رمضانيات 19: رمضان وصدقة الفطر م. انس معابرة.


عَن ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: "فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ، وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ، فَمَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلَاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ، وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلَاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنَ الصَّدَقَاتِ".

أحببتُ أن أتناول هذا الموضوع مع بداية العشر الأواخر من الشهر الفضيل، ولست أتحدث هنا عن مقدار زكاة الفطر أو نوعها أو الوقت الأفضل لإخراجها أو عمن تجب، فتلك مسائل لها أصحابها من ذوي العلم والإفتاء، وقادرون على الحديث في هذا المجال.

ولكني أتحدث هنا عن نظرة الإسلام الى المسلم، وحرص الشريعة على تقدير جهود المسلم العابد، الذي قضى شهراً كاملا يمتنع فيه عن المفطّرات لوجه الله الكريم، وأرادت الشريعة أن يكون صيامه خالياً من النقص نتيجة الرفث أو اللغو من الكلام، أو اللغط غير المقصود، فكانت صدقة الفطر.

قد يعتقد البعض أن صدقة الفطر كغيرها من الصدقات، يعطيها الأغنياء للفقراء، لأن الأول لديه وفرة في المال والثاني محتاج اليه، ولكن هذا لا ينطبق على صدقة الفطر.

إذ أن الصائم بحاجة الى من يقبل صدقة الفطر منه لضمان تطهير صومه من اللغو والرفث خلال الصيام، أكثر من حاجة الغني الى من يقبل صدقته العادية التي يتقرب بها الى الله عز وجل.

وهي تعبير أيضاً عن حالة التكافل والتعاون والتضامن التي يبديها المجتمع الإسلامي، من خلال سد حاجات المعوزين في مواسم البهجة من عيد الفطر المبارك، وهو تماماً ما قصده النبي الكريم حين قال: "أغنوهم عن الطواف في هذا اليوم".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات