جراسا -

تنتشر في بغداد ومدن في جنوب العراق ظاهرة سلب السيارات، والتي تقودها عصابات محمية بتغطية سياسية وعشائرية وفق مسؤولين أمنيين، وهو ما يثير قلق السلطات الأمنية المحلية، وخصوصاً أن السرقات تتم في وضح النهار وعلى مرأى المارة.

وبدأت تلك الظاهرة بعد عام 2003 مع انتشار السلاح المتفلّت، إلا أنها تقلصت كثيراً قبل أن تعود من جديد خصوصاً في الفترة الأخيرة، وفق مصادر أمنية عراقية.

الجهود الأمنية
وتحاول السلطات الأمنية مكافحة هذه الظاهرة، فتعتقل بين الحين والآخر، أشخاصاً نفذوا عمليات سرقة لسيارات في العاصمة بغداد وباقي المحافظات. وقبل أيام، تمكنت قوات شرطة محافظة البصرة (جنوب العراق)، من القبض على عصابة نفذت عمليات سرقة سيارات في المحافظة، وذكرت قيادة الشرطة، في بيان، أن "مفارز مديرية شرطة محافظة البصرة تمكنت من إلقاء القبض على عصابة لسرقة السيارات نفذت عمليات عدة في مناطق متفرقة من المحافظة". وأضاف البيان: "تم تصديق اعترافات أفراد العصابة ابتدائياً وقضائياً وتوقيفهم وفق أحكام المادة 446 من قانون العقوبات".

كما أعلنت قيادة شرطة محافظة ذي قار، جنوب البلاد، القبض على عصابة تتألف من ثلاثة متهمين تمارس عمليات الخطف وسرقة السيارات والقتل في المحافظة.



وذكرت القيادة، في بيان، أن "قوة من مكافحة الجريمة في ذي قار وخلية الصقور الاستخبارية، أوقفت بعملية نوعية عصابة متخصصة بجرائم الخطف وسرقة السيارات والقتل، وذلك بعد جمع المعلومات بشأنها وتحديد أماكن وجود أفرادها وتشكيل فريق عمل".

وأوضحت أن "العصابة تتألف من ثلاثة متهمين من سكان محافظة ميسان وضبطت بحوزتهم أسلحة نارية، واعترفوا خلال مجريات التحقيق صراحة بارتكابهم جريمة قتل وجريمة خطف شخص وإطلاق سراحه مقابل فدية مالية بالاشتراك مع متهمين آخرين، كما اعترفوا بارتكابهم جرائم تضمنت سرقة عجلات نوع بيك آب عدد 13، إضافة إلى سرقة بعض المواشي ودراجات نارية".

تجربة مواطن
ويقول المواطن فلاح حسن (50 عاماً) من أهالي محافظة المثنى، والذي وقع ضحية لتلك العصابات: "في الساعة الثالثة بعد الظهر تركت سيارتي (بيك آب فورد) في أحد أرصفة شوارع مدينة السماوة وترجّلت منها لأجل التسوق ولم أكن أتوقع ما يحدث، وبعدما أكملت مهمتي لم أجد سيارتي باستثناء قطع من الزجاج المهشم على الأرض".

ويضيف: "قدمت بلاغاً إلى الشرطة وعدت إلى المنزل. وبعد مرور يوم على سرقتها وردني اتصال من رقم مجهول يطلب فدية مالية قدرها 2000 دولار عبر شخص وسيط بهدف استرجاع السيارة. دفعت الفدية التي طلبوها، ثم اتصل الشخص المكلف أو الوسيط وقال: تجد سيارتك في منطقة (...) تبعد عن المدينة 20 كلم".

ويؤكد حسن أن "عصابات سرقة السيارات تتألف من أشخاص مدعومين من العشائر وحصلوا على السلاح من طريقها، وحتى السلطات الأمنية تتخوف من السلاح الذي تملكه العشائر في المثنى وغيرها من المحافظات الجنوبية"، لافتاً إلى أن الحادث نفسه حصل مع أشخاص آخرين.

أساليب الإيقاع بالمواطنين
من جهته، يؤكد مسؤول أمني في وزارة الداخلية العراقية، طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "تلك العصابات تمارس أساليب عدة للإيقاع بالمواطنين خصوصاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عندما يعلن شخص بيع سيارته في المجاميع أو وسائل أخرى في الطرق الخارجية أو في الأزقة الضيقة".

ويلفت الى أن "الجهات الأمنية فعّلت الجهد الاستخباري لمراقبة تلك العصابات المتخصصة بسرقة السيارات، إضافة إلى إجراءات التدقيق للسيطرة وصولاً إلى الكاراجات المخصصة لوقوف أو مبيت السيارات".

وأوضح أنه "خلال العام الماضي تم تسجيل أكثر من 100 حالة سرقة لسيارات في مختلف المحافظات العراقية، وتعمل السلطات الأمنية للحد من هذه الظاهرة واعتقال المتورطين بها".