يا للعجب !!


نحرصُ كلُّنا على أن نقفز عن الساقية الضحلة كي لا تتلوث وتتسخ أحذيتنا حتى لو كانت أحذيةً قديمة. ولا تحرص جموعٌ غفيرةٌ منا على صحة رِئاتهم من الاتِساخ والقطران والتلوث بالتدخين !!
إن أحد أهم أسباب الاستمرار في عادة التدخين -التي تكاد أن تصبح عبادة- هو أن 30% من متعاطي التبغ في العالم لا يعون مخاطرَه على وجه الدقة، ولذلك فهم لا يسعون جدّياً إلى التحرر منه.
ومن علامات الوعي العام عندنا أن 70% من المدخنين الأردنيين يرغبون في الإقلاع عن عادة التدخين المدمرة، التي تقتل 9000 أردني سنويا وتتسبب في 50% من وفياتنا !!
لكن المفزعَ هو أن نسبة المدخنين في الأردن سترتفع من 70% إلى 87% بعد عامين !!
والمفزِعُ أيضاً هو أننا الأخير عربياً وقبل الأخير عالمياً في إدراك خطر التدخين الذي يقتل 8 ملايين متعاطٍ ومخالِط في العالم سنوياً !
وإنني لأصر على أن قرار ترك التدخين، هو من أسهل ما يمكن اتخاذه من قرارات.
فالتحرر من التدخين، قرار بسيط فوري يقتضي تحييد الوهم المتصل به، باعتباره مستحكِماً لا يمكن التخلص منه، ووهم أن الإرادة على تركه، أضعف من قوة الإدمان عليه.
تحتشد شعوب دول العالم وتتضامن وتستنفر لمواجهة أي وباء، في حين أن وباء التدخين المدمر يتم إهماله بلا اكتراث.
توفي في العالم خلال أول 110 أيام من عمر وباء كورونا 2.4 مليون شخص بالتدخين، وتوفي 122 ألفا بالكورونا !!
لو حسبنا على أصابعنا سنخرج بنتيجة هي أن عدد ضحايا التدخين يبلغ 20 ضعف ضحايا كورونا !!.
يجدر إذن أن نجدد المطالبة بتطبيق الحظر التام للتدخين في الأماكن العامة، وفي المقدمة المستشفيات والوزارات والمحاكم والمتاجر والتاكسيات والحافلات وقاعات الحفلات والمقاهي والملاهي والمطاعم وبيوت الفرح والترح.
وللعلم فإن المواطن الذي يدخن لمدة 25 سنة، يحرق نحو 18000 دينار كحد أدنى.
إن بعضنا يتوهم أن التدخين قوي وأنهم ضعفاء، والواقع هو أنهم أقوياء وهو ضعيف، فلا حدود لقوة إرادة الحياة والخير في الإنسان.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات