حكومة اليمين المتطرف تكشف عن وجهها الحقيقي


جراسا -

في أول خطوة تكشف عن الوجه الحقيقي لتوجهات وبرامج حكومة اليمين المتطرف داخل دولة الاحتلال، اقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتشدد، إيتمار بن غفير، مجمع المسجد الأقصى، تحت حراسة مشددة، بينما حلّقت مسيّرة فوقه، وحرص على التصوير وهو يتجول داخل باحات الأقصى، تنفبذا لوعده في إطار «برنامجه المتطرف»، ورغم الاحتجاجات العربية والدولية، لما وصفته بـ «زيارة استفزازية»، إلا أن الدبلوماسي الفرنسي السابق، دانيال ريموفال، حذر من الخطوات التالية «المتوقعة» للحكومة الإسرائيلية الدينية الراديكالية، بالتوسع في دائرة الاستيطان داخل الضفة الغربية المحتلة، وتشديد الحصار الأمني على الفلسطينيين داخل إسرائيل ومن يحمل منهم وثائق إسرائيلية!

ورغم أن بن غفير أجرى زيارات متكررة إلى الموقع منذ دخل البرلمان في شهر أبريل/ نيسان 2021، إلا أن حضوره كوزير بارز يحمل أهمية أكبر بكثير
وكان زعيم المعارضة ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، يائير لابيد، قد حذر من أن زيارة بن غفير قد تثير أعمال عنف.

رسائل اقتحام الأقصى



ويقول مراقبون داخل إسرائيل، إن تواجد «بن غفير» داخل باحات الأقصى، تتجاوز كثيرا مسمى زيارة عادبة أو حتى استفزازية» لأنها تحمل رسالة تحدي واضحة من الحكومة الإسرائيلية الجديدة «الأكثر يمينية وثيوقراطية» في تاريخ إسرئيل حتى الآن ويخشون أن يؤدي ذلك إلى زيادة الانقسامات الداخلية والنزاع مع الفلسطينيين، بل وتثير قلق شرائح عريضة داخل إسرائيل أيضا!
تمدد الاستيطان

وفي انعكاس للقلق المتزايد من أن إسرائيل ستتجه أكثر نحو اليمين المتطرف، فقد اتجهت التحذيرات نحو «التوسع في الاستيطان».. وعلى مدى العقود الماضية، وسعت إسرائيل بناء المستوطنات في الضفة الغربية في ظل جميع حكوماتها. ويمكن للائتلاف الجديد أن يدفع أكثر باتجاه توسيع المستوطنات وإضفاء الشرعية على البؤر الاستيطانية الأصغر..وتعتبر المستوطنات غير شرعية بموجب القانون الدولي، وهو ما تعترض عليه وترفضه إسرائيل.

هواجس القلق المتزايد داخل إسرائيل



واللافت.. أن قادة الأحزاب «المتشدة المتطرفة»: بتسلئيل سموتريتش (حزب الصهيونية الدينية)، وإيتمار بن غفير (حزب عوتسما يهوديت/ القوة اليهودية)، وآفي ماعوز (حزب نوعام)، دخلوا الآن المشهد السياسي السائد في إسرائيل واستقطبوا الرأي العام في الداخل والخارج حتى قبل تشكيل الائتلاف الحكومي.

وهناك مخاوف من أن هذا «الائتلاف اليميني»، الذي وصفته مؤخرا صحيفة هآرتس الإسرائيلية اليسارية بأنه «الأكثر تطرفا وعنصرية والأكثر ثيوقراطية (حكم رجال الدين) في تاريخ إسرائيل”، يمكن أن يعمق الانقسامات الداخلية أكثر، ويحد من حقوق الأقليات، ويفاقم الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين بشكل أكبر.
.أيديولوجية «إسرائيل الكبرى»

ويؤكد الباحث السياسي في الجامعة العبرية في القدس المحتلة ، جدعون رهات، أن أيديولوجية اليمين المتطرف هي إسرائيل الكبرى. ويشير مصطلح «إسرائيل الكبرى» عادة إلى أيديولوجية يمينية تقول إن أرض إسرائيل تشمل جميع الأراضي من نهر الأردن إلى البحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك الضفة الغربية. ويقول أصحاب تلك الأيديولوجيا «هذه أرضنا التوراتية، لدينا الحق في كل ما يوجد هنا».

الحكومة الجديدة يمكن أن توسع برنامج الاستيطان


زعماء الاستيطان و التطرف في حكومة نتنياهو – أرشيف
الملاحظ.. أنه قبل أداء الحكومة اليمين الدستورية بيومين، أقر الكنيست ما يسمى بـ «قانون درعي»، الذي سمي على اسم زعيم حزب شاس الديني المتشدد، أرييه درعي. ويسمح التعديل بتعيينه وزيرا في الحكومة، رغم إدانته بارتكاب جرائم ضريبية وحكم عليه بالسجن مع وقف التنفيذ.

ومن المتوقع أن يتناوب درعي وسموتريتش، من حزب الصهيونية الدينية، على منصب وزير المالية. في غضون ذلك، سيشغل درعي منصب وزير الصحة والداخلية. وقدمت جماعات حقوقية إسرائيلية التماسا إلى المحكمة العليا لإلغاء التعديل.

وما أثار الاهتمام أيضا أن سموتريتش، وهو نفسه جزء من حركة المستوطنين، قد سيطر من خلال تعديل آخر على أجزاء من وكالة الإدارة المدنية التي تعمل تحت إشراف وزارة الدفاع.
وتدير الوكالة الشؤون الإسرائيلية والفلسطينية في الضفة الغربية. وهذا يمنحه سلطة واسعة محتملة لتوسيع المستوطنات اليهودية الواقعة في المنطقة (C)، التي تشكل حوالي 60 بالمائة من أراضي الضفة الغربية، ويجادل النقاد بأن هذا قد يؤدي إلى «ضم فعلي» للمنطقة.
وهكذا.. تتبدى رسائل اقتحام الوزير في الحكومة المتطرقة «بن غفبر» لباحات المسجد الأقصى المبارك.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات