بالإصرار وصولاً إلى قمة النجاح


آية صوالحه

رجل العلم البارز الذي أفاد الكثير من طلابه وطالباته في عدّة جامعات، كانت جامعة اليرموك في مقدمتها، وأنار دروب كثيرٍ من المتعطشينَ للعلم والمعرفة، متّخِذًا العلمَ سلاحًا حقيقيًا لتحقيق رسالته السامية، امتلك المهارات، والقلب الصادق، وأفنى حياته في التصدّي لكِّل من يحاول العبث بمفاهيم النزاهة والأمانة والأخلاق والعدالة. آمن بتحرر النفس من الكِبْرِ والأنفةِ الزائفة ، وزيّنها بالمحبة والتسامح والعطاء.


تمكن الأستاذ الدكتور هاشم السلعوس من تجاوز كل الصعوبات التي واجهها أثناء دراساته في ألمانيا بإصراره على تحقيق طموحاته، فشق طريق النجاح وحصل على درجة الدكتوراه في الإعلام الجماهيري من جامعة برلين عام 1979.

وُلِدَ هاشم السلعوس في مدينة نابلس في نهاية عام 1948، ونشأ وترعرع فيها، إلى أن غادرها وهو في السابعة عشرة من عمره إلى ألمانيا التي حصل فيها على شهادة الثانوية العامة، ثمّ تابع مسيرته الدراسية هناك، فحصل على البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في الإعلام الجماهيري.

انتقل من مسقط رأسه عام 1968 إلى مدينة برلين مباشرة، وكانت اللغة الألمانية بدايةًلصعوبات التي واجهها واستطاع تذليلها، فأتقن اللغة وأجادها لاحقًا، متخطيًا أهم عقبةٍ واجهته منذ وصوله إلى ألمانيا، فضلًا عن الجانب المادي الذي شكّل عقبةً كبيرة لَهُ في البداية بسبب سوء الحالة الاقتصادية التي تعرّض لها سكان الضفة الغربية بعد احتلالها عام 1967، حيث تقيم أسرته، ومع ذلك لم ييأس وراح يعمل ويدرس معًا. وكان يسعى دائما للحصول على درجة الدكتوراه ليعود إلى وطنه للعمل في المجال الأكاديمي، وقد وجد تشجيعًا كبيرًا من مدرّسيه الألمان.

وخلال الحوار الذي أُجْريَ مع الدكتور هاشم السلعوس أكّدَ أنّ الغربة والبعد عن الأهل شكّلا له معاناةً كبيرة، استطاع أن يتجاوزها بإصراره على التفوّق والنجاح.

بدأ الدكتور بدراسة الطب البشري، ولكنّ شغفه بالإعلام جعله يتابع مسيرته في حقل الاتصال الجماهيري، فحصل على درجة الدكتوراه وعمل في جامعات ومؤسسات إعلامية ألمانية، إلى أن تواصلت معه جامعة اليرموك، ممثلةً بعميد كلية الآداب ورئيس دائرة الصحافة والإعلام، ليعود للعمل فيها عام 1983، بعد أن اكتسب خبرة في التدريس الجامعي في ألمانيا.

وقد استمر في العمل في دائرة الصحافة والإعلام التي أصبحت تسمى قسم الصحافة والإعلام الذي استقل عن كلية الآداب ليصبح كلية الإعلام حاليًا.

لم يقتصر عمل الدكتور السلعوس على التدريس فقط، ولكنه عمل في المجال الإداري أيضًا، حيث تولّى رئاسة قسم الصحافة والإعلام مرتين قبل أن يصبح كليةً فيما بعد، وتولّى رئاسة قسم الإذاعة والتلفزيون إلى جانب عمله نائبًا لعميد كلية الإعلام دونَ رغبةٍ منه، لاعتقاده بأن العمل الإداري يمكن أن يلحق ضررًا بالتدريس، فقرر الابتعاد عن جميع المناصب الإدارية ليتفرّغ كليّا لمهنة التدريس، وليكون أكثر قربًا من طلابه وطالباته الذين يرى بأنهم سبب وجوده في الجامعة، مؤكدًا على استمرار علاقاته معَ طلابه السابقين والمتواجدين على مقاعد الدراسة، ويرى أنهم يشكّلون ثروته الحقيقية التي جمعها في حياته.

لقد حقّق الدكتور السلعوس جُلَّ ما يصبو إليه بالإصرار والعزيمة والإرادة. وبالرغم من كل العقبات التي كانت تعترض سبيله، وكادتْ أن تعكر صفو أحلامه وتطلعاته، بقي صامدًا وثابتًا على قيمه ومبادئه ولم يُفرّط بها أبدًا.

اختتم الدكتور هاشم حديثهُ بتوجيه بعض النصائحِ لطلبتهِ على مقاعد الدراسة والتي تمثلت بعدم الاعتماد فقط على ما يدرسونه ويحصلون عليه من معلومات في كلية الاعلام, فالإعلامي ينبغي أن يعرف بعض الشيْ عن كل شيء , واكد على ضرورة الاهتمام باللغتين العربية والانجليزية والمطالعة في جميع المجالات, اضافة إلى ان لا يكونوا أبواقاً لأحد وأن يكونوا شخصيات سوية بعيدةً عن التزلف ولإقليمية الضيقة, وأصحاب أقلام حرة, تنصر الضعفاء وتقف بثبات بوجه الغش والمكر والظلم والخداع, ودعاهم لنصرة القضايا الوطنية والقومية والاسلامية بصدق وإخلاص وعدم الانجرار وراء الفاسدين والمفسدين , وعدم التوقف عن المطالبة بحقهم وأن يكونوا أعضاء بنقابة الصحفيين الأردنيين , وعدم التخلي عن أي مبدأ مهما كانت أهميته, والإخلاص في العمل والوفاء للمهنة.
وأخيرًا.. يؤكّد الأستاذ الدكتور هاشم السلعوس أنه لا يوجد ما يمنع من استمرار الأستاذ الجامعي على رأس عمله ما دام يتمتع بصحةٍ جيدةٍ وبقدرةٍ على العطاء، ومواكبة كل جديد في مجال تخصصه.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات