسة ففنانة جذابة و جميلة و ناجحة لا بد ان يكون لها من يكره نجاحها او من يحاول منافستها بإمتياز، و لا ننسى تاريخها الشخصي و مشاكلها مع طليقها الذي ضايقها لفترة زمنية، فكان الإعلام ناقل لهذه الأحداث المؤسفة و التي نتمنى ان تبقى ماضي و في طي الذكريات لكي لا يضايق نجمتنا الغالية من جديد،

قرأت لنادين التصريحات بالصحف من حين لآخر، و كنت ازور صفحاتها على السويشال ميديا من حين لآخر، و كنت اتابع اعمالها و اشعر بالسرور لها حينما اسمع عن عمل ناجح لها، فكإمرأة و فنانة موهوبة كانت ضحية لزواج غير ناجح و عنف بالسابق من قبل زوجها كنت اتعاطف معها جدا، ربما اصراري المهني ككاتب بمساندة المرأة بالعديد من القضايا اشعرني بالتعاطف معها، لم اراها تتحدث لغاية هذه اللحظة ببرنامج حواري الا بالمجهول بالأمس، حيث فوجئت بها جدا و باسلوبها الراقي،

اجابت نادين بكل هدوء و ثقة على معظم الأسئلة التي وُجِهًتْ اليها، فلم تتأثر بصراحتها و لم تهتز ثقتها بنفسها طوال الحلقة، حافظت على هدوءها مثلما تفعل الليدي بالرغم من الدموع التي ذرفتها امام فقرة المجهول و الذي عرض بها مشهد من كليب لشقيقها الراحل، كنت بصراحة احبذ ان لا يتم انتزاع انفعال البكاء منها بهذه الطريقة حيث فقدان شقيقها فتح بداخلها جراح هي ادرى بمرارتها، و ربما بهذه الفترة تحاول التأقلم مع حقيقة رحيل شقيقها، كانت قسوة يمكن استبدالها بفقرة آخرى، اطمح من هذا البرنامج عدم ممارسة هذه القسوة مع اي فنان او فنانة حيث قد يتقهقر صبر الإنسان عند وفاة عزيز عليه،

صدقا اعجبتني اجاباتها...صراحتها...ردودها على كل شيئ تقريبا من دون تريث، و كأنها تقول للمشاهد بأنني لا اخشي من شيئ خفي او معلن بحياتي، كانت شخص وَنًسَ المشاهد من اول الحلقة لآخرها فحضورها الشخصي قوي بنفس حضورها الفني بأعمالها، الملفت بأرشيف نادين انني لم اجد لها الدور الضعيف او المسلسل الغير ناجح، بل معظم اعمالها كانت ناجحة و لاقت اقبال من الجمهور، من الاًفِتْ بادوارها انها حافظت على الهوية اللبنانية فلم تحاول التَمَصُر او التَتًرُكْ بها و اخذ شخصية غريبة عن أصولها اللبنانية لتقع في فخ اللهجة الغريبة او الغربة عن بلادها، لم تأخذ دور لم تستطع تقديمه بل احسنت تقديم كل ادوارها تقريبا، و هذا واقع لَمَسْتُه و انا اشاهد اعمالها، ربما كان هنالك بعض الأعمال اللبنانية التي كنت اتمنى ان يكتب السيناريو لها غموما بإتقان اكبر، و هذا تقصير يتحمله كاتب السيناريو لا الفنان...و لكن عند نادين نجد الشخصية الفنية المتقنة و الأداء الرفيع، بل اعتقد انها من الفنانات الموهوبة التي يمكن لها تقديم ما تشاء من شخصيات بقدرة كبيرة، و لكن اسمحوا لي بهذه الكلمة، فلغاية هذه اللحظة ننتظر لها سيناريو لمسلسل و دور يمتحن قدرتها بالكامل، يجعلها تبزر كفنانة كل ما لديها، فأؤمن ان هذه الفنانة يجب ان يكتب لها سيناريو لتنفرد ببطولته...تستحق ان يكتب لها شيئ لبناني يجعلني ان نراها بكل ما تستطيع تقديمه،

تذكرت مشهد جميل جدا لنادين مع ماجد المصري في ملسل قصة حب، فلفترة بسبب الظروف العامة المزعجة التي تمر بالبلاد توقف قلمي عن العطاء، و توقفت الإلهامات في ذهني لتلجم هذه الظروف قلمي عن كتابت الخواطر و المقالات...فتذكرت شخصية نائل حينما كان يحاول الكتابة و هو يجلس في بارللمشروب، و المشهد الرائع الذي التقى به بلينا بالمسلسل، دخولها فجأة و هي متوترة و وقوفها على الكاونتر بإرتباك، و اكتشافها بأنها لا تحمل النقود، و حينها مد نائل لها يد العون و عرض دفع ثمن القهوة، و لكن للتفاجئ به و هو يطلب منها مجالسته، فاحب ان يمضي بعض الوقت برفقت شخص ريثما يعود اليه الهام الكتابة، قبل ان ارى شخصية نادين بالمجهول بالأمس كانت الإلهامات منقطعة عني فلم اشعربالقدرة على الكتابة إطلاقا...و لكن بعد الحلقة شعرت بالرغبة بالكتابة...تحية لنادين على اطلالتها الموفقة بالبرنانمج،





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات