التحقيق مع 3 أشخاص قاموا بأعمال تخريب في قلعة مكاور - صور


جراسا -

باشر مدعي عام ذيبان التحقيق مع ثلاثة أشخاص ضبطوا أثناء قيامهم بأعمال حفر وتخريب في موقع قلعة مكاور الأثري وفق مصدر في دائرة الآثار العامة لـ"جراسا".

وبين المصدر أن أعمال التخريب طالت الموقع من قبل مجهولين منذ العام 2018 ، مشيرا الى أن موقع القلعة في منطقة نائية ساعدت وسهلت على المخربين القيام بأعمالهم.

ولفت الى أنه ومنذ بدء أعمال التخريب كانت ولازالت مديرية آثار مادبا تتابع مع الجهات الأمنية والمعنية ، وعدة مرات يتم مطاردة المخربين إلا أنهم كانوا يستغلون فترات المساء والليل للاختباء في الوديان الوعرة ، مستغلين عدم وجود الإنارة في تلك المنطقة .

وأوضح المصدر أنه في إحدى المرات التي طورد بها المخربون من قبل حراس الموقع ورجال الأمن العام ، قام المخربون بإطلاق النار صوب الحراس ورجال الأمن ، منوها الى أن عملية متابعة المخربين كانت أشبه بعمليات الكر والفر بينهم وبين الجهات الأمنية.

وكشف المصدر عن أنه سيتم اتخاذ إجراءات جديدة لمنع الاعتداء على القلعة ، أولها تنفيذ مشروع إضاءة القلعة الذي خصصت لهم أموال ضمن ميزانية العام الحالي ، وسيباشر به الأسبوع المقبل ، كما أنه تم مخاطبة الأمن العام لاستحداث دورية أمن ثابتة في الموقع.

وكانت صور وصلت لـ"جراسا" وثقت الحال المأساوي الذي وصلت له القلعة والمنطقة المحيطة بها جراء أعمال التخريب.

وقال مدير مركز ميشع للدراسات والأبحاث ضيف الله الحديثات لـ"جراسا" أنه تم تخريب أكثر من ٨٠٪ منها، وإزالة أعمدتها لا بل جميع الشواهد التاريخية للحضارات التي تعاقبت عليها، ولم يعد فيها شيئا، الا اطلالتها على مدينة القدس والذكريات وما نقرأه عنها في بطون الكتب !!

وتقع مكاور على بعد 35 كم إلى الجنوب الغربي من مدينة مادبا وعلى بعد 70 كم من العاصمة عمان وهي محاطة بالأودية والكهوف وتقع بين وادي زرقاء ماعين، ووادي الهيدان وتشرف على البحر الميت وعلى الضفة الغربية.

أما جبل مكاور فيقع ضمن منطقة قضاء العريض في لواء ذيبان على قمة جبل مخروطي الشكل أطلق عليه الساميون اسم مكاور وذلك لاستدارته، واليونان قاربوا بين هذا الاسم وبين كلمة يونانية تشبهه لفظا وهي مكايروس ومعناها السيف وفي الفترة البيزنطية عرفت مكاور باسم ماكابيروس ومنها لفظة مكاور العربية، إما قرية مكاور ذاتها فهي مبنية على أنقاض الموقع الأثري حيث تحتوي عل العديد من الكنائس البيزنطية ومن أهمها كنيسة ملاخيوس والتي تقع ضمن البيوت التراثية المنتشرة في القرية.

ووفقا للروايات التاريخية، فقد بنيت قلعة مكاور عام 90 قبل الميلاد على يد القائد الحشموني الاسكندر جانيوس لتكون مركزا لمقاومة الرومان، إلا ان الرومان استولوا عليها عام 57 قبل الميلاد ودُمرت على يد القائد الروماني «بومبي». لكن هيرودس الكبير أعاد السيطرة على القلعة خلال الفترة 25- 13 قبل الميلاد وأعاد بنائها وبنى عليها سورًا ضخمًا يحيط بها من جميع الاتجاهات، وبعد ذلك آلت القلعة إلى ابنه هيرودوس انتيباس الذي تسلم مقاليد الحكم، ثم دخلتها الجيوش الرومانية بقيادة لوسيوس باسوس في عام 71م ميلادية، إلا انه لم يتبق منها إلا بعض الآثار مثل بقايا القصر والأبراج والأقنية والساحات والبرك والأعمدة.

وبقدر أهمية القلعة التاريخية والاثرية فإن اهميتها الدينية أكبر شأنا إذ تشير بعض المصادر الدينية أن النبي يحيى (يوحنا المعمدان في المصادر المسيحية) قد سُجن في القلعة، وفيها قام الملك هيرودوس بقطع رأسه، وتشير روايات إلى أنه رأسه نقل إلى دمشق حيث دفن في موضع ضمن الجامع الأموي، كما تؤكد العديد من الروايات التارخية والدينية أن النبي يحيى كان يقيم في منطقة بيت عنيا على الجانب الشرقي من نهر الأردن ضمن منطقة لواء الشونة الجنوبية في وادي الخرار.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات