جراسا -

الاندية تصعّد من حراكها وتعلق ناقوس الخطر مبكرا ...

معونة الاحتراف لم تعد تكفي (المحترفين)

اعتدنا ومنذ تطبيق قانون الاحتراف على عقد الجلسات التشاورية بين الاندية واتحاد اللعبة حيث ما زالت ترى الاندية نفسها (مظلومة) نتيجة تطبيق الاحتراف قبل ثلاثة مواسم ويبدو انها في الموسم الحالي عازمة على حسم الكثير من الامور حيث بكرت في اجتماعاتها وصعدت من توصياتها حيث طالبت مؤخرا بتشكيل محكمة رياضية ذات حيادية واستقلالية قبل انطلاق الموسم المقبل, وطالبت الاتحاد بالغاء عقود اللاعبين المحترفين الحالية, وترك الاجهزة الفنية في الاندية تحدد سقف الرواتب على اساس ثلاثة مستويات 600 دينار, 450 دينارا, 350 دينارا, كما طالبت الاندية بعضها بعضا باحترام التعاقدات ومنح كل ناد فرصة التفاوض مع لاعبيه قبل تجديد العقود.
 من جهته اكد الاتحاد ان تعليماته لا تتضمن ما ينص على وجوب وجود مقدمات لعقود اللاعبين لكن (المشكلة) الحقيقية تكمن في كيفية تعامل الاندية مع اللاعبين لا سيما وانها تقوم باجراء المفاوضات (من تحت الطاولة) حاليا لكسب ود بعض النجوم الذين ظهروا بصورة ايجابية في الموسم الحالي واذا ما انجح احد الاندية في اتمام صفقة تعاقد مع اي من نجوم الكرة فسيصبح الاتفاق في مهب الريح.
قرار الغاء مقدمات العقود وتداعياته هل سيساعد الاندية على مواصلة مشوارها ام سيكون القرار شكليا من دون تطبيق عملي ? وما مدى تأثيره على اللاعبين? وكيف ستعالج الاندية العقود القديمة التي ابرمتها مع لاعبيها وتتضمن مقدمات عقود تقدم على دفعات ? هذه الاسئلة حاولنا الاجابة عليها من خلال اطراف اللعبة فجاءت اراؤهم على النحو التالي:
الحوراني.. الاحتراف منقوص
من جهته اكد وكيل اللاعبين سامر الحوراني ان منظومة الاحتراف لم تكتمل في الدوري المحلي حيث بين ان اللاعب المحترف هو من يلبي نداء ناديه ويلتزم بتدريباته ولا تكون له اي ارتباطات اخرى مع اي جهة كانت ولا يحق للاعب الاحتجاب عن تدريبات فريقه او الامتناع عن خوض اي لقاء له بحجة عدم حصوله على مستحقاته المالية فيجب عليه الالتزام واذا كانت لديه شكوى يجب ان يتقدم بها الى الاتحاد من دون اتباع سياسة لي الذراع.
واضاف الحوراني ان اللاعب المحلي ما زال يسير بفكر الهواة ,اما فيما يتعلق بقرار اتحاد اللعبة الاخير بالغاء مقدمات العقود فيرى الحوراني ان على ممثلي الاندية والاتحاد ان يجلسوا مع اللاعبين ووكلائهم في جلسة تشاورية لوضع الخطوط العريضة لتطبيق هذة الالية بالاتفاق تتعلق بالرواتب وتوحيدها من خلال تقسيم اللاعبين الى فئات اولى وثانية وثالثة.
ويرى الحوراني ان هناك اندية مستعدة للتعاون واندية اخرى ربما تقرر استغلال مثل هذا القرار بفتح سوق الانتقالات واستقطاب اللاعبين بمقدمات عقود لاغرائهم بالحصول على خدماتهم وذلك لامكاناتهم المادية التي تفوق بعض الاندية الممتازة.
وختم الحوراني حديثه مؤكدا ان المستوى الفني لبطولة دوري المحترفين انخفض نتيجة بحث اللاعبين عن تسويق انفسهم بعيدا عن مصلحة فرقهم في الوقت الذي تأثرت فيه الكثير من الاندية من قانون الاحتراف.
خالد يوسف.. القرار سيولد ازمة
من جهته اكد مدرب اليرموك خالد يوسف ان القرار الاخير لن يفيد الاندية فلا يمكن ان تراقب لاعبيها بعدم الاتفاق (الخفي) بمقدمات العقود مع نهاية الموسم واضاف يوسف ان الاندية هي المتضرر الاول والاخير من تطبيق قانون الاحتراف من دون وجود الدعم الكافي للاندية وعدم انصافها في الوقت الذي استفاد اللاعبون من هذا القانون كونهم في الدرجة الاولى ليسوا بالمحترفين نتيجة ارتباطاتهم مع جهات عمل اخرى ويتم تحديد مواعيد التدريبات بما يتناسب مع عملهم وليس بما يتناسب مع خطط الاجهزة الفنية.
ودعا يوسف اندية المحترفين الى الجلوس الى طاولة الحوار ومناقشة قرار الاتحاد والخروج بميثاق شرف يلزم الجميع باصول وطرق التعاقدات مع اللاعبين بما يتناسب مع امكانيات الاندية كافة حتى يحافظوا على قوة البطولة المحلية التي هي بالاساس رافد للمنتخب الوطني وكلمة السر في نجاح اتحاد كرة القدم.
مفاوضات رغم القرار
نستطيع تأكيد وجود مفاوضات بين بعض الاندية ونجوم دوري المحترفين ممن تنتهي عقودهم مع نهاية الموسم الجاري وتضمنت تلك المفاوضات مقدمات عقود رغم صدور القرار من الاتحاد الذي يقتضي عدم قانونية مقدمات العقود.
وقد اسر بعض اللاعبين رافضين الكشف عن هويتهم لـ (العرب اليوم ) عن قطع شوط كبير من تلك المفاوضات للانتقال لاندية المقدمة وابدوا رفضهم لقرار الغاء مقدمات العقود وموجهين انتقادات كبيرة لانديتهم التي ما زالت تبحث وتتفاوض مع لاعبين محترفين اجانب تقدم لهم امتيازات كبيرة ولا تتذمر وتقف حدود عطاياهم عند اللاعب المحلي مؤكدين ان المحترفين الاجانب ليسوا افضل من المحليين.
الاندية تواصل حراكها
بعد الاجتماع الذي ضم رؤساء اندية المحترفين واستضافه نادي الرمثا وكان من ابرز توصياته مطالبة الاتحاد بتوزيع مبلغ 2 مليون و200 الف دينار على الاندية المحترفة, التي تتضمن حق رعاية مجموعة المناصير للدوري اضافة الى اتفاقية البث التلفزيوني.
وطالبت بتخصيص جوائز البطولات من العائدات التي يحصل عليها الاتحاد كدعم من اللجنة الاولمبية والاتحاد الدولي فيفا, لا ان يتم اقتطاعها من عائدات الريع والبث التلفزيوني.
وشكلت الاندية لجنة مكونة من طارق خوري وصائب عبيدات وتامر العدوان, بهدف الاجتماع مع المعنيين في اتحاد الكرة لبحث اللائحة الداخلية لنظام الاحتراف, بهدف اجراء بعض التعديلات عليها ومن المقرر ان تجتمع مجددا في مقر النادي الفيصلي لمتابعة مطالبهم.
80 الفا دعم الاتحاد
تجدر الاشارة الى ان اتحاد اللعبة يقدم لكل ناد في دوري المحترفين مبلغ 80 الفا ليتم توزيعها على اللاعبين (الـ  16) على شكل معونة احتراف حيث يرى الاتحاد ان اللاعب سيتقاضى مبلغ 400 دينار ولم تنظر او تنص على ضرورة وجود مقدمات للعقود حيث اجتهدت الاندية في استقطاب اللاعبين بمقدمات عقود وصلت الى ارقام قياسية في دورينا اضافة الى رواتب مرتفعة وصلت الى 600 دينار.
وبالنظر الى متوسط مقدمات عقود اللاعبين نجد انها تستنزف معونة الاتحاد للاندية فعلى سبيل المثال مهاجم نادي الوحدات محمود شلباية وقع على عقد لمدة موسم واحد مقابل 30 الف دينار اي ان شلباية اذا ما اضيف اليه الحارس عامر شفيع فان معونة الاحتراف لنادي الوحدات تذهب لهذا الثاني وقد لا تكفي.
وهذا ما ينسحب على نادي شباب الاردن الذي ضم عبد الله ذيب بمقدم عقد بلغ 20 الف دينار بما يعني ان المعونة لا تكفي بالنسبة لشباب الاردن لضم اكثر من ثلاثة لاعبين?!
فيما وقع مؤيد ابو كشك على كشوفات الفيصلي مقابل مقدم عقد بلغ 85 الفا اي انه تجاوز معونة الاتحاد بخمسة الاف دينار.

السالم: معالجة الوضع
قال امين سر الاتحاد خليل السالم انه لا يوجد في لائحة الاحتراف نص حول عقود اللاعبين مبينا ان هناك تضخما كبيرا في العقود الحالية للاعبين مشيرا ان الاتحاد يتطلع بالتعاون مع الاندية لمعالجة الوضع واضاف هناك توجه لاستمرار العقود  بعد دراستها بعناية من حيث المبالغ والمدة نظرا لتأثيرها على الاندية.
واشار السالم ان الاتحاد يقدم دعما ماليا بقيمة (80) الف دينار سنويا للاندية في ظل وجود (16) لاعبا محترفا لكل ناد ويتقاضى اللاعب الواحد حوالي (400) دينار.
سمارة: لا لعقود اللاعبين
واشار رئيس نادي الرمثا عبدالحليم سمارة ان الاتحاد لم يقدم الدعم الكافي للاندية للانباء بالتزاماتها بالشكل الكامل وقال ان الاتحاد مسيطر على اموال الاندية مبينا ان حصة الاتحاد 30% من المبالغ كافة مشيرا ان الاندية  لم تقم بدفع عقود اللاعبين اذا لم نستلم المبالغ من حصتنا كاملا دون نقصان مؤكدا ان الاتحاد ليس له الحق في التدخل بعقود اللاعبين واضاف ان الاحتراف ضعيف لدرجة كبيرة لغياب الملاعب الرئيسة والتدريبية لكل ناد ووسائط النقل والدعم المالي والاستثمار وطالب المعنيين بالعمل على توفير عوامل نجاح الاحتراف قبل تطبيقه.
خوري: القرار يعود للاتحاد
قال رئيس نادي الوحدات طارق خوري انه لم يتم الاتفاق على الغاء عقود اللاعبين مبينا ان هناك عرضا وطلبا فيما يخص تلك العقود مؤكدا ان قرار الغاء العقود يعود لاتحاد كرة القدم الذي يتفهم واقع الاندية.
حتاملة: قرارات حاسمة لا بد منها
قال رئيس نادي الحسين اربد خلدون حتاملة مقدم العقود في الموسم المقبل سيكون مرفوضا جملة وتفصيلا نظرا للضائقة المالية التي تمر بها الاندية مشيرا ان رواتب اللاعبين لا بد من تعديلها بما يتوافق مع متطلبات الاندية وناشد الاتحاد برئاسة الامير علي زيادة دعم الاندية للابقاء بالتزاماتها واضاف ان المرحلة المقبلة ستشهد جلسات عديدة للاندية لاتخاذ القرار المناسب بخصوص مقدمات العقود والرواتب.

(العرب اليوم - يوسف السواركة ونضال عارف )