سوريا .. الشعب محاصر بين كارثة الزلزال والتناحر السياسي


جراسا -

في خضم المآسي الكبرى، واجبٌ إنسانيٌ لم يطلب منسقُ الأمم المتحدة في سوريا أكثرَ منه. لأنه الوحيدُ الذي يُبقي الأمل حياً بإنقاذ المزيد ممن انهال عليهم الركام.

المصطفى بن المليح طالب بأن يُسمح لوكالات الإغاثة أن تعمل، وأكد أنه لا يمكن تحمل الانتظار والتفاوض، لأنه في الوقت الذي يجري فيه التفاوض، يكون قد قُضي الأمر بالنسبة لآلاف الضحايا. وهذا ما يحصل مع كل ساعة تمر من قبل أن تمتد يد العون الى المنكوبين.

وأول المساعدات لم يشق الطريق الى المناطق الشمالية الغربية من سوريا إلا مع مطلع هذا اليوم، من معبر تركي واحد.

منسق الأمم المتحدة قدم انتقادات صريحة لواقع أن العقوبات المفروضة على سوريا حالت دون وصول مساعدات مادية بملايين الدولارات الى المتضررين من الزلزال.

وزير الخارجية السوري فيصل المقداد خاطب غير بيدرسون المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا بالقول إن الوقت الآن هو وقت المساعدات لا العقوبات.

ما دفع بيدرسون الى القول إنه مستعد للقيام بكل ما يلزم لحشد المساعدات التي تمكّن سوريا من مواجهة تداعيات الزلزال.

وحيثما أثنى المقداد على الدعم الذي تلقته بلاده من الدول العربية الشقيقة، فإن هذا الدعم هو وحده الذي وصل الى سوريا بالفعل في غضون ساعات من وقوع الزلزال.

وذلك بينما كانت دون العالم الأخرى تتفاوض مع نفسها بشأن العقوبات وما إذا كان يمكن تجاوزها لأغراض إنسانية.

الركام جعل المأساة موكبا لصرخاتٍ عاليةِ الموجةِ لعلها تُسمع في بروكسل، فأعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير-لاين أن الاتحاد الأوروبي يعتزم استضافة مؤتمرٍ للمانحين مطلع مارس المقبل في بروكسل لجمع مساعدات دولية لسوريا وتركيا بعد الزلزال، وحتى ذلك الوقت، فإن مَنْ كان يمكنُ انقاذُهم، قد أصبحوا في عِداد الأمل الضائع.

ومن القاهرة أكد محمد عز العرب رئيس وحدة الدراسات العربية والإقليمية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أنه قد آن الآوان أن تكون جامعة الدول العربية أحد الطرق الرئيسية لمساعدة سوريا.

وأضاف عز العرب، خلال تصريحات له مع برنامج وراء الحدث، أن أزمة الزلزال في سوريا أزالت الحاجز الدبلوماسي والنفسي بين الدولة السورية وكثير من الدول العربية.

وشدد على أن الدول العربية سوف تكثف مساعداتها الإنسانية والاقتصادية إلى سوريا خلال الأيام المقبلة.

وأشار إلى أنه يجب على جامعة الدول العربية تخصيص صندوق للكوارث يدعم أي دولة تمر بكارثة طبيعية بشكل غير متوقع.

ومن مدينة سرمدا بريف إدلب أكدت ندى الراشد عضو مجلس إدارة والمتحدثة بإسم الخوذ البيضاء، أنه لم تصل مساعدات إنسانية حتى الآن إلى الشمال السوري.

وأوضحت الراشد، خلال تصريحات لها مع برنامج وراء الحدث، أن شمال سوريا لم تستقبل إلا فريق مصري من الخبراء لتقديم المساعدات للأهالي والضحايا.

وأضافت أن الأمم المتحدة لم تقدم مساعدات خاصة لضحايا الزلزال، مؤكدة أن هناك وعود دولية لم تنفذ على أرض الواقع لدعم الشمال السوري.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات