أيهما أقوى الأردن ام إسرائيل؟


 

المحامي محمد الصبيحي

يبدو السؤال مثيرا للضحك في نظر كثيرين فاسرائيل النووية والجيش المدرع الحديث والدعم الأمريكي غير المحدود لا مجال فيه المقارنه مع الأردن المحدود الموارد الرازح تحت مديونية ضخمة.

ولكن جوابي على السؤال ان الأردن الدولة أقوى من إسرائيل الدولة.

موازين القوة ليست الجيش والسلاح فقط وإنما الشعب وقوة تجانس فئاته ووحدته الوطنية وعناصره الشابة.

إسرائيل أيها السادة دولة آيلة للسقوط يتجمع سكانها ونشاطا الحيوي والاقتصادي في دائرة الوسط حول تل أبيب والقدس وحيفا وتعجز حكوماتها عن نقل الكثافة السكانية إلى الجنوب حتى بات النقب الخاصرة الضعيفة للدولة المصنوعة استعماريا

وبات الضغط على الخدمات والبنية التحتية في منطقة الوسط كبيرا خاصة مع الحاجة إلى مساحات واسعة من الأرض لمعسكرات الجيش والمطارات الحربية وباتت الحاجة إلى مصادر المياه في ارتفاع مستمر.

إسرائيل اليوم تختنق في منطقة الوسط ولذا فإن الاستيطان ليس قضية دينية او سياسية فقط وإنما حل لمعضلة سكانية، وباتت مصادر المياه في الضفة الغربية هي الحل لأزمة مياه تلوح في الأفق .

من هنا فإن حل الدولتين يعني ان تتنازل إسرائيل عن مساحات واسعة من الأراضي وعن مصادر مياه وشواطئ على البحر الميت وهذا يعني انتحار اسرائيلي سكاني اقتصادي بيئي.

ولكن فإن البقاء بدون حل مع الفلسطينيين يعني انهيار الوضع القائم على اتفاقات أوسلو وربما سقوط السلطة الفلسطينية وتطور المقاومة السلبية إلى مقاومة مسلحة بدأت ملامحها في الأفق وهذا يعني هجرة إسرائيلية معاكسة إلى أوروبا وأمريكا على نطاق واسع وانهيار أمني خطير في المنطقة حتى .

- إسرائيل في أزمة مصيرية فعلا لدرجة ان كثيرا من السياسيين والمفكرين يحذرون من حرب أهلية و قرب سقوط الدولة اليهودية واضيف بأنني لا استبعد يوما يطلبون فيه قوات أمن اردنية للفصل بين اليهود المتقاتلين.

ان العداء بين فئتين من المجتمع الاسرائيلي لا يقل ابدا عن العداء مع العرب الفلسطينيين والكراهية بين الاسرائيليين لبعضهم بعضا لا تقل عن كراهيتهم للعرب.
انها فعلا دولة آيلة للسقوط ولكن بعض العرب لا يقرأون ولا يفكرون وعلى عيونهم غشاوة أمريكية فيسارعون إلى التطبيع وبناء علاقات يظنون انها الملاذ الآمن من خطر خارجي.

نعود إلى السؤال فنقول ان الدولة الاردنية أقوى لان شعبها متآلف متماسك عناصره شابة متجددة وثقافته موحدة ولا خطر لحرب أهلية لذا فهو الاقوى في المدى البعيد.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات