رمضانيات 12: رمضان والصدقة
م. انس معابرة.

الصدقة عمل كباقي أعمال الخير؛ مطلوبة طوال العام، ولكن تزداد الحاجة اليها خلال الشهر الكريم، لأن الجميع يصومون، الغني والفقير على حد سواء.

عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ الناسِ، وكان أَجْوَدَ ما يكونُ في رمضانَ حِينَ يَلْقاهُ جبريلُ، وكان يَلْقاهُ في كلِّ ليلة مِن رمضانَ فَيُدارِسُه القرآن، فَلَرسولُ الله صلى الله عليه وسلم أجْوَدُ بالخير من الريح المُرسَلة".

هل لك أن تتخيل أسرة فقيرة لا يجدون ما يتسحرون عليه؟ أو أن يكتفوا ببعض قطع الخبز واللبن؟ ثم يصومون النهار الطويل الحار، وفي النهاية لا يجدون ما يفطرون عليه؟

لذلك علينا أن نبحث عن هؤلاء المحتاجين الحقيقيين الذين لا يطلبون الإحسان من أحد، تماماً كما وصفهم الله في كتابه العزيز حين قال عز وجل: "يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا"، وأن نقدم لهم المساعدات التي تعينهم على الصوم والصلاة خلال الشهر الفضيل، وأن نغنيهم عن مد اليد والسؤال بين الناس.

ولدينا اليوم بحمد الله مؤسسات خيرية متخصصة تقوم على جمع الصدقات، وتوجيهها الى المحتاجين الحقيقيين، حيث تحتفظ تلك المؤسسات الخيرية بقوائم لبيوت الأرامل والمساكين والأيتام الذي لا يجدون دخلاً يكفيهم، وتتعهدهم تلك المؤسسات بالصدقات التي يقدمها المحسنون.

ومن الممكن تخصيص مبلغ للصدقة خلال الشهر الكريم وتوزيعه على أيامه المختلفة، أو تعاهد أحد الأسر العفيفة بتزويدها بوجبة الإفطار يومياً، وهو خير كثير وله أجر كبير إن شاء الله.