شرق أوسط جديد في حقبة الأزمة العالمية


جراسا -

في ظل مناخ من الترقب والتوقعات حول مولد نظام عالمي جديد، تبدو منطقة الشرق الأوسط «حالة خاصة» على هامش تشكيل النظام الدولي «المرتقب» ولاته بتداعيات الحرب في أوكرانيا واشتعال حرارة الحرب الباردة بين الغرب بزعامة الولايات المتحدة من جانب، وبين روسيا والصين من جانب آخر. والأوضاع الراهنة عالميا تلقي الضوء على أحوال المنطقة تحت مسمى « شرق أوسط جديد في حقبة الأزمة العالمية».

لذا سيكرس مؤتمر «نادي فالداي» التقليدي المقبل، حول الشرق الأوسط، على قضايا مهمة للغاية للوضع الحالي في المنطقة، بحسب تصريحات رئيس مجلس إدارة مؤسسة «فالداي»، أندريه بيستريتسكي.

يذكر أن منتدى «فالداي» للحوار، تأسس عام 2004 وسمي باسم بحيرة فالداي، الواقعة في منتصف الطريق تقريبا بين موسكو وسان بطرسبرغ، حيث عقد أول اجتماع للمنتدى.. ويهدف المنتدى إلى تعزيز الحوار بين النخب الفكرية الروسية والدولية وتقديم تحليل علمي موضوعي مستقل للتطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في روسيا والعالم.
غياب النهج الموحد لتشكيل نظام عالمي جديد

وبات واضحا، أن من أهم سمات الأزمة العالمية الحالية، أنها تحدث في عالم ليس له مثيلا من قبل. وليس أقل وضوحا غياب النهج الموحد لتشكيل نظام عالمي جديد.. لذلك، يجب النظر إلى الوضع في الشرق الأوسط في سياق الوضع العالمي المتمثل في «التخلص من» النظام العالمي السابق، بحسب تحليل رئيس مجلس إدارة مؤسسة «فالداي».

الشرق الأوسط يمر اليوم بمرحلة مهمة للغاية
وأضاف الخبير الدولي «بيستريتسكي»، لصحيفة «أزفستيا» الروسية، إن الشرق الأوسط يمر اليوم بمرحلة مهمة للغاية، وهي، من نواح كثيرة، مرحلة جديدة.. نعم، لا يزال هناك العديد من الصراعات والتناقضات وآثار الإرث التاريخي الثقيل للغاية. لكن في الوقت نفسه، يتحدث بعض الخبراء بثقة عن «شرق أوسط جديد»، وهناك أسباب لذلك.

وفوق كل ذلك، الديناميات المدهشة للتنمية في العديد من دول المنطقة.
استقرار الشرق الأوسط مرتبط بالاستقرار العالمي

في الجوهر، يدور النقاش حول التنظيمات السياسية للمجتمع القابلة للتطبيق في الشرق الأوسط، والتي نلاحظ أنها تتميز بتنوعها الكبير.. من الواضح أن تركيا مختلفة تمامًا عن مصر، والسعودية عن العراق.

ولكن رغم تنوعها، فإن كل هذه الدول تبحث عن الاستقرار، وهذا يتطلب المزيد من الاستقرار العالمي العام والقدرة على التنبؤ، فهذه الدول مندمجة بعمق في الاقتصاد العالمي، وليس فقط في مجال إمدادات الطاقة.
التنمية المستدامة جوهر «الشرق الأوسط الجديد»
وتابع ««بيستريتسكي»: إن البحث عن فرص للتنمية المستدامة هو الجوهر الدلالي لسياسة بلدان «الشرق الأوسط الجديد»، ومن اللافت أنهم لا يسعون إلى العزلة على الإطلاق، إنما على العكس من ذلك، إلى توسيع العلاقات مع العالم الخارجي، بشكل متوازن تكون فيه هذه الدول قادرة على بناء الواقع الذي تريد العيش فيه بشكل مستقل.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات