اقتصاد الشهداء


.... أنا أفكر بنقل استثماراتي إلى فلسطين، صدقا أفكر بذلك.فالإقتصاد الفلسطيني هو الأقوى في العالم..

هنالك يوجد أعمال ريادية، أفضل تطور لهذا النوع من الأعمال هناك...ماذا تسمي أن يقوم أحدهم باستعمال سيارة، لأجل أن يهز كيان إسرائيل..ويضع اسمه على صدر النشرات الأولى في كل وسائل الإعلام في العالم، والربح يتحقق في لحظة..فلسطين تربح ويرتفع سهم الشهيد إلى أعلى درجة.

في فلسطين أيضا يوجد نظام مصرفي، وأهم بنك هناك هو بنك الشهداء...كل العائلات لها أرصدة من الدم الخضيب الزاكي، وكل عائلات الضفة تودع دم أولادها في مصرف الشهادة..هنالك لايوجد وديعة مستردة، هم أصلا لايريدون استرداد الودائع...هم يرسلون الأرباح للأرض والزيتون والأقصى، يرسلون أرباح هذا الدم لوطنهم فقط...لأن الودائع كلها توضع باسم فلسطين وحدها.

يوجد أيضا أرقام نمو فلكية..يقولون أن الصين هي الأعلى في العالم كونها تحقق ما يقارب من 12% سنويا، هذا هراء..لأن النمو في فلسطين لا يقاس بالرقم...يقاس بعدد الركعات التي تزداد مع زيادة بطش الإحتلال، ويقاس بعدد المصلين الذين يؤمون المسجد الأقصى..ويقاس بعدد المنازل التي تهدم...نعم كلما هدم منزل في فلسطين، بنى لهم المجد ألف منزل..وكلما سقط جدار بفعل (جرافات الإحتلال)..رفعوا في المشهد العالمي ألف مدماك للكبرياء..أصلا فلسطين هي الدولة الوحيدة في العالم التي لايجرؤ أحد على تسلق أسوارها، وكيف يتسلقونها واخرها السماء?

لايوجد بطالة في فلسطين، من لايجد عملا يخرج للشارع ويقاتل...وصدره يكون عرضة للطلقات الغادرة، ومع ذلك لايحصل على راتب ولا على صعوبة عمل، لايحصل على علاوة مهنة...هل يوجد للفدائي علاوات متعلقة بصعوبة العمل؟...في فلسطين وحدها من المستحيل أن تجد من كل أجيالها شخصا لم يقاتل بالحجارة...من المستحيل أن تجد مواطنا لم يشتبك مع جنود الإحتلال أو يتعرض للإعتقال...هؤلاء شعب لديهم وظيفة واحدة وهي القتال. لهذا الحجر في فلسطين أغلى من الذهب، دلوني على شعب واحد في العالم جعل للحجر قيمة أعلى من قيم الأسهم في ناسداك، وبورصة نيو?ورك...وبنوك سويسرا.

أيضا هنالك لايوجد ما يسمى بثقافة العيب، لأن الذي ولد خادما للأرض والقضية..لايخجل من أن يكون كذلك، بل على الذي ولد خائنا للأرض والقضية أن يخجل...ومع ذلك كله تحمل الطبيبة الفلسطينية والمهندسة والعاملة والأم (الطناجر) في صلاة المغرب، وتسكبها للمرابطين في الأقصى...وحين ينهون إفطارهم، تقوم بمسح الأرض وإطعام الطير ما تبقى من الأرز..وفي العالم العربي للأسف حتى تطبخ سيدة - ضمن برنامج تافه - وصفة على التلفاز لابد أن تمر بألف محل للمكياج، ولابد أن ترتدي لباسا مدعوما من أرقى الماركات...ولا بد أن تكون الإضاءة متناسقة ?ن لون أحمر الشفاه.

أريد أن أنقل استثماراتي لفلسطين، أنا حقيقة لا أملك شيئا سوى (القشل) ولكني أملك دمي ودمي ربما سيقدره اقتصاد الشهداء، اقتصاد الفداء، اقتصاد الزنود والأكف الضارعات إلى الله..اقتصاد الأنفس العزيزة، والأقدام التي يحملها التراب هونا...لأن أهلها كانوا الأوفى للتراب.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات