قد تشغلنا الحياة بتفاصيلها المختلفة عن صلة الأرحام، على إختلاف أنواعها، وقد نكتفي بالإتصال الهاتفي بأرحامنا لفترات طويلة تقترب من العام أحياناً، وهو تقصير كبير بحق الأرحام.

وقد يدب الخلاف بين أفراد الأسرة الواحدة من الأقارب والأرحام لأسباب مختلفة، وتتباعد القلوب كما الأجساد، ويأتي شهر الخير والرحمة ليضع حداً لذلك التقصير وتلك القطيعة.

رمضان شهر كله خير، فتجد العائلة الكبيرة تجتمع الى موائد الإفطار عدة مرات خلال الشهر الكريم، ويجتمع الأرحام والأقارب أيضاً لعدة أيام في منازل مختلفة، وتتصافى القلوب وتذوب الخلافات، وتتحقق صلة الرحم في شهر الرحمة.

إن كنت مقصراً في صلة رحمك؛ فرمضان هو الحل الأمثل بالنسبة لك لإعادة وصل الأرحام، وإن كان هنالك خلاف بينك وبين أحد الأرحام أو الأقارب؛ فبادر خلال هذا الشهر الفضيل لحل تلك الخلافات، وإعادة ما انقطع من صلات.

أما إن كنت واصلاً للأرحام طوال العام، فلرمضان بركة خاصة تدفعك الى بذل المزيد من الصلة، وتوسيع دائرة الصلة مع الأرحام والأقارب.

بقي أن أسير الى نقطة هامة، وهي أن واصل الرحم يحافظ على طيب علاقته مع أرحامه وصلتهم جميعاً على حد سواء إبتغاء الأجر والثواب من الله عز وجل، فلا يصل بناته ويترك أخواته، أو أن يصل عماته ويترك خالاته، بل يصل جميع الأرحام ويوزع أوقات فراغه بينهم، والأقربون أولى بالمعروف دائماً.