ها قد إنتهى شهر رمضان الفضيل، زال تعب الصيام والقيام، وبقي الأجر والثواب، فهنيئاً لمن قام بواجب الشهر الكريم، وخاب وخسر من أدرك رمضان ولم يُغفر له.

ومع نهاية الشهر الفضيل أضع بين أيديكم الحلقة الأخيرة من هذه السلسلة التي إمتدت يومياً خلال أيام الشهر الفضيل.

حاولت خلال هذه السلسلة أن أركّز على مجموعة من العبادات والمعاملات والأخلاق التي نتعرض لها يومياً، وكان هدفي الوحيد هو أن يُترجم القارئ الكريم هذه المقالات القصيرة الى عادات في يومه وليلته، وذلك لأن شهر رمضان هو الفرصة المثالية لإكتساب عادات حسنة، والإقلاع عن العادات السيئة، كما أشرت في العديد منها.

بإمكانك اليوم إعداد كشف حساب لأعمالك خلال شهر رمضان، ما هي العبادات التي قمت بها خلال الشهر، هل أصبحت الصلاة وقيام الليل وصلاة الضحى وقراءة القرآن جزء من يومك؟ وما هي العادات الحسنة التي إكتسبتها، هل حاولت تعديل علاقتك مع جيرانك ومع أهلك، وهل وصلت أرحامك؟ وما هي المعاملات التي أحسنت أداءها؟ وما هي العادات السلبية التي أقلعت عنها؟ هل أقلعت عن التدخين، أو تركت الغيبة، والنميمة، والقيل، والقال؟

صحيح أنَّ رمضان قد إنقضى، ولكننا ما زلنا على قيد الحياة، وإن فاتنا شيء من الخير خلال الشهر الكريم؛ بإمكاننا تداركه قابل الأيام، فمواسم الخير متواصلة لا تنتهي، وربُّ رمضان هو ربُّ الشهور كلها.

إن الحالة المثالية التي كنت أسعى اليها هو أن تتحول كافة الأعمال والمعاملات التي أشرت اليها الى عادات تمارسها في يوميك وليلتك، وإن كنت قد وصلت الى تلك المرحلة؛ فلقد وصلت الى الخير كله إن شاء الله، وإن فاتك بعض أجزاءها فلا يفوتك الخير كله.

وأودُّ التأكيد على أن فترة شهر رمضان غير كافية لبناء عادات حسنة أو الإقلاع عن عادات سيئة، ولكن يمكن إعتبارها حجر الأساس للإنطلاق نحو الأفضل.

أشكر جميع المتابعين لمقالاتي، والذين تواصلوا معي عبر الصحف أو عبر صفحتي على الفيس بوك، أو من خلال الإتصال المباشر والرسائل، وأسأل الله العلي القدير أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجه الكريم.

لن تكون هذه السلسلة آخر عهدي بكم إن شاء الله، فأنا أعمل الآن على إعداد سلسلة بعنوان "صباحيات ومسائيات" أشير بها الى مجموعة من الأعمال التي من الممكن أن تبدأ بها يومك وتختمه.

أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، ومبارك عليكم عيد الفطر المبارك، والى لقاء قريب إن شاء الله.