روسيا وإطالة أمد الحرب .. ؟


 تُعد جمهورية روسيا الإتحادية، الدولة الأكبر حجماً، وقوة، ومساحةً من بين ما كان يُعرف بجمهوريات الإتحاد السوفييتي التي كانت تضم خمسة عشر جمهورية، وأكبرها روسيا الإتحادية، وهي وريثة الإتحاد السوفييتي في مجلس الأمن الدولي، وتملك حق النقض (الفيتو)، باعتبارها من الدول الخمس دائمة العضوية: روسيا، أمريكا، فرنسا، بريطانيا والصين.

فيما يتعلق بأوكرانيا، هي دولة محاذية لروسيا، بل يمكن أن نقول إنها تقع في حضن الإتحاد الروسي، وقد كانت حتى عام (1991) جمهورية من جمهوريات الإتحاد السوفييتي، وبعد الإنفصال استطاعت بعض الجمهوريات المنفصلة عن الإتحاد إقامة علاقات سياسية، واقتصادية مع الغرب.

لو نظرنا الى خط الغاز الروسي الذي يمر بالأراضي الأوكرانية، ويصل الى أوروبا، وكمية الغاز الذي تنتجه شركة غاز (بروم) الروسية، ونسبته (17) بالمئة من إنتاج العالم، وكميات القمح التي تصدرها روسيا وأوكرانيا (ثلث الإنتاج العالمي)، ووقوع أوكرانيا في حضن الأراضي الروسية كما ذكرنا سابقاً، لتأكدنا عندها أن الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا منطقية، وضرورية.

القيادة الروسية تعلم جيداً بأن تحالف القيادة الأوكرانية مع الغرب؛ سيجعل من روسيا دولة معزولة عسكرياً، وسياسياً، واقتصادياً، ويكون من السهولة بمكان القضاء عليها ليصبح العالم كله بيد أمريكا، وما يتبعها من دول تدين بالولاء الكامل للولايات المتحدة الأمريكية.

عندما دخلت روسيا الحرب ضد أوكرانيا، كان باستطاعة القوات الروسية الضخمة، حسم المعركة في بضعة أيام، لكن القيادة الروسية كان لديها قناعة بضرورة إطالة أمد الحرب؛ لاكتشاف كثير من الأمور الغامضة التي كانت تجري بين القيادة الأوكرانية، وحكومات الغرب.

أمريكا؛ كانت وما زالت تنوي محاصرة روسيا، والتضييق عليها اقتصادياً، وعزلها سياسياً، وإشغالها بحرب ربما تطول الى سنوات، بسبب الدعم الغربي لأوكرانيا، لكن القيادة الروسية أوعى بكثير مما يخطط لها، وأعتقد أن في الأسابيع أو الأشهر القادمة، ستقوم روسيا بحسم المعركة بالطريقة التي تراها مناسبة.

بالرغم من أن الغرب يدعم أوكرانيا بالأسلحة، إلا أن النتيجة محسومة لصالح روسيا، لأن أوكرانيا تعتبر أرضاً روسية، لها سيادة محدودة على أراضيها، منذ أن استقلت في بداية التسعينات، ولو وضعنا قوة روسيا وأوكرانيا على كفتي الميزان العسكري، لرجحت كفة روسيا دون منازع.

مسألة الحسم؛ بالتأكيد ستكون لروسيا ، طال الزمان أم قصر، ولن تستطع القيادة الأوكرانية ومن خلفها الغرب وأمريكا؛ تحقيق أي فوائد في هذه الحرب، وسيبقى مفتاح الحل والربط بيد روسيا.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات