من الذي قطع شعرة معاوية؟


إن جسور العلاقة والثقة بين الجنرالين السودانيين كانت عميقة ووثيقة حتى أنها مكنتهم من الانقلاب على سيدهم البشير والإطاحة به ،واستمرت العلاقة بينهم بنفس الزخم على مدار سنوات للوقوف في وجه المكون المدني السوداني إلى أن نجح التطبيع الأسود في غزو السودان بواسطة المكون العسكري ،وبفعل التطبيع بدأت أوصال العلاقة بين الجنرالين تتمزق تدريجيا ،فما دخلت إسرائيل أرضا إلا وأهلكت زرعها وأفقرت شعبها ،وعندما تيقن الصهاينة من حتمية إنتقال السلطة للأحزاب السياسية السودانية قرروا السير نحو قطع شعرة معاوية بين الجنرالين بعد تيقنهم بأن بقاء الإثنين معا لا يسمح للآخر بتسلم مقاليد الحكم ،وبالتالي فإن مشروع التطبيع سيكون مهددا بالزوال مع تولي الأحزاب المدنية السودانية زمام السلطة ،لذلك سارعت إسرائيل وبالتعاون مع عملائها من المطبعين بتبادل الأدوار لقطع شعرة معاوية بين قادة العسكر وإجهاض أي مبادرة من شأنها إيقاف القتال وجلوس القائدين على طاولة المفاوضات لاستمرار القتال ،لكي يتمكن أحد الأطراف من حسم الموقف عسكريا والقضاء على الطرف الآخر ،وبالتالي تكون الفرصة متاحة لعسكرة النظام السوداني وضمان عدم إنتقال السلطة للمدنيين وتقديم الرئاسة السودانية لمن ينجح في حسم المعركة.
والغريب أن كل ذلك التآمر على السودان يحدث في ظل صمت عربي مطبق ونوم عميق للأحزاب السودانية قبل أن تستيقظ وتقبل بالواقع الذي خططت له إسرائيل ،فقد أثبت التاريخ أن إسرائيل دوما تسعى لإهلاك أي شعب يعيق تمددها.
وما يحزننا كعرب أن تكون أدوات وأسلحة إسناد الصهاينة عربية.
داعيا العلي القدير أن يحمي السودان من كيد الصهاينة ويقطع دابر من قطع شعرة معاوية بين الجنرالين.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات