هل استسلمت بريطانيا لرياح التغيير؟


جراسا -

يحدد مصير المملكة المتحدة الآن، رجلان من أبناء المهاجرين من بلدين خضعا في الماضي لما يعرف بالتاج البريطاني.

الأول، هو “ريشي سوناك” الذي صنع التاريخ في الرابع والعشرين من أكتوبر الماضي ، حين أصبح أول رئيس وزراء بريطاني من أصل هندي، و الرجل الثاني هو “حمزة يوسف”، ابن الأصول الباكستانية، والذي أدى في التاسع والعشرين من مارس الحالي، اليمين رئيسا للحكومة في أسكتلندا.

وعلى الضفة الأخرى من البحر، يوجد رئيس وزراء أيرلندا، ليو فارادكار Leo Varadkar، وهو ابن طبيب هندي المولد، ليزيد ذلك من غرابة المشهد الحالي.

كما أن هذا التغلغل الجنوب آسيوي في دوائر السياسة البريطانية يتمثل في زعيم حزب العمال الأسكتلندي المعارض “أنس ساروار” Anas Sarwar ، وهو أيضا ابن لمهاجرين باكستانيين.

و أيضا لوزيرة الداخلية البريطانية “سويلا برافرمان” Suella Braverman جذور هندية، بينما ولد عمدة لندن “صادق خان” لعائلة مهاجرة باكستانية.

ومع وجود سوناك ويوسف على رأس السلطة، يخشى من صراعً مرتقب بين ابن المهاجر الهندي ونظيره الباكستاني ، الذي قال في أول تصريحاته “سنكون الجيل الذي يحقق استقلال أسكتلندا”.

إذا تمر بريطانيا الأن بلحظة فارقة ، فيها تستسلم قلعة التقاليد الملكية لرياح التغيير و متطلبات العصر .. فهل سيدير أبناء المستعمرتين السابقتين الأمور بعقل الحاضر ، أم بإرث ما كان في الماضي ؟ .
رغبة في التغيير
ومن لندن، قال باباك إماميان، الباحث في الشؤون البريطانية والعلاقات الدولية، إن ريشي سوناك، وحمزة يوسف، كلاهما من الهند وباكستان، وهي رسالة لتؤكد أن البريطانيين يريدون التغيير.
وأضاف في برنامج (مدار الغد) أن البريطانيين يبحثون عن أشخاص ذو كفاءة حتى لو كانوا مهاجرين، موضحا أنهم يشعرون بالاحباط من السياسيين أصحاب الجنسية الأصلية.
وأوضح أن اخيتار الأقلية رسالة كبيرة وقوية للسياسيين في المملكة المتحدة وقد تحدث تحولات في السياسة البريطانية.



الكفاءة وهوية سوناك
من جانبه، قال عبد الوهاب بدرخان، الباحث في الشؤون البريطانية، إن ريشي سوناك تولى عددًا من الوزارات، وأثبت جدارة، ولم يكن هناك أهمية لكونه مهاجرًا.
وأضاف عبد الوهاب أنه من الواضخ أن البريطانيين يريدون شخصا يقدم لهم إصلاحًا اقتصاديًا التي تنعكس على حياتهم، مشيرا إلى أنه لا توجد أي خلافات في المملكة المتحدة على السياسة الخارجية.
وأوضح عبد الوهاب أن الكفاءات أهم من هوية الوزير أو ديانته بالنسبة للبريطانيين الراغبين في الإصلاح الاقتصادي والسياسي.





الكفاءة فوق كل شيئ
ومن إدنبرة، ويليام بيتي، الدبلوماسي السابق، إن حمزة يوسف من استكتلندا، وأصول وتراث باكستاني، وهو الامر كذلك مع ريشي سوناك.
وأضاف ويليام بيتي أن البريطانيين اختاروا الاثنين نظرا لكفائتهم بعيدا عن العرق والدين.
وأكد ويليام بيتي أن هذا دليل على أن الكفاءة ستمكن الشخص من الوصول إلى أعلى المراتب والمناصب السياسية بغض النظر عن الهوية الثقافية.
ولفت إلى أن مجيئ سوناك رسالة قوية للسياسيين البريطانيين بأنهم لا يتسمون بالكفاءة.



الخروج من الاتحاد الأوروبي
وفي سياق ذي صلة، قال ديفيد لوي، الباحث في كلية الحقوق بجامعة ليدز بيكيت، إن قرار خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، كان مثيرا للاهتمام.
وأكد ديفيد لوي أن القرار كان في مرحلة انتقالية، وأن البريطانيين هم من صوتوا للخروج من عباءة وتكتل الاتحاد الأوروبي.
وأوضح أن العلاقة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي الآن أكثر تناغما مقارنة مما قبل، لذلك فإن القرار مفيد بالنسبة لبريطانيا.



هل تعود بريطانيا للاتحاد الأوروبي
ويرى، الدكتور شبرمة ياسين، الخبير في الشؤون الأوروبية، إن بريطانيا يمكن أن تعود للاتحاد الأوروبي، بشرط أن تتقدم بطلب من جديد لبروكسل.
وأضافياسين، خلال تصريحات له مع برنامج مدار الغد، أن قرار عودة بريطانيا للاتحاد الأوروبي مستبعد في ظل الحكومة البريطانية الحالية.
كما أشار إلى أن رئيس الحكومة الحالية، ريشي سوناك، كان ينادي بالانفصال عن الاتحاد الأوروبي، فلا يمكن له الآن أن يقوم بنفسه لإعادة بريطانيا للحضن الأوروبي.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات