قراءة في تحركات المصالحة بين دمشق وأنقرة


جراسا -

ترصد الدوائر السياسية في أنقرة ودمشق، التوقعات المحتملة لتطبيع العلاقات بين تركيا ودمشق، وهي مساع وصفت بمحاولات «دفن الأحقاد» بعد قطيعة دامت 11 عاما بين البلدين، مع ترقب تشكيل لجان مشتركة من مسؤولي الدفاع والمخابرات ستبدأ اجتماعاتها نهاية الشهر الجاري (يناير/ كانون الثاني) في موسكو، تعقبها اجتماعات في أنقرة ودمشق، وفقا لنتائج اجتماع وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، ووزير الدفاع السوري، علي محمود عباس، برعاية نظيرهما الروسي سيرجي شويجو، وبمشاركة رئيسي المخابرات التركية هاكان فيدان والسورية حسام لوقا، في الأسبوع الأخير من الشهر الماضي (ديسمبر/ كانون الأول).

وتطرح الدوائر السياسية تساؤلات: هل تتم المصالحة بين أنقرة ودمشق؟ وهل يتم تجاوز عقبات الشروط والشروط المضادة؟ وما هي مصالح وأهداف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من الرغبة في فتح القنوات مع سوريا؟ وهل تثق سوريا في نوايا تركيا؟ وما هو دور روسيا وأهدافها من وراء الوساطة بين أنقرة ودمشق؟وغيرها من التساؤلات التي تعلي من شأن الشكوك حول «مساع التطبيع» !!
ويرى مراقبون في الغرب، أنه نظرًا لكون النظام السوري في وضع غير مؤات، فإن نظام الأسد يشك في قيمة تطوير العلاقات الثنائية مع أنقرة..ويبدو أن الفائدة الوحيدة هي منع القوات المسلحة التركية من تحقيق المزيد من المكاسب الإقليمية.



وبحسب موقع «ريسبونسيبل ستايتكرافت» الأمريكي، فإن الدعوات المتكررة للرئيس التركي «أردوغان» لفتح قنوات ثنائية، تشير إلى تحول في السياسة في حسابات أنقرة، حيث يراهن أردوغان، «سيد التحولات في السياسة الخارجية التركية»، على خطاب التطبيع مع الجهات الفاعلة الإقليمية وغيرها من الجهات التي قد تجلب له مكاسب في الانتخابات الرئاسية في تركيا في شهر يونيو/حزيران 2023.

ويهدف خطاب التطبيع من قبل أردوغان إلى إرضاء الأمل الشعبوي في أن تكون تركيا قادرة على إعادة ملايين اللاجئين السوريين المقيمين في البلاد، وبالتالي يصوّر أردوغان كزعيم قد يحقق تغييرًا حقيقيًا.
الرهان على دور روسيا
وبحسب الموقع الأمريكي، فإن شكوك نظام الأسد وإحجام الحكومة التركية عن تقديم تنازلات، تجعل من روسيا المفتاح لحل المأزق. ومثل هذا الدور يناسب الرئيس الروسي «بوتين»، لأنه يريد الحفاظ على موقعه باعتباره الحكم الرئيسي على الساحة السورية. ولذلك سوف تراقب دمشق كيف يستخدم الرئيس بوتين، منطقة «إدلب» للضغط على تركيا للحصول على تنازلات.

تقاطع مصالح أنقرة ودمشق
وبينما يرى الدبلوماسي التركي السابق السفير فكرت اوزير، أن مصالح البلدين قد تقاطعت في هذه الفترة، مؤكدا أن تركيا ستطالب النظام السوري بضمانات قوية لتأمين عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم. وأشار إلى حرص تركيا على تأمين أمنها الداخلي وحدودها مع سوريا، وحرصها أيضا على تأمين عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.

وأوضح الدبلوماسي التركي، أن هذا الموضوع هو رهن المفاوضات الجارية بين الطرفين السوري والتركي
الموقف السوري
والملاحظ.. بينما تدور التصريحات الرسمية التركية، منذ فترة، حول نية أنقرة التقارب مع النظام السوري لمواجهة «تهديدات» التنظيمات الكردية المسلحة الموجودة على الأراضي السورية، فإن دمشق تظهر عدم حماسة لهذه المساعي وتطلق شروطا للحوار مع تركيا.

ومؤخرا أعلن الرئيس السوري بشار الأسد، ان التقارب مع تركيا بوساطة روسية يجب أن يهدف إلى «إنهاء احتلال» أنقرة لأجزاء من سوريا.
دمشق لن تقدم لاروغان هدية مجانية
ومن جانبه، يشير المحلل السياسي والخبير الاستراتيجي السوري الدكتور علاء أصفري، إلى أن تركيا تريد وتطلب بشكل مباشر التطبيع مع سوريا لكنها تعاني من مشكلتين أساسيتين:

الأولى هي الانتخابات الرئاسية، حيث أن الرئيس أردوغان يريد أن يسحب هذه الورقة من المعارضة التركية، وبما أن عدد اللاجئين السوريين تخطى الـ 4 ملايين لاجئ في تركيا فهذا الأمر يشكّل ورقة ضغط عليه قد تؤدي إلى خسارته الانتخابات الرئاسية في يونيو/حزيران المقبل.
والمشكلة الثانية، بحسب أصفري، هي ان الأمن القومي التركي مُهدد بموضوع الانفصاليين الأكراد، لذلك بدأت مراحل التطبيع والمفاوضات أولا بلقاء وزيري دفاع البلدين.

سوريا تفرض 3 شروط

ويؤكد المحلل السياسي والخبير الاستراتيجي السوري الدكتور علاء أصفري، أن موقف سوريا ثابت، فهي غير معنية بالانتخابات الرئاسية التركية لا من قريب ولا من بعيد، ولا تريد ان تقدم هدية على طبق من ذهب إلى الرئيس التركي أردوغان، لكنها أيضا تفرض شروطا..وأضاف لـ «لبنان 24»، هناك 3 شروط سورية واضحة جدا تكلم عنها الجميع بمن فيهم الرئيس الأسد وتتضمن:

احترام سيادة سوريا واستقلالها.. وانسحاب الجيش التركي بالكامل من كافة الأراضي السورية، وإيقاف دعم الجيش التركي للمنظمات الإرهابية شمال غربي سوريا.
وتابع المحلل السياسي السوري: إذا كانت تركيا فعلا جادة في تحقيق الشروط السورية التي أعلنها الرئيس الأسد فنحن ذاهبون باتجاه التطبيع وإقامة علاقات طبيعية وبالتالي حل مشكلة كبيرة، أما ما يحدث شمال سوريا ومصير «الإرهابيين» فهذا شأن آخر يتم بحثه لاحقاً.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات