التاريخ له عقل .. أيام حاسمة في فلسطين سجلها شهر رمضان


جراسا -

سجل التاريخ العربي ارتباط شهر رمضان المبارك بمسيرة النضال فوق تراب فلسطين، ومنذ سنوات سبقت القرن الـ 12 (معركة عين جالوت)، ومرورا بالقرن الـ 13 (معركة حطين)، وحتى معركة العاشر من رمضان ( معركة 6 أكتوبر/ تشرين الأول 1973) في مواجهة دولة الاحتلال «إسرائيل».. وتتواصل وقائع وشواهد سجلات شهر رمضان في فلسطين، ويصبح المسجد الأقصى المبارك شاهدا على مواجهات فلسطينية لردع ممارسات واستفزازات سلطات الاحتلال ودفاعا عن الهوية الفلسطينية للأرض والمقدسات الإسلامية والمسيحية.

وترتبط المواجهات الفلسطينية ـ الجارية حاليا ـ بأحداث وشواهد سايقة في شهر رمضان، دفاعا عن قدسية المسجد الأقصى المبارك، والصمود في وجه ممارسات قوات الاحتلال، والتصدي لاقتحامات المستوطنين:

في شهر رمضان من العام الماضي 2022 ، قصفت قوات الاحتلال، المعتكفين والمصلين والمرابطين بالمسجد الأقصى، فجر الجمعة 14 رمضان، الموافق 15 أبريل/نيسان ، واستمر هجوم قوات الاحتلال على المصلين في المبنى القبلي المسقوف من المسجد الأقصى بوابل من الرصاص والقنابل الغازية والصوتية، واعتقال وإصابة أكثر من 500 مصل.
وفي شهر رمضان من العام 2021 شهد المسجد الأقصى مواجهات دموية مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، وتصدى أبناء الشعب الفلسطيني لمخطط دولة الاحتلال، الذي يستهدف الأقصى المبارك.. ودارت مواجهات داخل باحات المسجد القصى ، انتهت بمواجهة عسكرية في قطاع غزة، في 28 رمضان الموافق 10 مايو/أيار 2021 واستمرت 10 أيام (استشهد 260 فلسطينيا في القصف الإسرائيلي على غزة)، وأطلقت كتائب القسام عملية «سيف القدس»، وتوجه ضربات صاروخية لمدن القدس وتل أبيب، ردا على الانتهاكات الإسرائيلية في المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح في القدس، ودعوات استيطانية لتنفيذ اقتحام جماعي للأقصى.
وفي 11 رمضان 2014 شنت إسرائيل حربا على قطاع غزة أطلقت عليها «الجرف الصامد»، وأطلقت عليها الفصائل الفلسطينية «العصف المأكول»، استمرت 50 يوما وأسفرت عن استشهاد 1742 فلسطينيا، بينهم 530 طفلا و302 امرأة، وفق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، وتم تدمير 62 مسجدا بالكامل و109 مساجد جزئيا، وكنيسة واحدة جزئيا،، ونحو 13 ألف منزل..وقُتل 64 جنديا إسرائيليا و6 مدنيين، وجرح نحو 720 آخرين، وتم أسر عددا من الجنود الإسرائيليين.
وشهد يوم 2 رمضان الموافق 16 أكتوبر/تشرين الأول 2004: نهاية معركة «أيام الغضب»، مع قوات الاحتلال التي شنت عملية عسكرية بريّة شمالي قطاع غزة في الفترة ما بين 29 سبتمبر/أيلول (15 شعبان) وحتى 16 أكتوبر/تشرين الأول (2 رمضان) وانسحبت من دون تحقيق هدف وقف إطلاق القذائف على المستوطنات.
وفي فجر يوم 15 رمضان الموافق 25 فبراير/شباط 1994، نفذ المستوطن الإسرائيلي «باروخ غولدشتاين» مجزرة بحق المصلين في المسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل، وأطلق عليهم الرصاص وهم في الركعة الثانية من صلاة الفجر فاستشهد 29 منهم، وأصيب العشرات، وقتل المنفذ، ثم اندلعت في الضفة الغربية وقطاع غزة تظاهرات حاشدة.




وفي الأول من شهر رمضان الموافق 7 أبريل/نيسان 1989: انطلق المصلون بعد صلاة الجمعة في مسيرة داخل ساحات المسجد الأقصى، ورددوا هتافات تؤكد هوية المسجد وإسلاميته، وأحرقوا العلم الإسرائيلي، فبادرتهم القوات الإسرائيلية بوابل من الرصاص والقنابل الغازية فأصيب 9 من المصلين واعتقل 40، ومنع سكان الضفة الغربية من الصلاة في المسجد في أيام الجمعة المتبقية من الشهر.
وتواصل تسلسل المواجهات الدموية خلال شهر رمضان المبارك ومنذ بدايات سنوات الاحتلال الإسرائيلي لدولة فلسطين العربية ، وصولا إلى مجزرة اللد، في 5 رمضان الموافق 11 يوليو/تموز 1948، وارتكبت القوات الإسرائيلية المجزرة في المدينة الواقعة وسط فلسطين التاريخية، وذلك لإخماد ثورة السكان بعد النكبة التي حلت بهم وإقامة إسرائيل على أنقاض قراهم ومدنهم بعد تهجيرها في مايو/أيار من العام نفسه..ونفذ المجزرة وحدة إسرائيلية بقيادة موشيه ديان، تحت وابل من القذائف المدفعية والنيران، بعد انسحاب قوات عربية من المدينة، ولم يشفع للسكان اللجوء لأحد المساجد، فاستشهد 176 منهم داخله.
وبين وقائع وشواهد المواجهات خلال شهر رمضان .. يسجل الشهر الكريم عشراات من عمليات المقاومة الفلسطينية (عمليات متفرقة) طوال سنوات الاحتلال وحتى تاريخه.وربما كان أشهرها في عاصمة الاحتلال (تل أبيب) والتي تطلق عليها سلطات الاحتلال أنها المدينة المحنة أمنيا.. وفي 6 رمضان الموافق 7 أبريل/نيسان 2022 خرج الشاب الفلسطيني رعد حازم (29 عاما) من منزله بمخيم جنين (شمال الضفة الغربية) حتى وصل إلى شارع ديزنغوف، المسمى على اسم مؤسس تل أبيب مائير ديزنغوف، وفتح رعد نيران سلاحه على الموجودين في الشارع ليترك خلفه 5 من القتلى و6 جرحى، قبل أن يختفي عن الأنظار، لتبدأ قوات الاحتلال الإسرائيلي البحث عن منفذ العملية التي وقعت في أحد أكثر الشوارع حساسية وأهمية في إسرائيل.
بينما كانت تل أبيب – التي يطلق عليها سكانها المدينة التي لا تنام – تغلق حاناتها ومطاعهما ومراقصها بعد العملية، تنفيذا لتعليمات الأمن وتحسبا لظهور المسلح الشبح مرة أخرى، كان رعد حازم يتخطى كافة الإجراءات الأمنية متجها إلى مدينة يافا، واستشهد فجر السابع من رمضان الذي صادف الجمعة الأولى من الشهر الكريم.



وبقيت الشواهد الكبرى لشهر رمضان في فلسطين مسجلة في المعارك العربية الكبرى على أرض فلسطين:

معركة عين جالوت: في 26 رمضان الموافق 4 سبتمبر/ أيلول 1260، ودارت أحداث المعركة في منطقة عين جالوت، نسبة لاسم قرية بين مدينتي بيسان ونابلس، شمالي فلسطين، وقادها سلطان مصر سيف الدين قُطز، وفيها تم القضاء على خطر المغول الذي استمر 40 عاما، وأوغل دمارا في العراق بعد إسقاط الخلافة العباسية، وحاول السيطرة على مصر والعالم الإسلامي.
معركة حِطّين: في 26 رمضان الموافق 5 ديسمبر/ كانون الأول 1187، ودارت مواجهات المعركة الكبرى في منطقة حطين في الشمال الفلسطيني بين طبريا والناصرة، وفيها اشتبك المسلمون بقيادة صلاح الدين الأيوبي، مع الصليبيين، وانتهت المعركة بانتصار المسلمين وانتهاء الاحتلال الصليبي في القدس بعد 88 عاما من الفساد، وقتل معظم سكانها، وتحويل أجزاء من المسجد الأقصى إلى كنيس وإسطبل للخيول.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات