الصين تعزز قدرتها العسكرية خارج الحدود


جراسا -

يشتد التنافس بين الولايات المتحدة والصين على الصعيد العالمي، ذلك التنافس الذي وصلت أصداؤه إلى إفريقيا والشرق الأوسط على وجه الخصوص.

ورصد معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى تناميا للوجود الأمني الصيني بالمنطقة كتفا بكتف مع وجود اقتصادي كاسح.

ويعتبر المعهد أن استثمارات الصين في المواني والمجمعات الصناعية في إفريقيا والشرق الأوسط، ظاهرها تجاري لكن باطنها يخدم الأصول العسكرية الصينية في المستقبل.
على سبيل المثال لا الحصر، قامت الصين بنشر فرق عمل بحرية لمكافحة القرصنة في المياه الدولية بالمنطقة، بل ذهبت في 2017 إلى إنشاء أول قاعدة خارجية لها في جيبوتي.

القاعدة الصينية في جيبوتي

من جانبه، قال برنت سادلر المسؤول السابق في البنتاجون، إنه لا يعتقد أن الولايات المتحدة تقلق من وجود قاعدة عسكرية صينية في جيبوتي.
وأشار في تصريحاته لـ”مدار الغد”، إلى أنَّ اهتمامها الأكبر يتمثل في علاقات الصين مع روسيا ومنطقة الشرق الأوسط والمحيط الهندي.


وبحسب معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، فإن أهداف بكين من ذلك هو حماية تجارتها وتعزيز صورتها كقوة عالمية، وإبراز قدراتها العسكرية خارج حدودها.

وهو ما جعل كثيرون يتساءلون: “هل هذا التمدد الصيني هو تغول على النفوذ الأمريكي أم أنه نتيجة لرواية الانسحاب الأمريكي من المنطقة؟
ويرى معهد واشنطن أن على أمريكا دحض ما يتردد عن الانسحاب من المنطقة، وتنسيق زيارات رفيعة المستوى مع الحلفاء هناك، وإعطاء أولوية للاحتياجات الأمنية لشركائها.


إفريقيا والسلاح الصيني

من جانبه، قال المسؤول السابق في الاستخبارات الأمريكية، أنتوني شيفر، إن إفريقيا تفضل السلاح الصيني عن الأمريكي لأنه أقل في التكلفة.

وقال في تصريحاته لـ”مدار الغد”، إن الولايات المتحدة تقوم باستثمارات وتدريبات، حيث إنها لا تبيع السلاح وتغادر.
وينوه المعهد إلى أن طموحات الصين لا تمثل تهديداً لمصالح واشنطن، لكن وجودها الأمني يمثل تحديا خطيرا للنفوذ الأمريكي.
ويمكن الفصل بين الأمرين، عبر إجراء تقييم دقيق لنوع الوجود الأمني ​​الصيني في كل بلد على حدة، لتحديد المخاطر المرتبطة بالمصالح الأمريكية، وبالتالي الرد بشكل متناسب.


مواجهة أمريكية صينية

من جانبه، قال الكاتب والباحث السياسي الصيني إلهام لي، إن هناك تقوية للاقتصاد الصيني في السنوات الأخيرة، كما أن هناك مواجهة مباشرة بين واشنطن وبكين في جميع المجالات.
وأضاف في تصريحاته لـ”مدار الغد”، أنه مع زيادة المصالح الصينية في منطقة الشرق الأوسط، تسعى بكين إلى تعزيز نفوذها العسكري في المنطقة.

وقال، إنَّ التعاون العسكري بين الصين ودول منطقة الشرط الأوسط يمثل حماية للمصالح خارج حدودها.
وتابع: “الاستثمارات الصينية في قارة إفريقيا تجاوزت استثمارات الولايات المتحدة منذ عام 2014 وحتى الآن”.
وأشار إلى وجود أكثر من مليون صيني يعيشون في إفريقيا، والوجود العسكري يمثَّل حماية لهم، مثلما كان الحال في الأزمة الليبية، إذ عملت على مهمة نقل المواطنين الصينيين.

مبادرة الحزام

ويرى الباحث في العلوم العسكرية والاستراتيجية، الدكتور محمد الحربي، أنَّ الصين أنفقت 90 مليار دولار على مبادرة الحزام أو طريق الحرير لربطه ب3 قارات.
وقال، إنَّ الولايات المتحدة الأمريكية ما زالت مسيطرة عسكريا، ويوجد لديها الأساطيل البحرية السابع والخامس والسادس في أوروبا.
وأضاف في تصريحاته لـ”مدار الغد”، أن الصين لن تتفوق عسكريا خارج حدودها على الولايات المتحدة.

وأشار إلى أن واشنطن لديها 800 قاعدة عسكرية خارجية سواء مراكز قيادة وسيطرة أو قواعد عسكرية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات